النتائج 1 إلى 1 من 1
- 15-02-2015, 01:47 PM #1
متى يكون طفلك انعزالياً ومتى اجتماعياً؟
متى يكون طفلك انعزالياً ومتى اجتماعياً؟
نجد طفلاً في الحضانة وقلما نراه يلعب مع الأطفال الآخرين ، فعندما يلعبون لعبة بناء البيوت الخشبية فانه يمسك الكرة ويلعب بها وحده , وعندما يجتمعون في حلقة ليناقشوا قصة رواها لهم أستاذهم يبدأ هذا الطفل عندئذ بممارسة بناء البيوت الخشبية .
إن هذه التصرفات من قبل هذا الطفل تسبب لوالديه وخاصة أمه الشعور بالقلق ، إذ تخشى أن يكون طفلها انعزالياً .
وعلى الطرف المقابل من هذا الطفل نجد طفلاً أخر يصفه أبوه بأنه لا يستغني عن رفاقه دقيقة واحدة ، ولا يستطيع أن يصنع شيئا دون أن يستشيرهم لمطابقة برنامجه مع برامجهم ، فإذا اقترح عليه أبوه أن يذهب معه إلى مكان ما يوم الجمعة حديقة الحيوان مثلا فانه يرد عليه قائلا : انتظر ريثما أتكلم مع صديقي ، وينزعج والده من هذا التعلق الشديد الذي يبديه ابنه تجاه صديقه ، فهو صديقه المفضل ، ورئيس المجموعة التي ينتمي إليها هذا الطفل .
ويقول والده معلقا على هذا الموضوع :لست على يقين من أن ابني يستطيع أن يفعل شيئا بشكل مستقل عن صديقه ، أخشى أن يكون عاجزاً عن أن يمضي أي وقت لوحده في ممارسة نشاط إنتاجي .
إن هذين الطفلين يمثلان النموذجين المشهورين لشخصية الإنطوائي الاجتماعي ، ومما يدعو إلى الدهشة أحيانا أن نجد هذين النموذجين في أسرة واحدة .
وإحدى الأمهات تحكي معاناتها ومشاكلها تقول :
إن أبنائي إما أن يكونوا خارج المنزل مع رفاقهم أو أن يمسكوا الهاتف في حديث مطول معهم , حتى إنني اضطررت إلى أن أضع لهم أنظمة حازمة بما يتعلق بأداء واجبا تهم المدرسية قبل أن يخرجوا من المنزل أو قبل أن يستعملوا الهاتف . أما بالنسبة لأحد أبنائي وهو في الرابعة عشر من عمره فإن الأمر مختلف تماماً فهو يمضي معظم الأوقات لوحده حتى إننا نرغب يقيناً أن نراه يوما مع أحد زملائه ، أو أن نسمعه يتكلم بالهاتف مع أحد أصدقائه .
ومن الطبيعي أن الأبوين يرغبان أن يريا ابنهما قادراً على الاتصال بالآخرين وعلى إنشاء صداقات مفيدة على أسس سليمة ولكن التوقعات الطبيعية للنمو الاجتماعي للطفل تخيب آمال الآباء والأمهات أحيانا ، إلى جانب أن الأبوين يكونان في معظم الأحيان عاجزين عن معرفة الدور الذي يجب أن يتوقف عنده نشاط ابنهما .
النمو الاجتماعي الطبيعي :
من المفيد أن يعرف الأبوان بعض الحقائق المتعلقة بالنمو الاجتماعي لأطفالهما ، وأن يتذكرا دائماً وجود فروق طبيعية فردية بين الأطفال ، فمن الخطوط العريضة لهذا النمووهي تعكس اختلاف الطرق والأساليب الفردية لكل منهم .
فبعض الأطفال اجتماعيون بطبيعة الحال ، وبعضهم الأخر يلتزم جانب الحذر في علاقاته مع الآخرين ، وبينما تجد طفلا ينطلق على سجيته لوحده ويخلو بنفسه لبعض الوقت ولا عجب في ذلك ، فإن الأمر ينطبق على البالغين أيضاً أليس كذلك ؟
نمو الصداقة بين الأطفال :
وهو يبدأ في مرحلة مبكرة من العمر ، وباجتماع الطفل مع رفاقه فإنه يتلقى درساً حتميا في الحياة ، ويدرك حقيقة واقعية تنبهه إلى أنه ليس مركز الكون , وتجعله يشعر بأن ثمة أطفالا آخرين يقولون أنا وشعور الأنا لا يزول في عمر الطفلوخاصة في هذه المرحلة
والطفل في السنة الثالثة والرابعة من عمره يبني صداقته مع الآخرين على أساس الفائدة التي يمكن أن يحصل عليها منهم ، وإذا حدث أن أحد أصدقائه لم يلب له حاجته فإنه يستغني عنه فوراً ، ولو أن هذا الاستغناء لا يدوم طويلا إذ يعود إلى مصالحته ويتوقع فوائد أخرى منه فيما بعد ، وليس من النادر في هذه المرحلة أن تجد طفلا يقول لصديقه من الآن فصاعداً لا أنت صديقي ولا أنا صديقك ، ولا أنت تعرفني ولا أنا أعرفك ، ثم تجدهما بعد خمس دقائق يلعبان الكرة معاً