وتهطل دموع الخشية من عينين باكيتين بللت الخدين
وتهاوت الجوارح ساجدة لرب العالمين وبعدما نامت العيون واختلى كل حبيب بحبيبه
وبصوت خافت تتمتم الشفاه
ممجده ربها تسأله من خيري الدنيا والآخرة
شاكرة له نعمه ونعمة إيقاظهافي جوف الليل البهيم
لقيام الثلث الاخير والدعاء للوالدين والأقربين وعامة وخاصة المسلمين
وتقلنا سفينة الليل الى جنات ونعيم وما تشتهيه النفوس وما تلذه العيون
نناجي ربنا وكل في ركنه يتضرع ببكاء وحنين
يبكي ذنوبه وخطاياه التي ملأت الأرض والسما
راجيا من المولى العفو عن كل الزلات وابدال السيئات حسنات
وأن يبوأ مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيئين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
في كل ليلة والظبط في الثلث الأخير من الليل تنطلق السفينة
ويقلها كل من بيت النية وجاهد النفس والشيطان للوقوف بين يدي الرحمان حيث((ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر))
وترى المسافرين جاثية ركبهم
ذاكرة ألسنتهم
مستغفرة قلوبهم
علها تجد مكانا في زمرة المستغفرين بالأ سحار
وتلهج الحناجر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وتعطر مجالسها بالأمداح والصلاة على نبيناالأمين
وفي جو كله ذكر

الملائكة تسبح والبحر يسبح والأرض تسبح والكون يسبح
تسير سفينتنا تمخر عباب البحر والبر والجو لا يعترضها حاجز لترسو بركابها على شاطئ السكينة والايمان
وقد أخذ كل راكب حصته من الثواب
تكون له ذخرا يوم الميعاد
فان شئت أخي المؤمن وأختي المؤمنة أن تكونا من ركابها
فتهيأوا لها بالتقوى والعمل الصالح
لتنعموا غدا بالجنان والرضوان
ويزداد إيمانكم دون نقصان
وقد ادركتم صلاة الغداةفي جماعة
بوجوه مشرقة ونفوس راضية مرضية
تهيأوا ولو لرحلة واحدة
لتتعرضوا لنفحات إيمانية
وتتلذذوا بكريم المناجاة مع رب الارض والسماء
وتفوزوا فوزا عظيما
فشرف المومن قيام الليل
ألا فتزودوا بالتقوى واغنموا لتشرق وجوهكم وترق قلوبكم
فإن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
لم تكن تلك السفينةسوى سفينة النجاه من زمن طغت فيه الماديات على الروحانيات
واصبح الاسلام غريبا كما بدأ غريبا
لم تكن سفينتنا سوى شحذا للهمم وتقوية للعزائم
لنيل رضى الله والاعراض عن الغفلة والتسويف
.فالموت يطلبنا والقبر يقترب منا كل يوم