المناعة هي محصلة منظومة صحية وظيفتها الأساسية حماية الجسم من الأمراض واختراق الموانع الطبيعية للدفاع عن الجسم من الخارج سواء عن طريق الميكروبات الفيروسية أو البكتيرية والطفيلية والفطرية ومن الداخل من حدوث تغيرات غير ملائمة في خلايا الجسم ينتج عنها خلايا سرطانية وأورام إذا ما حدث اختلال .
ويقول الدكتور اشرف محمود عقبة، رئيس قسم أمراض المناعة والحساسية ورئيس الجمعية العربية لصعوبة أمراض التنفس يلزم للحصول على مناعة سليمة ومتوازنة أن يكون كل الظروف الخارجية والداخلية للشخص سليمة وصحية وتبدأ من هواء نظيف وتغذية سليمة وممارسة الرياضة حتى العوامل النفسية ويجب أن نعلم أن خط الدفاع الأول عن الجسم هو وجود جلد سليم وأغشية مخاطية سليمة يحرصها مجموعة من الميكروبات التكافلية التي تعيش على سطح الجلد وبداخل تجاويف الجسم يليها مجموعة من الخلايا التي تعمل بطريقة ذاتية سريعة الانتشار في حالة اختراق الجسم عن طريق دخيل سواء من الميكروبات والفيروسات والبكتيريا وهذه الخلايا تعمل بطريقة غير متخصصة فهي تهاجم أي دخيل مهما كان وتمنعه من الوصول إلى داخل الجسم وإحداث ضرر به ثم يأتي دور مجموعة أخرى من الخلايا المحورية الأكولة التي تقوم بالتهام أي دخيل ثم إظهار جزء مثير منه مع رفع بعض الإعلام التي يتوجه إليها الخلايا المتخصصة والتي تسمى بالخلايا الليمفاوية B-T وهذه الخلايا تقوم بتصنيع أنواع مختلفة من الأجسام المضادة تمكنها من التعرف على هذا الدخيل بشكل متميز لا تخطئه حتى وان كان مختبئاً في أي مكان في الجسم أو أنها تقوم بمهاجمته بنفسها وإحداث ثقوب وخروق في هذا الدخيل ولذلك تستدعي أنواعاً أخرى من الخلايا الليفية التي بدورها تصنع حويصلات حول هذا الدخيل بعد أن تقوم مجموعة أخرى من الخلايا الأكولة بالقضاء عليه وتدميره حتى لا يمكنه إحداث أي ضرر بالجسم وتقوم أيضا الخلايا المحورية والأكولة المتخصصة بعمليات مسح شامل للجسم والتعرف على أي خلايا من الجسم ذاته قد حدث بها متغيرات من المحتمل أن تصل إلى حد الخلايا السرطانية وعن طريق هذا المسح الذي تقوم به هذه الخلايا فإنها تقضي على أي محاولة من خلايا الجسم للتغيير إلى خلايا خبيثة أو سرطانية وتقضي على السرطان في مراحله الأولى.
ويضيف الدكتور اشرف عقبة هذه الخلايا المناعية تقوم بتنشيط بعضها البعض عن طريق كيماويات تفرزها فتؤدي بالتالي إلى تنشيط المجموعات التالية لتأخذ مكانها الصحيح في الدفاع عن الجسم إلى جانب أنها تقوم بإفراز مواد كيميائية تنشط الجهاز العصبي اللاإرادي وكذلك مجموعة الغدد الصماء المنوط بها التعامل مع الضغوط الصحية والنفسية التي تلزم في حالة وجود اعتداء على الجسم من الخارج وتفرز هذه الخلايا أنواع كثيرة من الكيماويات التي تقوم بتحفيز نفسها أو الخلايا المجاورة أو البعيدة من خلال كيماويات متخصصة جدا تسمى بالانترلوكينات التي تعتبر اللغة التي تتعرف منها على المطلوب اتجاه الدخيل في الظروف المختلفة.
ويوضح الدكتور أشرف عقبة ليس بسيطا أن نقوم برفع أو زيادة أو تقوية المناعة لان هذه الألفاظ في واقع الأمر غير حقيقية وان منظومة الشبكة المناعية المعقدة يجب أن يتعامل معها المتخصصون فقط ومن الغريب انه في بعض الأحيان يظهر في نفس المريض علامات نقص المناعة وعلامات نشاط غير مبرر للمناعة ينتج عنه أمراض المناعة الذاتية في نفس الشخص وبالتالي فإن العلاجات تستهدف المنظومة المناعية ويجب أن يقوم بها المتخصصون فهناك العديد من الأمراض التي تستلزم تهدئة نشاط غير مبرر لبعض الخلايا المناعية وفي نفس الوقت الحرص من إحداث ثغرة مناعية يحدث فيها التهابات بميكروبات في بعض الأحيان انتهازية وفي بعض الأحيان متكررة وفي أخرى عميقة ولا تستجيب للأدوية العادية.