أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلغاء الإجازة في موسم العطلات للوزراء، وذلك خلال اجتماع طارئ لحكومته.

وقال بوتين وفقًا لترجمة العرب اللندنية، “الحكومة وجميع مؤسساتها لا يمكنها أخذ هذه العطلات الواسعة، على الأقل ليس هذا العام” بحسب ما أبلغ وزراء الحكومة في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، وأضاف “أنتم تعلمون عما أتحدث”.

وكان بوتين يتحدث عن تدهور الاقتصاد الروسي “لقد بذلنا جهودا من أجل تغيير تركيبة الاقتصاد، وتنقيته وجعله أكثر قدرة على الابتكار.. الكثير تم فعله في هذا الاتجاه”.وأضاف “على أي حال، الأحداث الأخيرة أظهرت أن هذا غير كاف”.

وتأتي دعوة بوتين وزراء حكومته إلى “خلع البدلات الأنيقة وارتداء ملابس العمل” بالتزامن مع تغيير في لهجته عن تلك التي كانت قبل أسبوع، عندما لام الغرب على تسببه في المحنة، حتى أنه تحدث في المؤتمر الصحفي السنوي، عن مؤامرة أميركية سعودية أطاحت بأسعار النفط.

وأنحى بوتين باللائمة على السعودية في أزمة تراجع الاقتصاد بعدما قال السيناتور الأميركي المحافظ جون ماكين إن المملكة مسؤولة عن انهيار الاقتصاد الروسي أكثر من مسؤولية سياسات باراك أوباما.

واضطرب الاقتصاد الروسي بالتزامن مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط والعقوبات الغربية المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، وهو ما أنبأ بدخوله حالة ركود لأول مرة منذ 6 سنوات بينما هوى الروبل إلى أدنى مستوياته. لكن الروبل عاد إلى الارتفاع مجددا بنسبة متواضعة الأسبوع الماضي بلغت 2 بالمئة.

ويكبّد تراجع سعر برميل النفط دولارا واحدا مع بقاء الصادرات النفطية الروسية في مستوى معدلاتها الحالية، الخزانة الروسية خسائر فادحة تصل إلى 7.4 مليون دولار يوميا، لترتفع الخسارة إلى 2.7 مليار دولار في العام، وبعدما هوت أسعار النفط بنحو 42 دولارا منذ يونيو الماضي، تصل الخسارة إلى نحو 113.4 مليار دولار في السنة.

ورغم ذلك توجد أسباب للشك في أن الرياض تستخدم سلاح النفط في إطار “استراتيجية جيوسياسية” إما من تلقاء نفسها وإما بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ولا توجد حاجة لاستدعاء نظرية مؤامرة عن خطة سرية لإلحاق الضرر بروسيا لتفسير التاريخ الحديث للأسعار.

ويرد بعض أنصار نظرية المؤامرة بالإشارة إلى أن السعودية ربما لا تكون تسببت في تراجع السعر لكنها لم تفعل شيئا لمنعه. لكن لا يوجد شيء كان يمكن للسعودية عمله لإبقاء الأسعار قرب مستوى مئة دولار للبرميل في الأجل المتوسط.

وفي اجتماع للحكومة الخميس، اعترف بوتين ببعض الأخطاء قائلا “الصعوبات التي نمر بها ليست من النوع الخارجي فقط، .. إنها أيضا ناجمة عن أوجه القصور التي تراكمت على مر السنين”.

وقال وزير المالية الروسي انتون سيلوانوف إن “الفجوة السوداء في الاقتصاد الوطني ستتسع باطراد خلال العام المقبل”.

وأضاف “انخفاض العوائد النفطية سيجبر الحكومة على زيادة نسبة العجز في الموازنة واللجوء إلى الاحتياطات النقدية من أجل تعويض الخسائر. التعايش مع العجز لمدة عام واحد ليس بالأمر المخيف، الأهم هو الإعداد الجيد للموازنات القادمة”.