أول الطريق إلى الله تعالى يقظة في مقابل الغفلة ، ونحن في هذا الجو العصيب في أمس الحاجة لجمع القلوب على علام الغيوب ، واستفاقة إيمانية تبدد التيه الذي وقعنا فيه ، نعم لابد من أن تلقي باللائمة على نفسك أولا قبل أي تحليل للواقع " قل هو من عند أنفسكم " فما هو ذا الذي عند أنفسنا ؟؟؟
ألا تراك شاردا في الصلاة متلفت القلب مغرق في همومك ومشاكلك ؟؟
ألا تراك تائها في الدنيا حتى وأنت تقرأ القرآن وأنت صائم في رمضان ؟
ألا تشعر بأن الذكر لا طعم له ، وأن تأثيره بات ضعيفا عليك ؟
أين قلبك حبيبي في الله ؟؟
قلبك في الأحداث ، أم في الشهوات ، أم في الدنيا ....الخ
انظر لخطر الغفلة هذه
قال تعالى :" وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ "
الغافل يعيش هكذا ، ويموت هكذا ، وحتى لما قضي الأمر وقامت القيامة يظل غافلا لا يصدق ما يحدث .
قال تعالى : " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ " الموت قادم ، وقيامتك قريبة ، وللأسف مازلت غافلا ، لا تتعظ بالوقائع ، مازلت تلعب ، مازلت تلهو ، حذار فالله يقول : " وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا "
وقد قال صلى الله عليه وسلم : واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه . رواه الترمذي وحسنه الألباني
فكيف العلاج الناجع وما هي مضادات الغفلات ؟
(1) الغفلة قرينة لحب الدنيا ، واليقظة قرينة " ذكرى الدار " تذكر الآخرة ، فالدنيا تلهي " ألهاكم التكاثر " والآخرة توقظ " حتى زرتم المقابر " أنصحك بزيارة قبر أو عيادة مرضى في اقرب مستشفى في أسرع وقت .
(2) لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ، إدمان الذكر يطمئن القلب ، ويغسله من أثر صدأ الذنوب ، فيُجلى القلب ويقوى .
(3) المحافظة على الصلوات في أول وقتها :
قال صلى الله عليه وسلم : " من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكن من الغافلين " رواه ابن خزيمة وصححه الألباني
(4) عاهد ربك من الآن فصاعدا ألا تنام قبل أن تصلي ولو ركعتين قيام طيلة عمرك ، فقط عشر آيات فصاعدا فقد قال صلى الله عليه وسلم " من قرأ - يعني في صلاة الليل - بعشر آيات لم يكتب من الغافلين " رواه الحاكم وصححه الألباني
(5) عليك بالدعاء كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة . رواه الحاكم وصححه الألباني