روى البخاري أن أهل الكوفة شكوا سعد بن أبي وقاص إلى عمر رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارًا، فشكوا سعدًا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي ، فأرسل إليه فقال : يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي ، قال سعد : أما أنا فوالله إني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين(أطيل فيهما القراءة) وأخف في الأخريين ، قال : ذاك الظن بك يا أبا إسحاق ، فأرسل معه رجلاً – أو رجالاً – إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه، ويثنون معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له : أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، قال : أما إذا نشدتنا، فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد : وأنا والله لأدعون بثلاث : اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن ، وكان الرجل إذا سئل بعد يقول :شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد !! قال عبد الملك : فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن !! .

فإياك أيها العبد أن تتعرض لعباد الله الصالحين، فإنهم في حفظ الله وكنفه كما قال تعالى : "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا" [الحج: 38]، وإذا دافع الله عن أحد فهل لمخلوق قبل بإنزال الهزيمة بساحته ؟! كلا ولو اجتمع على ذلك الأولون والآخرون، إذن فلماذا تقف في موقف المواجهة مع رب السموات والأرض ؟ أما علمت أن الله يقول في الحديث القدسي : «من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» [رواه البخاري] .

يا مسكين ! أتريد أن تدخل في حرب مع خالقك ؟ أين قوتك ؟ أين جنودك ؟ أين سلاحك ؟ أين حصونك ؟ أين أرضك أين سماؤك ؟ أفق من سكرتك، وعد إلى رشدك، وأعرف من أنت، وكيف بدأت وإلى أي شيء تنتهي .