الى كل من وصبر على البلاء والشدائد في الله عزوجل كما صبر السلف الاول،،،،،،

اذا بليت فثق بالله وارضى ان الذي يكشف البلوى هو الله
اليأس يقطع احيانا بصاحبه لاتياسن فان الصاااااااااااانع الله

ان البلايا والشرور التي قدرها الله على عباده انما هي امتحان لايمانهم وتربية لنفوسهم فلولا ماقدره الله العليم الحكيم على عباده من محن الدنيا ومصائبها لأصاب الانسان من ادواء الكبر، والعجب وقسوة القلوب ماهو سبب هلاكه..
فمن رحمة اله عز وجل ارحم الراحمين ان يبتلي عباده بانواع المصائب لتكون حمية لهم من هذة الادواء، تكون حفظ لصحة عبوديته واخلاصه ،،،، فسبحان من يرحم ببلائه،ويبتلي بنعمائه
ان العبد المؤمن مطالب في هذه المرحلة بالصبر على البلايا والشرور وهو يعيش في شتى الصراعات والعقبات وليعلم انه لابد من الابتلاءلكي تصح العقيدة في نفوس معتنقيها فلا يتخلوا عنها مهما واجهتهم رياح الطغيان وصدمتهم شدة المحن..
وليعلم ان الله أكد على انه سيبتلي عباده على صبرهم وعدم صبرهم ليختبر النفوس المؤمنة...
فعلى المؤمن ان يوطن نفسه على مواجهة الأعباء مهما ثقلت بقلب سليم وعقل رزين فالابتلاء اكد له انه امر لامفر منه ولامحيص عنه فعلى العباد ان يتأهبوا له فلا تفجعهم المفاجأة قال الله عز وجل((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الامال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون والئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة والئك هم المهتدون))
وقال الله عز وجل((احسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون))
ان الايمان ليس كلمة تقال باللسان انما هوحقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء وعلى هذا فالناس بين أمرين اما ان يقول احدهم: آمنت او لايؤمن فمن قال امنت فلابد ان يمتحنه ويبتليه ليتبين هل هو صادق في قوله آمنت ام هو كاذب؟؟؟
والله عزوجل يعلم حقيقة هذه النفوس في عالم الواقع ماذا تختار،،، فمن قال:آمنت وهو كاذب رجع وانتكس على عقبيه وفر من الامتحان وان كان صادقا ثبت على قوله ولم يزده الابتلاء والامتحان الاايمانا على ايمانه
وهنا يعلم المؤمن ان الايمان بالله امانه لايحملها الامن هم لها اهل ،بعد ثباتهم امام المحن والبلايا والفتن
والفتن التي يتعرض لها المؤمن انواع: 1
_منها 1-فتنة الأذى والتسلط من الباطل واهله،،
حينما تكون للباطل دولة وتكون له صولة وجولة يرفع فيها الباطل صوته وينفش ريشه ويؤذي اهل الايمان فيقف المؤمن مغلوب على امرهولكنه الاعلى بايمانه فيسمع نداء ربه في كتابه الكريم (( لاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الأعلون ان كنتم مؤمنين))
2_ فتنة الغربة بين مجتمعه واهلة،،
فيقف المؤمن فيها فاقابض على دينه كالقابض على الجمر،حينما يرى المجتمعات قلبت القيم،وداست على الفضيلة فصار فيها المعروف منكرا والمنكر معروفا0ولكن المؤمن لايهن ولا يحزن ولاينغمس فيما انغمست فيه المجتمعات فهو يسمع قول الرسول صلى الله علية وسلم: ((بدأالاسلام غريبا وسيعود غريبا كمابدأ فطوبى للغرباء قيل: من هم الغرباء يارسول الله؟؟
قال: الذين يصلحون عند فساد الناس
3_فتنة الأهل والأولاد،، فهو يخشى على اهله وأولاده من الأذى بسببه وهو لايملك عنهم دفعا،ويخشى على ماله من السرقة والنهب وهو لايستطيع له حفظا ولكن المؤمن لايهن ولا يحزن فهو يسمع كلام الرسول صلى الله علية وسلم((اشد الناس بلاء الانبياء ثم الصالحون تم الامثل فالامثل ، يبتلى الرجل على حب دينه فان كان في دينه صلابه زيد له في البلاء))
فان الله عزوجل لم يبتلي عبده ليهلكه، وانما ليمتحن صبره وعبوديته فان لله تعالى على العبد عبوديه في الضراء كما له عبوديه في السراء، وله عبوديه عليه فيما يكره كما له عليه عبديه فيما يحب،،
الآن وقد عرفنا البلاء وأنواعه بقي ان نعرف
كيف ندفع عن أنفسنا هذه الفتن والبلايا والشرور وذلك بالتحلي بعشرة أمور
الأمرالأول: التعوذ بالله تعالى من هذة البلايا والشرور والتحصن بالله عزوجل واللجوء اليه،،،،
فلقد كان رسول الله صلى الله علية وسلم يتعوذ من البلايا والشروروالفتن وارشد أمته الى ذلك روى الترمذي أن أبا بكر رضي الله عنه قال: يارسول الله علمني مااقول اذااصبحت واذا أمسيت قال(اللهم فاطر السموات والارض ،عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه،اشهد ان لااله الا انت،أعوذبك من شرنفسي ومن شر
الشيطان وشركه،وأن أقترف على نفسي سوء أجره الى مسلم)) وكان صلى الله عليه سلم يستعيذ بالله من الهم والحزن روى البخاري ومسلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لرجل عليه دين:قل اذا أصبحت واذا امسيت ( اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل واعوذبك من البخل والجبن واعوذ بك من غلبة الدين وقهرالرجال )
وتامل حكمة الله تعالى في الاستعاذة به من الشيطان الذي نعلم وجوده ولانراه بلفظ ((واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم انه سميع عليم))
وفي سورة السجدة جاءت الاستعاذة من شر الإنس الذين يؤنسون ويرون بالأبصار بلفظ (( فاستعذباللهانههوالسميعالبصير))
لأن أفعال الإنس أفعال معاينة ترى بالبصر، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها الشيطان في القلب
فأمر بالإستعاذة بالسميع البصير في باب مايرى بالبصر ويدرك بالرؤية.
