الأمل والرجاء وتأثيرهما في حياة الانسان
الإنسان في حياته مُعَرَّض للمحن والابتلاءات والمصائب، وعلى العاقل المؤمن أن لا ييأس ولا يقنط، بل يصبر ويحتسب ويكون واثقًا في ربه على الدوام، وكله أمل ورجاء في رحمة الله تعالى. فلنحيا إذن بروح الأمل، ولنجعله زادًا لنا يدفعنا إلى الحياة والجد والعمل.
فبالأمل تنمو شجرة الحياة ويرتفع صرح العمران، ويشعر المرء بالسعادة والبهجة.
وبالأمل والرجاء ينهض الإنسان ويعمل، ويكد ويتعب، ويتحول من الكسل والخمول إلى النشاط والهمة والكفاح.
ولا يحيا الأمل في الإنسان إلا بروح تبعثه في نفسه، كما لا يحيا الجسد إلا بالروح تدب في أركانه؛ وروح الأمل هي التي تجعله حيًا في النفس بالأسباب التي تُبقي هذا الأمل حيًا كالمبشرات التي تسره وتدفعه دائمًا إلى الحركة والعمل، وكما قيل: «لولا الأمل ما كان العمل»
إن الأمل هو انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات، بحيث ينتظر المرء الفرج واليسر لما أصابه، وهو بهذا المعنى الإيجابي يدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فيه من قبل، ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه.
فالأمل يدفع الإنسان دائمًا إلى العمل، ولولا الأمل لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومجابهة مصائبها وشدائدها، ولسيطر على قلبه اليأس، وأصبح يحرص على الموت، ولذلك قيل: اليأس سلم القبر، والأمل نور الحياة، وقيل: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس
وقال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
فالأمل يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة، ويدفع الكسول إلى الجد، ويدفع المجد إلى المداومة، ويدفع الناجح إلى مضاعفة الجهد.
فهذا هو الأمل الذي نريده، وهذا هو الأمل الذي نبثه؛ إنه عمل وجد وكفاح ونشاط، إنه حياة دائمة متجددة، إنه ثقة ورجاء في الله، إنه تعلق دائم ومستمر بالخالق المحسن البر الرحيم.