الجيــــوب الأنفيــة :
هي عبارة عن فراغات هوائية تقع في عظام الجمجمة وتحيط بالأنف وعلى إتصال وثيق بالمخ والعينين، مما يضفي عليها أهمية قصوي في الحالات المرضية وعند إجراء العمليات الجراحية.



و التهاب الجيوب هو التهاب الجيوب (التجاويف) المجاورة للأنف التي توجد داخل عظام الجمجمة، وهي مليئة بالهواء وتحيط بالانف والعينين. وترتبط بتجويف الانف عبر فتحات صغيرة تسمح بطرح المخاط والافرازات من التجاويف إلى الانف وكذالك تهوية التجاويف.
و التهاب الجيوب يمكن أن يكون بسبب عدوى، حساسية، أو بسبب مشاكل فى المناعة الذاتية. معظم حالات التهاب الجيوب هي نتيجة لعدوى فيروسية وتنقضى خلال فترة تمتد لعشرة أيام. ويعتبر التهاب الجيوب من حالات الالتهاب الشائعة .



وقد أثبث أن إلتهاب الجيوب الأنفية يصاحب حالات الزكام العادية نظرا للتواصل الموجود بين أغشية الأنف والجيوب الأنفية . ولكننا ولحسن الحظ لانشعر بذلك عادة طالما أن فتحات الجيوب الأنفية سليمة وتستطيع التخلص من الإفرازات وتحافظ علي تهويتها. ومن هذا المنطلق ظهر المسمي الجديد لهذا المرض وأصبح يسمي بالتهابات الأنف والجيوب الأنفية (Rhinosinusitis).

أسباب الالتهاب وأعراضه

العوامل التي تؤدي إلى حدوث الانسداد والالتهاب في الجيوب الانفية::
- حساسية الأنف و التعرض للغبار الضار والابخرة الصناعية المحرشة
- الإلتهابات البكتيرية والفطرية وتكرار الانفلونزا والزكام والرشح
- تضخم الأغشية (خصوصا في فتحات الجيوب الأنفية) لأي اسباب أخرى
- وجود اللحميات وبعض الأورام .و تضخم اللحميات الخلف انفية
- وجود انحراف في الحاجز الانفي
- وأي سبب يؤدي لانسداد فتحات الجيوب الأنفية سيؤدي لالتهابات الأنف والجيوب الأنفية.
وتنقسم الالتهابات الأنف والجيوب الأنفية إلى حادة ومزمنة وهناك إيضا ما يسمي بالالتهابات تحت الحادة.



العلامـــــات والأعـــــراض :

ان انسداد الجيوب الانفية المفاجئ يؤدي إلى احتقان الافرازات المخاطية داخل تجويف الجيوب وتحولها إلى انتان أو صديد ويزداد الضعط داخل هذه الجيوب مسببا صداعا شديدا وعلامات مرضية أهمها:
- الصداع
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
- ألم في الوجه بين وحول العينين أو جبهة الوجه أو مؤخرة الرأس حسب الجيب المصاب
- احتقان وانسداد في الانف
- افرازات انفية أو خلف انفية
- ألم في الاسنان والفك العلوي
- تأثر حاسة الشم
- أحيانا يظهر تورم واحمرار الجلد المغطي للجيب المصاب
- وانسداد العين بعض الشي

التشخيــــــــص :
وتشخيص إلتهاب الجيوب الأنفية الحاد هو تشخيص سريري لا يحتاج لأشعة وقد يحتاج لعمل مسحة ومزرعة للصديد . أما إذا كان هناك مضاعفات فقد نستعين بالأشعة المقطعية . الأساس في العلاج هو القضاء على الإلتهاب والعمل على سهولة خروج الإفرازات والصديد من الجيوب الأنفية.

و إلتهابات الأنف والجيوب الأنفية المزمنة، هي شائعة ، ومتعددة الأسباب ، وتصنف بأنها إلتهابات مزمنة بدون وجود لحمية وإلتهابات مزمنة مع وجود لحمية، لأن هناك تشابكا كبير بين إلتهابات الأنف والجيوب الأنفية واللحمية.

ولعلها فرصة جيدة هنا لأزالة بعض اللبس الموجود لدى المرضي بخصوص اللحمية حيث يتم الخلط بين لحمية ماخلف الأنف لدى الأطفال ولحمية الأنف لدى الكبار . ولحمية ماخلف الأنف لدي الأطفال هي عبارة عن أنسجة ليمفاوية كاللوزتين موجودة لدي كل الأطفال وتنقرض عادة في سن البلوغ ومكانها ليس في الأنف بل خلفه، بعكس لحمية الكبار فهي في ومن الأنف.

