بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياء






قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول : لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان " .
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعه فإن الحياء من الإيمان " .
وعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحياء لا يأتي إلا بخير " .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار " .
عن سلمان رضي الله تعالى عنه، قال: إن الله تعالى إذا أراد بعبد شراً، أو هلكة نزع منه الحياء، فلم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً، فإذا كان مقيتاً نزعت منه الرحمة فلم تلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا كان كذلك نزعت منه الأمانة فلم تلقه إلا خائناً مخوناً، فإذا كان كذلك نزعت ربقة الإسلام من عنقه فكان لعيناً ملعناً.




وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : حَيَاةُ الْوَجْهِ بِحَيَائِهِ ، كَمَا أَنَّ حَيَاةَ الْغَرْسِ بِمَائِهِ .
وقال الشاعر :
إذا لم تخش عاقبة الليالي … ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير … ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
هذا للتشويق!!!؛ ولعلك تتساءل الآن ما هو الحياء حتى أتحلى به ؟! …سؤال وجيه، وإليك الجواب من المرشد العام لهذا المشروع؛ الذي هو أفضل من يتحلى بهذا الخلق؛
فعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه. متفق عليه.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا من الله حق الحياء، قال قلنا يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله، قال ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" .




وقال بعض العلماء: حقيقة الحياء خلقٌ يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وقال البعض: الحياء؛ تغير، وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به.
إذا فالحياء المطلوب منك أن تتخلق به، هو الحياء الذي يجعلك دائم المراقبة لله؛ بحيث لا يجدك الله إلا حيث أمرك، وأن لا يجدك حيث نهاك !!!
فتخشى دائما من ارتكاب أي معصية سواء أكانت ظاهرة أم باطنة، سواء رآك الناس أم لم يروك، و أن تعمل بأوامر الله على قدر استطاعتك خلصا له .
و إذا أردت أن تفهم المقصود بالحياء؛ فحاول أن تفهم شعورك و أنت تستر عورتك!!! .
فأنت لا تريد أن يرى منك ما هو قبيح، هذا هو المعنى!، ومن المعروف أن المعصية أمر قبيح، فإذا ما تخلقت بهذا الخلق فسوف تستحي أن يرى الله و الناس منك أي قبيح!!! .
عندها سيستقيم سلوكك، مع نفسك ومع الله، ومع الناس .
لا شك أنك تقول في نفسك؛ إن خلق الحياء رأس الأخلاق كلها !!! …هذا صحيح، وإذا أردت أن تتأكد فاسع لأن تتحلى بهذا الخلق الجميل .
قد تقول في هذا الزمان، تغيرت الأمور واختلطت، فلم نعد نميز بين ما هو قبيح، وما هو جميل، وأساس الحياء هو معرفة القبيح، لتجنبه !!!
معك حق!، و لكن الله تعالى أودع في كل منا ما يدله على الجميل و على القبيح، فقال الله تعالى:] بل الإنسان على نفسه بصيرة [ ، لن تنكر ذلك طبعا، ثم اعرض الأمر على ما جاء في شرع الله، و ستجد الحل؛ لأن الله تعالى قال:] ما فرطنا في الكتاب من شيء[ ، استحضر أي مثال ثم اعرضه بنزاهة على هذين المعيارين، وستعرف الحقيقة.

و سأساعدك بهذا المعيار لتفرق بين الخير و الشر : عَنْ النَّوَّاسِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِك وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ " .
ولا تأبه أبدا لما سيقوله الآخرون!، إذا كان لا يتوافق مع نتيجة تجربتك السابقة!!!.