القرآن شفاء ، شفاء للقلوب والأرواح والأجساد، ففيه السكينة والرحمة والاطمئنان والصلاح، يقول تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد : 28.


يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، وهذا الحديث موافق للحقائق الطبية الحديثة والتي تقرر الأهمية الفائقة للقلب وصحته وسلامته وتأثير ذلك على جسد الإنسان وصحته بشكل كامل.
يقول تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} الإسراء : 82 .


فالقرآن الكريم يقوم بهذا العمل، يشفي القلوب والصدور وينزل الرحمة على المؤمنين، مما ينعكس على الحالة الجسدية للإنسان، فهذا يعني أن الله أودع في كلمات هذا القرآن قدرة على العلاج ولغة خاصة تفهمها خلايا الدماغ لدى الإنسان ولدى تلاوة آيات معينة يحدث هذا الشفاء، وهو ما أثبتته بعض الأبحاث الطبية الحديثة.


ولذلك وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى أنه إذا قرئ القرآن فعلينا أن نستمع له بآذننا وننصت بقلوبنا وأرواحنا حتى تتغشانا رحمة الله، وتنزل علينا السكينة والشفاء، فرحمة الله كلمة جامعة مانعة لعطاء الله، و عطاءُ الله يبدأ من كل شيء يريح الإنسان من سعادته النفسية، وراحته الجسدية وسعادته الأبدية.


ومن أدلة تأثير القرآن الكريم عند سماعه على الإنسان إذا أنصت بقله احساسه بالخشية من الله، يقول تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر : 21 .


وهذا يعني أن الله تبارك وتعالى لو جعل هذا الجبل يعقل كلام الله تعالى، إذاً لتصدَّع وتشقق وخرّ خاشعاً أمام عظمة هذا الكلام، فما بالكم بالإنسان الذي يعقل وينصت ويشعر.


قال بعض علماء الطب في أبحاثهم أن الترددات الصوتية التي تصدر عند قراءة القرآن الكريم تدخل عبر الأذن إلى الدماغ وتؤثر على هذه الخلايا، وتجعلها خلايا خاشعة، وتنزل السكينة والطمأنينة على الإنسان مما يؤثر على حالته النفسية وبالتالي حالته الجسدية.