القراءة الصامتة :-

هذا النوع الذي يتلقى فيه التلميذ ما يقرئوه عن طريق النظر فقط من غير تلفظ بالمقروء ولا الجهر أو ولا تحريك لسان أو شفتين ، فيطالع التلاميذ الموضوع الذ يقرؤونه في صمت ،ثم يختبرهم المدرس ليتبين مدى فهمهم إياه واستفادتهم منه .
وقد اتفق المربين على ضرورة الأخذ بهذا النوع في تعليم التلاميذ ؛ لما له الأثر البالغ والعميق في تعليم التلاميذ ، وتربيتهم وتكوين عادات القراءة صحيحية لديهم ، كما أنها من مستلزمات إدراك جميع المواد الدراسة والتزود من المعرفة والتقدم في الحياة .

الأغراض التي تهدف إليها القراءة الصامتة :-

ترجع أهمية القراءة الصامتة إلى أنها الوسيلة الطبيعية التي يجدها الأنسان سهلة الستخدام في اكتساب المعارف ، وهي لازمة وضرورية لاجادة القراءة الجهرية ، اذ ينبغي أن تسبق الصامتة والجهرية اقرارا للمعنى في ذهن القارئ وتسهيلا لسلامة النطق في الكلمات والعبارات .....
على انها تتميز بالسرعة والشمول ، على فهم المعنى والقدرة على نقد المقرؤ والنتفاع بما يشمل من أفكار ، وقد أثبتت التجارب والبحوث التربوية أن القراءة الصامتة تهدف الى تحقيق الغراض التالية :-

1* تنمية الرغبة في القراءة الجيدة وتذوقها – وذلك بمراعاة ميول التلاميذ واختبار ما يشوقهم، من الموضوعات وعرضها عرضا جميلا أخاذا في كتب جيدة أو بطاقات متقنة.

2* تكوين عادات القراءة عن طريق تقديم الأدب الصالح الجميل للتلاميذ بمجرد أن تظهر لديهم الرغبة في القراءة ، وذلك يتسنى ربط تكوين القراءة بتكوين أذواقهم واحساسهم بالجمال ، وخير الكتب لتحقيق هذا الهدف كتب القصص والمقطوعات الشعرية المشوقة لهم والموضوعات المختارة الجذابة وغير ذلك مما يشجعون على قارئته في داخل المدرسية وخارجها .

3* زيادة قدرة التلاميذ على الفهم ؛ لأن القرائة لاتكون مجدية إلا إذا روعي فيها تنمية قدرة القارئ على فهم المقروء حتى يمكن الارتفاع بمستواه في تحصيل المعارف ، ولذلك ينبغي أن يكون هناك هدف معين لما يقرؤوه التلميذ كالوقوف على فكرة من الأفكار أو حل مشكلة معينة من المشكلات ، أو الألمام بما يتجاوب مع الحس والوجدان والأنبعاثات النفسية ....
كما ينبغي أيضا أن يتجلى في هذا اللون مكن القراءة تنمية قدرة التلاميذ على تنظيم الأفكار أثناء المطالعة ؛ وذلك بملاحظة ما هو رئيسي منها وما هو تفصيلي جزئي تابع لهذه الأفكار الرئيسية ، ويمكن تنمية هذه القدرة بمطالبة التلاميذ بتلخيص ما قرؤه أو الإجابة عن أسئلة توجه إليهم فيه ، أو وضع عناوين لأجزائه بحيث يوحي كل عنوان بالفكرة الأساسية لكل جزء .

4* تنمية قدرة المتعلم على المطالعة الخاطفة وزيادة سرعته في القراءة مع إلمامه بالمقرؤ وإدراكه له ، وقد تبين من الأبحاث المختلفة أن من أسباب الصعوبات التي يجدها بعض التلاميذ في القراءة أنهم أبطاء من المعتاد فيها.

كما تبين أيضا ان القراءة السريعة لاتحول ختما دون الفشل .... والقاعدة العامة أن سريعي القراءة يفهمون خيرا من البطيئين ، على أن لهذه القاعدة شواذ ، فقد يمون من البطيئين في القراءة من هو مثل جيد القراءة .

وزيادة السرعة في القراءة أصبحت من ضروريات الحياة في هذا العصر الذي كثر فيه المطبوعات من كتب وصحف ومجلات لشتى أنواع المعارف والعلوم والثقافات كثرة رابية متجددة متتالية يوما بعد يوم ، ، فاءذا لم يمرن المتعلم على سرعة القراءة فأنه لايستطيع أن يجاري التيار الثقافي ، ولايمكن أن يجدد نفسه بملاحقة ما يلزم قرائته من كتب ومطبوعات تتصل بحياته ومستواه .

وينبغي أن يواصل المعلم قرائته كثيرا ، يقرا للمتعة ويقرأ للتحصيل ، وهذا يقتضي أن نأخذه منذ نشأته بتنمية قدرته على السرعة في القراءة .

5* تنمية القدرة على القراءة المستأنية البطيئو والتركيز على الفهم عند الضرورة ، فهناك حالات تعرض المتعلم وتحتم عليه التمهن فيما يقرؤه حتى يدرك مرامية القريبة والبعيدة ولايند في ذهنه منه شيء.

6* زيادة قاموس القارئ وتنميته لغويا وفكريا ؛ لأن الكتب المقرؤة تبنى العقول فتمهدها بالألفاظ والمعاني نتيجة لما تحتوي عليه من عبارات وتراكيب تدفع الى التفكير وتثيره ، فينمي ثروة للقارئ اللغوية والفكرية .

7* حفظ ما يستحق الحفظ من ألوان الأدب الرفيع ... فقد يعننن للقارئ في أثناء قارئته ما يروقه من أنواع التعبير مما له صلة بحياته فيحرك وجدانه ويثير مشاعره لما يجده في تلك الصياغته وفكرته من لذة نفسية ومتعة روحية فيعلق بذهنه ويكتنزه عقله ، وينبعث تلقائيا الى حفظه وترديده .