عــــلاج التهابــــات الجيـــوب الأنفيـــة

- مسكنات الألم البسيطة.
- البقاء في الداخل في حرارة معتدلة.
الامتناع عن الانحناء مع إمالة الرأس إلى الأسفل.
- استعمال كمادات دافئة على الوجه.
- أخذ قسط من الراحة إذا كان المريض محمومآ وغير مرتاح.
- تجنب الأجواء المليئة بالدخان.
- تجنب التعرض الطويل للغبار والمواد المهيجة.
- عدم التمخط بشدة أثناء الإصابة بالزكام لأن هذا يمكن أن يدفع العدوى بإتجاه الجيوب.
- تناول الأقراص المزيلة للاحتقان التي تتوفر في الصيدليات.
- استعمال قطرة الماء والملح.
- شرب الكثير من السوائل (8 اكواب يوميآ، وكل كوب يكون على الاقل سعة 200 مل) للمحافظة على سيولة المخاط وتدفقه.
- تجنب ركوب الطائرة عندما تكون مصابآ باحتقان، فالتغير في الضغط الجوي قد يدفع المخاط إلى إلى داخل الجيوب الانفية واذا اضطررت لركوب الطائرة فاستعمل مزيل الاحتقان قبل الاقلاع واستعمل بخاخ الانف المزيل للاحتقان قبل هبوط الطائرة بحوالي 30 دقيقة.

- تجنب ممارسة رياضة الغوص إلى ان تشفى من الاتهاب الجيوب الانفية تمامآ
- احتساء الشوربات الساخنة.
- استنشاق البخار مستخدمآ فوطة لتصنع خيمة فوق مصدر البخار (أفضل علاج لترخية الإفرازات الموجودة في الجيوب ويساعد على تصريفها بشكل أسهل) حيث يتم استنشاق البخار من وعاء فيه ماء مغلي لمدة بضع دقائق كل مرة.

- علاج التهاب الأنف والجيوب الأنفية المزمن يعتمد على التشخيص السليم ومعرفة الأسباب ومعالجتها وعادة ما نستعمل بخاخ الكورتيزون الأنفي وقد نضيف بعض مضادات الحساسية إذا كان للحساسية دور في الإلتهاب.
إن دور المضادات الحيوية في إلتهابات الأنف والجيوب الأنفية ثانوي جدا وقد نستعملها بعد عمل مزرعة تدل نتيجتها علي جرثومة معينة ونوع المضاد الحيوي الملائم. ويستمرالعلاج عادة لفترة طويلة وتتم مراجعة الحالة بعد ذلك وإذا كان هناك تحسن فيتمم الإستمرار في العلاج الدوائي.

إذا لم يستجب المريض للعلاج فيتم عمل أشعة مقطعية للجيوب الأنفية وذلك لسببين.
الأول معرفة ماتبقي من الإلتهاب الذي لم يقضِ العلاج الدوائي عليه. والسبب الثاني هو التخطيط للتدخل الجراحي.
و عمليات الأنف والجيوب الأنفية تتم حاليآ بالمنظار ونادرا ماتتم جراحيا من الخارج. ومن المهم التنويه هنا بأن عمليات المناظير هي عمليات جراحية عادة ما تتم تحت مخدر كلي، وميزتها أنها تصل لغايتها بدون الحاجة للتعرض لأغشية آخري.

المضاعفــات والوقايــــة

* إلتهابات الأنف والجيوب الأنفية لها مضاعفاتها، ومن أهمها وأخطرها تعدي الإلتهاب منطقة الأنف والجيوب الأنفية لتغزو العين أو المخ، ولكنها قليلة جدا. الا ان التهابات البلعوم والحنجرة شائعة حالها كحال السعال المزمن.

الجراحية المنظارية للأنف والأجيوب الأنفية آمنة وناجحة. ولكن شأنها شأن أي تدخل جراحي فهي محفوفة بالمخاطر والمضاعفات، ومن أخطر مضاعفاتها إصابة العين أو المخ.

اما الوقاية من إلتهابات الأنف والجيوب الأنفية، فهي الوقاية من نزلات البرد أو الزكام وعلاج حساسية الأنف ومسببات الآلتهابات. ومن المهم الإمتناع عن التدخين وتجنب الأماكن الملوثة والمزدحمة، ومراجعة الطبيب إذا لاحظ المريض بأن الزكام الذي يشكو منه قد تجاوز الأسبوع.