لا تافهين في الحياة !!

أدري أن هناك تافهين !!


وأعلم أن هناك حمقى وأغبياء !!.



ولكن أثناء تعاملك مع الناس حتى التافهين منهم يجب أن تشعرهم أنهم ذو قيمة ! .


فمجرد استخفافك بهم يدمر أي بوادر لإقامة علاقة طيبة معهم ، ويجعل أي محاولة لكسبهم أو التأثير فيهم تنوء بالفشل .


أنا لا أقصدخداعهم أو تملقهم ، بل أريد أن أقول لك عامل كل الناس على أنهم مهمين ، لا يشغلنك قيمتهم التي ارتضوها لأنفسهم ، ولا تضع بالا برداءة آرائهم وتفاهة تفكيرهم ، عاملهم بتقدير وطيب نفس وأخلاق رفيعة ، وأهم من ذلك أشعرهم بأهميتهم في الحياة .

فإن الشعور بالأهمية من أهم الدوافع البشرية ، وكل إنسان كائنا ما كان يحب أن يكون شيئا ذو قيمة .

ولقد عد الباحث والكاتب الأمريكي ( ديل كارنيجي ) الشعور بالأهمية والتقدير بأنه السر العظيم للتعامل مع الناس ، ويعد كذلك الإنسان الذي نجح في تقدير من يتعامل معهم بأنه إنسان قطع شوطا كبيرا في امتلاك قلوبهم .

هذا التعطش البشري للتقدير يتسم بالقوة ، كما أنه يلح على الإنسان بحيث يسيطر عليه ، والشخص الفريد الذي يستطيع حقا أن يرضي هذا التعطش القلبي هو الذي يستطيع أن يجعل الناس في قبضة يده

يقول الكاتب النفسي جون ديوي 'أعمق واقع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئًا مذكورًا'.

ولقد سئل أحد المديرين المتميزين واسمه تشارلي شواب عن سر نجاحه في التعامل مع الناس فقال: 'إنني أعتبر مقدرتي على بث الحماسة في نفوس الناس هي أعظم ما أمتلك وسبيلي إلى ذلك هين وميسور فإني أجزل لهم المديح والثناء وأسرف في التقدير والتشجيع' . كيف تؤثر في الآخرين وتكسب الأصدقاء .

ويربط عالم النفس ( ألفرد ادلر) بين رغبتنا في الحصول على الحب ، وبين رغبتنا في الحصول على التقدير والاحترام . وفي رأيه أن تلهف الفرد على التقدير والاحترام ، هو المحرك الأول للحياة .


خطورة عدم التقدير


فنحن لا نستشعر السرور والرضا إلا حين يرضى عنا الناس .

ولا تخمد لنا قط رغبة في إطراء الناس لأعمالنا ، أو السعي للظفر بإعجابهم بثيابنا وهندامنا ، ومهما يكن التقدير ضئيلا ، فإنه يبث فينا الإحساس بالأهمية الذي يشدد عزائمنا للمضي قدما في خضم الحياة . طريق الشخصية الجذابة .. جيمس بندر .


والناس في بحثهم عن التقدير يسلكون مسالك عدة منها الحسن ومنها السيئ ومنها الغريب كذلك !!

فالعظماء أبدعوا وتحملوا ألم البذل كي يكونوا شيئا مذكورا .. وقيمة مميزة .

والطغاة كثير منهم أذاقوا الناس الألم والمرارة فقط كي يبنوا لأنفسهم سيرة وذكرى بغض النظر عن كنه تلك الذكرى ، بل إن هناك كثير من اللصوص والأشقياء يكون أول همهم حال القبض عليهم هو فلاش الكاميرا الذي سيجعلهم حديث الناس !!!!!!!!!!!

بل و هناك أشخاص يتمارضوا كي يحصلوا على بعض الاهتمام والتقدير !!


لذا كان من الأهمية بمكان لكل من يطمح في كسب قلوب الآخرين أن يشعرهم بأهميتهم ، ويركز دائما على مواطن التفوق فيهم ويقدرها .

والناظر في دنيا الناس يرى أن العلاقات الاجتماعية والمعاملات المادية والأفكار المختلفة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الفكرية أو حتى الرياضية يتميز فيها صاحب الخلق الراقي الذي يعلم مداخل النفس الإنسانية و أسرار التعامل معها .

أعرف أناسا لا يكفون عن تقدير من حولهم ، فهم يثنون على زوجاتهم ويمتدحون أبنائهم ، ويقدرون جيرانهم وأصدقائهم ، حتى صار أسلوب التقدير جزء من شخصيتهم ، ولا تتعجب إن رأيت أحد منهم يشكر عامل المطعم على حسن استقباله و يرسل كلمة أخرى إلى الطباخ على حسن إعداده للطعام .

لذا فلا عجب أن يكون لهم في كل مكان أصدقاء ومعارف وأشخاص يتوقون لخدمتهم وتقديرهم في كل زمان ومكان .



أهم فوائد التقدير



انه يساعد على بناء الثقة بالنفس ، والتغلب على العثرات المفاجئة .

فعندما تمر بالشخص منا كبوة ، أو يدخل تحد جديد من تحديات الحياة يحتاج دائما إلى من يتلوا عليه كلمات التقدير ويذكر له نجاحاته السابقة ، نرى هذا جليا في موقف أمنا خديجة رضوان الله عليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعد أن جاءه جبريل عليه السلام بالرسالة ، خاف صلى الله عليه وسلم على نفسه ، وذهب إلى زوجته وحكى له ما حدث له ثم قال لها ( لقد خشيت على نفسي) هنا كان الرد من السيدة خديجة حاسما : كلا ، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتقري الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق . أنظر صحيح السيرة للألباني .

جملة من التقدير أعادت لنبينا الغالي صلى الله عليه وسلم الطمأنينة ، وهدأت من روعه .


ويجب على صاحب الشخصية الساحرة أن يضيف إلى كنوز شخصيته تلك الجوهرة الرائعة
( تقدير الآخرين ) ، فبها تسحر نفوسهم ، وتلهب كوامن حماستهم .

والأمر ليس صعبا ، وإذا ما مورس لأكثر من مرة صار عادة نفعلها بدون أن نشعر ، فقط عليك أن تثني على الناس ، تعامل كل واحد منهم على أنه مهم ، لا تستخف بأحد منهم ، اهتم بأحاديثهم ، باهتماماتهم ، بأفكارهم ، واحترم وجهة نظرهم .