سورة آل عمران

3- سورة آل عمران مدنيّة وآياتها 200

سميت هه السورة الكريمة بسورة آل عمران نسبة لتلك الأسرة الكريمة الفاضلة أسرة عمران والد مريم البتول العذراء أم عيسى عليهما السلام، وما تجلت فيها من مظاهر القدرة الالهية بولادة عيسى عليه السلام ولادة خارقة للعادة في أن يولد بلا أب.
وهذه السورة الكريمة والعظيمة هي أيضا من السور المدنية الطويلة، وقد اشتملت على ركنين أساسيين من أركان الدين هما:
الركن الاول فهو ركن العقيدة واقامة الأدلة والبراهين الدالة على وحدانية الله سبحانه وتعالى، والنبوة، واثبات صدق القرآن الكريم، والرد على الشبهات التي يثيرها أهل الكتاب حول الاسلام والقرآن الكريم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، واذا كانت سورة البقرة قد تناولت الزمرة الأولى من أهل الكتاب وهم اليهود، فانّ أل عمران تناولت الزمرة الثانية من أهل الكتاب وهم النصارى، الذين جادلوا في شأن المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، وزعموا ألوهيته وكذبّوا برسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنكروا القرآن الكريم، وقد تناولت السورة الكريمة الحديث عنهم بما يقرب من نصف السورة الكريمة، وكان فيها الرد على الشبهات التي أثاروها بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة، وبخاصة فيما يتعلق بشأن مريم وعيسى عليهما السلام، وجاء ضمن هذا الرد الحاسم بعض الاشارات والتقريعات لليهود، والتحذير للمسلمين من كيد ودسائس أهل الكتاب.
أما الركن الثاني فهو ركن الأحكام الشرعية: فقد تناولت الحديث عن بعض الأحكام الشرعية كفرضية الحج والجهاد في سبيل الله، وامور الربا، وحكم مانع الزكاة، والانفاق في سبيل الله، والحديث عن الغزوات وباسهاب، كغزوة بدر، وغزوة أحد، والدروس المستفادة من تلك الغزوات، وكيف انتصر المسلمون في غزوة بدر، وأول غزوة يغزوها المسلمون ضد فيالق وفلول الشرك، وكيف هزموا في أحد بعدما عصوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف سمعوا من الكفار والمنافقين الكثير من كلمات الشماتة والاستهزاء، فأرشدهم الله تعالى الى الحكمة من هزيمتهم هذه وأن يكون لهم درسا لغزوات قادمة، ذلك أنّ الله تبارك وتعالى يريد أن يطهر صفوف المؤمنين من أرباب القلوب الفاسدة، ليميز الخبيث والطيب، فتناولت صفات النفاق والمنافقين بالتفصيل.

فضلها السورة الكريمة
عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمهم سورة البقرة وآل عمران.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا الزهراوان (المنيرتان) البقرة وآل عمران ، فانهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة.