وقال العلماء في ورقة بحثية نشرتها مجلة «الأعصاب»، الجمعة الماضي، إن ميكانزمات التداوى تعتمد على آليات «هجرة» الخلايا من وإلى المكان المصاب، حيث يتم استبدال الخلايا المصابة أو التي تضررت نتيجة حادث ما بأخرى جديدة تمامًا، وهو الأمر الذي يُسرع من عملية التئام الجرح.
وقال الدكتور «باك كين وونج» المُحقق الرئيسي للدراسة إن النتائج التي أفضت لها تلك الدراسة ستساهم في فهم أعمق وأشمل لنُظم تجديد الأنسجة، الأمر الذي سيوجه الدراسات التالية إلى الاتجاه الصحيح.
في السنوات الأخيرة، اكتسب الباحثون؛ بفضل تقدم التقنيات، مجموعة من المعلومات والأدلة التي ساعدت في فهم أعمق لكنهة التفاعلات الكيميائية للخلايا وعلاقتها بالنشاط الحيوي، ونجح العلماء في حل شيفرة الإشارات البيوكيميائية المتبادلة بين الخلايا الحية، إلا أنهم لم ينجحوا في الاستيعاب الكامل لكيفية التئام الجروح، وجاء الجواب على يد الفريق البحثى الأمريكى.
جزئ من بروتين DIII هو المسؤول عن تنسيق الخلايا المجاورة للجرح، علاوة على وجود «خلايا قائدة» تقوم بمساعدة باقى الخلايا على التقدم إلى الموقع المُصاب وتغطيته بالكامل، هكذا تقول الدراسة، التي تؤكد أن الافتراض السابق والقائل بأن عملية تنظيم الخلايا المُتجه للجروح عشوائية «خاطئ تمامًا».
الأمر السار في ذلك الاكتشاف، أن تطبيق عمليات هجرة الخلايا بشكل جماعى نحو الجروح يُمكن الاستفادة منه في مكافحة السرطان، فعن طريق استخدام نفس الاستراتيجية، يُمكن للعلماء؛ بمساعدة البروتين، إجبار خلايا السرطان على الهجرة الجماعية لتحل محلها خلايا أخرى سليمة.
الأمر لا يقتصر على السرطان فحسب، ففهم عملية هجرة الخلايا يُمهد الطريق نحو معرفة تركيبها الجينى، ومع هذه المعرفة الجديدة، يُمكن اكتشاف دواء جديد لمعظم الأمراض المُستعصية، مثل تراكم ترسبات الكوليسترول في الشرايين، البتر الناتج عن الإصابة بمرض القدم السكري، علاوة على معالجة الجروح الفتاكة.