انشغال الزوج الدائم، تعد من أكثر المشكلات الزوجية الشائعة والتي تعاني منها الزوجة بشكل كبير، إضافة إلى عدم قدرته على مشاركة الزوجة في العديد من المهام والمسؤوليات، مما يؤدي إلى شعور الزوجة بالضغوط المستمرة، وعدم قدرتها على تحملها بمفردها، مما يؤدي إلى توتر العلاقة الزوجية ما بين الزوجين، وظهور العديد من المشكلات.

ويقدم دكتور صهيب سعد، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية بعض النصائح، التي تعينك في إقناع زوجك مشاركتك في العديد من المهام والمسؤوليات:
1- كوني واقعية ولا ترفعي سقف التوقعات
كثير من الرجال لا يلاحظون كم المهام التي تقع على عاتق المرأة في المنزل وفيما يخص الأولاد، نتيجة أن طبيعة عقل الرجل لا تنشغل ببعض الموضوعات التي تعتبرها بسيطة وثانوية على عكس المرأة التي تعتبرها أساسية، وذلك يرجع إلى أن الرجل كائن عملي وفي الغالب يرتب أولوياته بحسب ما يفضل وليس بحسب ما يفرضه الواقع، وبالطبع لكل قاعدة استثناءات.
لذا تناقشي معه إذا كنتِ تودين مزيدا من المشاركة فيما تتوقعين منه، وتوصلوا معاً إلى اتفاق يناسب الطرفين، ودعيه يختار المهام التي تناسبه، والوقت الأنسب لأدائها، واطلبي منه شفاهة أو كتابة مهام محددة كي تكون الأمور واضحة له، وتحدثي معه عن كم المسئوليات التي تقع على عاتقك، وأنكِ لن تتمكني دوماً من القيام بكل المهام وحدك.
2- عدم النقض
تذكري أن لا تقابلي مشاركته وإن لم تكن مثالية بالنقد وعدم الرضا، وإلا سيمتنع عن مشاركتك مرة أخري، وكافئي زوجك إذا تشارك معكِ بعض المسئوليات بهدية أو وقتاً هادئاً بعيداً عن ضجيج الأولاد، تستعيدون فيه ذكريات الخطوبة ومشاعر الود والحب المتبادلة.
3- كوني رفيقة به
غالبية الرجال في مجتمعاتنا الشرقية لم تترب علي المشاركة بفعالية في مهام المنزل والأبناء، فدائما ما توجه المهام والطلبات داخل البيت للفتاة وليس للولد، لذلك إذا كنتِ فعلاً مصرة على أن يكون زوجك فعالاً أكثر في المنزل، فكوني صبورة وذكية واطلبي منه طلبات بسيطة، وكوني سعيدة بالنتيجة أياً كانت، وارفعي قدر المهام تدريجيا.
4- اجعليه يخوض التجربة
حددي يوم جمعة ليكون يوماً للمشاركة لجميع أفراد الأسرة، في ليلة الخميس اكتبي قائمة بالمهام لكل فرد من الأسرة «مهمة أو اثنتين»، وجهزي قائمة بأكلاتكم المفضلة، ثم ادعي الجميع للدخول معكِ للمطبخ وأولهم زوجك، اجعلي تلك التجربة مرحة وممتعة ومليئة بالود والحب، وتفادي تماماً أي نقاشات أو جدال أو مواضيع شائكة هذا اليوم، ثقي أن يوماً كهذا قد يمثل تجربة لا تنسي للجميع، وسيكون أفضل حافز ليحاول الجميع المشاركة بشكل أكبر.
5- تحدثي عنه بفخر
يحب الرجال أن تشعريهم بأهميتهم، لا تلومي وتنقدي ما قد اشتري لك أو طريقة مذاكرته مع الأولاد، ثم تشتكي منه لوالدتك وزوجة صديقة، ثم تتوقعي أن يوافق علي مساعدتك بعد ذلك، تحدثي عنه بحب وفخر، وسيكون هذا دافعا له لبذل المزيد من أجلك.
6- احترمي وقته الخاص
قدري مجهوده في العمل ولا تمانعي أن يقضي وقتا مع أصدقائه أو في مشاهدة مباريات الكرة التي يحبها، لكن اتفقي معه بود أنه سيخصص نفس القدر من الوقت هذا الأسبوع لكِ ولأولادك وللمساعدة في المنزل أو في مذاكرة الأولاد.
7- شاركيه هواياته
كوني مثالا له وشاركيه في هواياته، وربما سيشجعه هذا علي تعلم المشاركة بدون أن يطلب منه ذلك.
8- اهتمي بنفسك
يرغب كل رجل أن يرى زوجته في أبهى صورة ممكنة، وطبيعته تجعله دوما يتجاوب مع اهتمامك بنفسك وتعبيرك عن أنوثتك، وأن يراك دائماً جميلة ومهتمة به قدر المستطاع طبعا، فربما يكون رد فعله تلقائياً تجاه الاهتمام بنفسك هو رغبته في مزيد من المشاركة تقديراً لمجهودك في الاهتمام بنفسك ورغبتك في إسعاده.
9- الأثر النفسي لمشاركة الأب على الأطفال
ينبغي عليكِ أن توضحي لزوجك أن مشاركته وتفاعله بصورة منتظمة معكِ ومع الأولاد، يعطي الأبناء مزيدا من الشعور بالأمان والثقة والقوة والترابط الأسري داخل البيت، فمشاركته تعني أنه يقدر كل ما تبذلينه وأنه يقدم نموذجا وقدوة حسنة، على أن مشاركة المهام والمسئوليات داخل المنزل هو السلوك الصحي الذي ينبغي أن يسلكه جميع أفراد الأسرة بدون استثناء.
لذا حدثيه عن أهمية أن يُشعر أبناؤكم بوجوده في حياتهم، ومتابعته المستمرة لهم ولمشاكلهم ومشاعرهم ومستواهم الدراسي، وذكريه أن كل مجهود يبذله معهم أو معكِ هو بمثابة بذرة سيجني حصادها لاحقاً، وكيف أن تفاعله الإيجابي سيجعلهم أكثر نجاحاً وتميزاً وثقة بأنفسهم في المستقبل.