قال فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ : " الآن العالمَ الإسلامي تذهب إلى الشرق والغرب ، تجد أو ثانًا وقبورًا ، تجد مدنًا من القبور ، تُدعى من دون الله ، ويُستغاث بها من دون الله ، وتُشدُّ إليها الرحال كما تُشدُّ إلى البيت العتيق ، ويطاف بهذه الأوثان ، ويركع ويسجد لها ، ويعتقدون فيها ما يخجل منه أبو جهل من أنَّها تعلم الغيب وتتصرّف في الكون!
وقد أتيت بعض البلدان ورأيت كيف الخشوع والخضوع والذلّ والطمع في أموات لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا ! والله ما رأيت هذا الخشوع عند بيت الله العتيق! – وربِّ السماء – ويَخُور بعضهم كما يخور الثور ، ويخرُّ يهوي على عتبة الولي طمعًا ورجاءً وخوفًا ورغبةً ! وينسى الله – تبارك وتعالى - ! أمر عظيم ! والدعوات الموجودة غير التوحيد ؛ دعوة الإمام المجدّد محمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله تقف تتفرّج أمام هذه المشاهد المخزية ، ولا ترى هذه منكرًا ، بل تؤيِّدها ، يذهبون في أيَّام الانتخابات إلى هذه الأوثان ، أو إلى أكبرها ، فيخرُّون لها راكعين ويقدِّمون لها الزهور والنذور إجلالًا وتعظيمًا لها ، بدل أن يدعوا إلى التوحيد ، واللهِ يفعلون هذه الأمور وهم معدودون دعاةً إسلاميين! فيَضِلُّون ويُضِلُّون الأمَّةَ ويغرقونهم ويغمسونهم غمسًا إلى الحضيض في الضلال والشرك بالله – تبارك وتعالى ، ولا تجدُ دعوة ً تواجهُ هذه الوثنية إلَّا دعوة الله – تبارك وتعالى .
على كلِّ حال سأذكر لكم مقتطفات عن التوحيد وأُحيلكم على كتب التوحيد ، فإنّ هذه المحاضرة إذا طالت لا تغني شيئًا ،إنّما نوجهكم ونبين لكم شيئًا من مكانة التوحيد وفضله وما شكل ذلك ، أدرسوا (( كتاب التوحيد )) للإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وافهموه حقّ الفهم ، واقرءوا شروحه (( تيسير العزيز الحميد )) ، كتاب ((فتح المجيد )) ، (( والقول السديد )) ، (( وقرّة عيون الموحدين )) ، وما شاكل ذلك ، واقرءوا (( كشف الشبهات ))، (( الأصول الثلاثة )) للشيخ محمّد كذلك ، و(( التوسل والوسيلة ))، لشيخ الإسلام ابن تيمة – رحمه الله - ، وكتاب (( إغاثة اللّهفان )) للإمام ابن القيم – رحمه الله - ، واقرءوا القرآن قبل كلّ هذه ؛ فإنّه كتابُ التوحيد كما قال ابنُ القيم – رحمه الله – واقرءوا كتب ابن تيمية عمومًا ؛ فإنّه ما من مجالٍ يكتب فيه إلّا ويعرّج على العقيدة ويستطرد إليها لأهميتها عنده ، واقرءوا كتب ابنِ القيم أيضًا الأخرى مثل (( زاد المعاد)) ؛ فإنّ له لمحات وإشارات وتوضيحات في هذا الباب .
وقد تأمّلت حياة المسلم فوجدتها قائمةً على التوحيد ...