السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تنبيه هاااااااااااام :::
القصة التي فيها كيفية إثبات براءة عائشة للنصراني ستجدها في آخر الموضوع فلا تعجل)


إن المسلم خاصة الدعاة منهم عليهم أن يكونوا ذوي عقول نيرة وبديهة حاضرة وحجة قوية كي يتمكنوا من ذكر الأدلة على الحق ويردوا الشبهات ويقنعوا الناس
والحجج العقلية مهمة جدا خاصة في محاورتنا مع بعض أصناف الناس مثل
الكفار ممن لا يؤمنون بالكتاب ولا بالسنة .
كذلك الذين بالغوا في قدر العقل فقدموه على النصوص
كذلك الذين وقعوا ضحية الشبهات المثارة
وكذلك المعاندون المتبعون للباطل تبعا لمصالحهم
وأيضا أسرى العادات والأعراف الخاطئة الذين ألفوها حتى ظنوها حقا لا جدال فيه
وقد نقل الصلابي ذلك كله (في كتابه فقه النص والتمكين) ثم بين أن هناك طرقا عقليها استخدمها القرآن منها المقارنة بين نموذج مرغوب فيه ونموذج يريد التنفير منه وذلك في مثل قوله تعالى
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
قال القرطبي «وهذه الآية ضرب مثلا لهم، أي من أسس بنيانه على الإسلام خير أم من أسس بنيانه على الشرك والنفاق، وبين أن بناء الكافر كبناء على جرف جهنم يتهور بأهله فيها، وفي هذه الآية دليل على أن كل شيء ابتدئ بنية تقوى الله تعالى والقصد لوجهه الكريم فهو الذي يبقى ويسعد به صاحبه ويصعد إلى الله ويرفع إليه»
ومنه أسلوب التقرير بان يجعل أهل الباطل يقرون بباطلهم ومن ثم يلزمهم بالحق مثلما فعل إبراهيم عليه السلام والمذكور في قوله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ - إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ - قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلَّ لَهَا عَاكِفِينَ - قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ - أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ - قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ - قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ - أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأقْدَمُونَ - فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ - الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ - وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ - وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ - وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: 69- 81].
فلما أقروا بأن آلهتهم لا تنفع ولا تضر بين في مقابل ذلك صفات ربنا وقدرته .
ومنها الإمرار والإبطال بحيث تمرر بعض حجج المبطلين فلا ترد عليها لكي تلزمه بحجة دامغة ومن ثم تبطل كل حججه تبعا لذلك ومن ذلك ما فعله نبي الله إبراهيم عليه السلام مع النمرود والمذكور في قوله تعالى
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ
يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258].
فلم يناقشه في ادعائه بالإحياء والإماتة لكنه أفحمه بحجة أخرى وهي أنه طلب منه تغيير سنة الله في كونه بأن يأتي بالشمس من المغرب فبهت الذي كفر ,
وقد استفاد علماؤنا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا المجال بشكل ممتاز
تعالوا بنا بعد هذا التقديم المهم نرى معا كيف أثبت القاضي أبو بكر الباقلاني براءة أمنا عائشة لمجموعة من النصارى :::

فقد سأله بعض النصارى بحضرة ملكهم فقال: ما فعلت زوجة نبيكم؟ وما كان من أمرها بما رميت من الإفك؟ فقال الباقلاني على البديهة: هما امرأتان ذكرتا بسوء، مريم وعائشة فبرأهما الله عز وجل، وكانت عائشة ذات زوج ولم تأت بولد، وأتت مريم بولد ولم يكن لها زوج .
فكان هذا الجواب في غاية الروعة والإفحام، لأن ذلك الخبيث أراد التعريض والإحراج بقصة حادثة الإفك التي اتهمت فيها عائشة رضي الله عنها، فأجاب الباقلاني بأن هذه فرية برأها الله منها ولكنه قرن ذلك بذكر مريم، ليشير إلى أن براءة عائشة عقلا أولى، لأن لو تطرق إلى العقل احتمال الريبة فهو في حق مريم أعظم، فإن قبلتم أيها النصارى براءتها فيلزمكم قبول براءة عائشة من باب أولى .