بدأت شركة فولفو السويدية للسيارات اختبارات تشمل 1000 سيارة لتجعلها متصلة بالإنترنت، وتعتزم طرح مئة سيارة بتقنية القيادة الآلية في 2017.


وأعربت فولفو عن قناعتها بأن تقنية القيادة الآلية للسيارة لها مستقبل، وانها تعتبر خطوة هامة على الطريق نحو تحقيق مفهوم قيادة السيارات دون حوادث.


وسيتم ربط السيارة بالإنترنت باستخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية.


ويمكن للسيارات المتصلة بالإنترنت المشاركة في التجارب حاليا أن تتبادل المعلومات مع بعضها البعض ومع السلطات المعنية.


وفي البداية يتم تبادل المعلومات الأساسية مثل تحذيرات الطقس وبيانات مجهولة المصدر عن الأماكن وتفاصيل مثل هل السيارة تضيء كشافات الطوارئ.


وتستهدف الخطة إرسال تحذيرات إلى سائقي سيارات فولفو الآخرين الذين قد يتواجدون في نفس المنطقة.


ولن يتم تبادل المعلومات مباشرة بين سيارة وأخرى وإنما من خلال تقنية الحوسبة السحابية.


وقال كلاس بندريك مدير قطاع التكنولوجيا في فولفو على هامش المؤتمر العالمي للأجهزة المحمولة في مدينة برشلونة الأسبانية "نحن لا نريد الانتظار حتى يكون هناك حل على مستوى صناعة السيارات كلها" في إشارة إلى استخدام الإنترنت في السيارات.


وسيتم تسيير أسطول سيارات فولفو المتصلة بالإنترنت حول مدينة جونتبرج السويدية.


ويقول بندريك إن التواجد الكثيف للسيارات المتصلة بالإنترنت في منطقة واحدة مطلوب من أجل ضمان مستوى أفضل لتبادل المعلومات فيما بينها.


وقامت شركة فولفو السويدية للسيارات في مدينة جوتيبورغ السويدية على اختبار أول سيارة تسير بنظام القيادة الآلية في العالم.


وقال هاكان صامويلسون رئيس فولفو خلال معرض ديترويت للسيارات في الولايات المتحدة إنه يعتقد أن الأمر سيكون بالضبط مثلما هو الحال في الطائرة حيث يتم البدء يدويا ثم يتم اللجوء إلى تقنية القيادة الآلية عندما تصل السيارة إلى منطقة "تكون القيادة فيها مملة".


وتابع صامويلسون أنه سيتم العودة إلى القيادة اليدوية في المواقف المعقدة على سبيل المثال في المواقف التي يكون يتواجد فيها الكثير من المارة.


وتتطلب التقنية الجديدة وفقا للخبراء وجود شبكات متطورة من الاتصالات بين مستخدم الطريق والبنية التحتية.


ومع انتهاء دوام العمل تظهر نفس المشكلة كل يوم، حيث تزدحم الشوارع والطرقات بالسيارات خلال ساعة الذروة، ويرتفع ضغط الدم لدى قائدي السيارات وتتقلب حالتهم المزاجية بسبب التكدسات والازدحامات المرورية.


وفي تلك الأثناء يحلم بعض الأشخاص بوجود سيارة تسلك طريقها بمفردها وسط هذه المتاهات اللامتناهية داخل المدن الكبري، بينما ينعم السائق بقراءة المجلات أو تصفح مواقع الويب على متن السيارة.


وتسعى شركات السيارات حالياً لتحقيق هذا الحلم الا انها ما تزال مجرد محاولات لم تصل بعد الى مراحلها النهائية من طرف عمالقة السيارات في العالم.


ويقول يوخن هيرمان، مدير قسم أنظمة مساعدة القيادة بشركة مرسيدس – بنز الألمانية: "أدركنا أن قيادة السيارة لا تكون ممتعة في بعض الأحيان، بل إنها قد تصبح عبئاً على كاهل السائق، لذلك نعمل على تطوير أنظمة تتولى أداء بعض المهام نيابة عن السائق".


ويعمل الخبير الألماني، مثل زملائه في شركات السيارات الأخرى، على إدخال أنظمة القيادة الآلية في السيارات تدريجياً، حيث تتولى هذه الأنظمة مهام القيادة في مواقف معينة على الأقل، بالتالي فإن السائق يتحول إلى مجرد راكب عادي داخل السيارة.


وأضاف البروفيسور راؤول روخاس، من جامعة برلين الحرة، قائلاً: "شركات السيارات تتلمس طريقها ببطءٍ شديد للغاية في هذا الموضوع المثير للاهتمام".


وبالرغم من كل هذه المحاولات، يؤكد الخبير الألماني على أننا مازالنا في مرحلة التجريب والاختبار، ولم تتبلور بعد أية منتجات حقيقية، لكن الشركات تسعى لتحقيق هذا الهدف ببطء شديد.


واكد خبير السيارات أن السائق يتمكن من التحكم في السيارة وتوجيها في أي وقت، بل إن الشركة الألمانية تشترط وجود اليدين على المقود أثناء تشغيل النظام، حيث يصدر إنذار في حالة رفع اليدين عن المقود لمدة 10 ثوان، ويتوقف النظام بعد مرور 15 ثانية، إذا كان السائق يعتمد بشكل كامل على نظام القيادة الآلية بالسيارة الفارهة.


وأوضح البروفيسور راؤول روخاس العقبات التي تعترض طريق انتشار أنظمة القيادة الآلية في السيارات، بقوله: "لا تزال المستشعرات من التجهيزات المُكلفة للغاية في السيارات التي يتم إنتاجها بشكل قياسي، خاصة عندما يتطلب الأمر مستشعرات ذات جودة فائقة".


بالإضافة إلى أن القيادة الآلية لا تتطلب مواءمة السيارات فقط، بل إنها تستلزم مواءمة البيئة المحيطة بالسيارة أيضاً، ويقول البروفيسور الألماني :"كما هو الحال في الطائرات فإن الأمر يتطلب وجود شبكات من الاتصالات ما بين مستخدمي الطريق والبنية التحتية، وهو ما يزيد من تكلفة إدخال أنظمة القيادة الآلية في السيارات.