فلسفة الحقيقة والوصول إلى الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
فى بداية القول …

جاء رجل إلي بايزيد البسطامي و قال له : ثلاثين عاماً و أنا أعبد الله ولم أتلقي علامة تثبت أني قريب من الله قال بايزيد : حتي لو إستغرقت عبادتك مئه عام لن يحصل شيئ ، لأن غرورك و أنانيتك هي سد الحقيقة .

لا يمکن أن تتعلم الحقيقة فکل الأنبياء و الأولياء تکلموا عن الحقيقة و لکن کل منهم أکتشفها بطريقته الخاصة ، الحقيقة ليست علم إذا أکتشفها عالم سينتهي الأمر حينها ، کل منا يمکنه أن يصل للحقيقة بطريقته و تصبح الحقيقة هي طريقة حياته.

العبادة هي طريقك من أجل الوصول للحقيقة و لکن يجب أن تکون نابعة من القلب و لا يمکنك أن تحصيها أو تحسبها فالحب لا يعرف الأعداد و السنين فهو إحساس و شعور وطاقة و لا يمکننا أن نضعها في قالب الإحصاءات .

لماذا قال له إذا إستغرقت عبادتك مئة عام لن يحصل شيئ فالذى يعبد بعقله لا بقلبه کان يعد السنين و الأيام فتلك نتيجة العقل و لکن إذا کنت تحب و تعشق تختفي الأيام و السنين و يبقي الحب حتي ( أنا ) تختفي و تحس أنك مغمور بهذة الطاقة فهل يمكنك أن تسئل الغرقان في البحر أنت غرقت في أي عمق و بکم لتر من الماء ؟ .

الأنانية و الغرور تدفعك لترکز علي ما تفعله ، إذاً أنت تجزء العالم ، الله و أنت و أعمالك کل واحد يحتل جزء من عالمك ، الحقيقة هي أن العالم ليس أجزاءً بلا ، العالم له مرکز واحد و هذا المركز ليس أنت ، هل يمکنك القول بأن يدك هى مركز الجسم ، جميع أعضاء جسدك تشكل هذا الکيان ولا يمکن أن يکون عضو واحد هو المرکز هکذا بالنسبة للأکوان فکل شيئ في الكون متحداً يشكل ” الكيان الكونى ” و لا يمکننا أن نجعل من شخص محور الكون فإذا
کنا جزء أو خلايا هذا الکيان العظيم فلماذا لا نتحلي بصفاته ؟ من المؤكد لا يمکننا أن نعيش الرحمن الرحيم في هذه المرحلة و لکن يمکننا أن نعيش الحب هذة الطاقة التي تربطنا و تجذبنا إلي بعضنا .

من الصعب وصف العشق في عالم العرفان لأنك ستحس بإرتباك شديد ، کيف أعشقه و أنا لا أعرفه جيداً و لا أعرف نفسي و لا أستطيع أن أتخيل له شکل أو مکان أو أي شيئ ملموس ؟
في الحقيقة لا يمکنك أن تعشقه وأنت في هذة المرحلة ، إذا کان هذا إحساسك فمعك کل الحق إذاً لنبدأ بالحب ، إبدأ بحب الأشياء الطبيعية مثل الزهور أو الأشياء الإصطناعية إذاً يمکنك أن تبرمج أي شيئ بالشکل و اللون الذي تريد و لکن الطبيعة مبنية علي التوازنت ، فيها الخير و الشر، هناك زهور جميلة و بها أشواك أو جميلة و ليس لها عطر أو ليست جميلة و لها فوائد طبية هل تستطيع أن تحب الزهور و الطبيعة ؟ ، عيش هذا الإحساس فترة ثم حب الحيوانات هذا البُعد القوي لأن الحيوانات يمکن أن تؤذيك و أحياناً لا تحس بك و لا تشکرك ، عيش هذا الإحساس وإخترقه ثم أدخل في حب الإنسان و هذة هي أصعب مرحلة لأنها ليست للشرح بل للعيش بعد هذا کله سترتقي من تلقاء نفسك إلي کيان وبُعد أوسع لا للحب بل للعشق .