فالاستعاذة تكون في كل شر في أي مخلوق به الشر من حيوان أو انسان أو جني أو هامة أو دابه أو ريح أو صاعقة أي نوع كان من أنواع البلاء.
الأمر الثاني: تقوى الله عزوجل وحفظه عند أمره ونهيه.
فمن اتقى الله تعالى تولاه وحفظه، ولم يكله الى غيره قال تعالى (( وإنتصبرواوتتقوالايضركمكيدهمشيئا))
وروى الترمذي عن إبن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى لله عليه وسلم ((إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك))
فمن حفظ الله تعالى حفظه الله عز وجل ووجه أمامه أينما توجه.
ومن كان الله عزوجل حافظه وأمامه فممن يخاف وممنن يحذر؟؟؟؟؟؟
الأمر الثالث: الصبر الجميل على هذه البلايا والشرور
فإن الله عزوجل وعد الصابرين بالأجر الجميل فقال عزوجل (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))
فأسعد الناس من رزق لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وجسدا على البلاء صابرا..
وأشقى الناس وأجهلهم الذي يشكو الله إلى الناس وخصوصا إذا كانت شكواه مصحوبة ببعض العبارات التي فيها جراءة على الله تعالى
رأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل ماحل به من بلاء وفتنة فقال له: لقد شكوت من يرحمك إلا من لايرحمك.
من أراد النجاة من عذاب الله والنعيم برضوان الله فليصبر في السراء والضراء ولا يتسخط ولا يجزع
الأمر الرابع : التوكل على الله عزوجل
ومن يتوكل على الله فهو حسبه0والتوكل على الله تعالى من اقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من البلاء واذى الخلق وظلمهم وعدوانهم
وهو من أقوى الأسباب في ذلك فإن الله تعالى حسبه,أي كافيه .ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه ,ولا يضره إلا أذى لابد منه, كالحر
والبرد,والجوع والعطش ,وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبدا.
وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهر إيذاء له, وهو الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه ,وبين الضرر الذي يتشفى به منه قال بعض السلف
جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه,وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده فقال ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه))
ولم يقل: نؤته كذا وكذا من الأجر كما قال في الأعمال بل جعل نفسه سبحانه وتعالى كافي عبده التوكل عليه وحسبه، وواقيه فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته
السموات والأرض ومن فيهن لجعل له ربه مخرجا من ذلك وكفاه ونصره
وأنه كلما علا مقام العبد كانت حاجته إلى التوكل أعظم وأشد، أنه على قدر إيمان العبد يكون توكله.
الأمر الخامس: عدم الإنشغال بهذه البلايا والشرور والإنشغال بالدعاء
فالإنشغال بهذه البلايا والشرور عذاب للروح والقلب، فكلما خطر على المبتلي حجم هذه البلايا والشرور، فلا يلتفت إليها ولا يخاف منها ولايملأ قلبه بلتفكير فيها
وهذا من أنفع الأدويه وأقوى الأسباب المعينة على إندفاع هذا الشر
وهذا السبب من قام به فهو دليل عاى تمام الثقه بالله تعالى والإطمئان به والسكون إليه.
واما الإنشغال بالدعاء فقد أمر الله تعالى به فقال (( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم))
ولما مرض نبي الله أيوب عليه السلام دعا ربه فشفاه قال تعالى (( وايوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين** فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر ))
فمهما اشتد البلاء فلا يدع الإنسان المسلم على نفسه بالموت لأن المسلم لايزيد عمره إلا خيرا فإن كان لابد داعيا فليقل (( اللهم أحيني ماكانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر))
الأمر السادس: الإقبال على الله تعالى والإخلاص له
بحيث يجعل كل خواطر نفسه وهواجسه وامانيه في محاب الله تعالى، والتقرب إليه واستعطافه وذكره فإذا صار كذلك فلن يفكر أبدا في الشر أو البلاء الذي حل به، وإذا مسه طائف من الشيطان تذكر وعاد على كنف خالقه عزوجل قال تعالى ((إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)
الأمر السابع :تجريد التوبة إلى الله تعالى من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه
فإن الله تعالى يقول :(( ومآ أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم))
وقال تعالى لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم((أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم))
فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه ، ومالا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها. وما ينساه مما عمله أضعاف ما يذكره.
فما يحتاج العبد إلى الإستغفار منه ممالا يعلمه أضعاف ما يعلمه ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه(( اللهم إني أعوذ بك من شر ماعلمت ومن شر ما لم أعمل)) وبهذا يعلم أنه ما سلط علينا مؤذ إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة...
الأمر الثامن : الصدقة والإحسان
فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع ماابتلي به العبد من مرض أو سحر وأي شر من الشرور
فالمتصدق المحسن يستخدم جندا أو عسكرا يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه فمن لم يكن له جند ولا عسكر وله عدو فإنه يوشك أن يظفر به عده،وإن تأخرت مدة الظفر من أجل ذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدقه لدفع البلاء
روى أحمد والترمذي باسناد حسن
الأمر التاسع:الإحسان إلى من أساء إليك
وهو من اصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها،ولا يوفق إليه إلا من عظم حظه من الله تعالى
قال تعالى (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))
وتأمل حال النبي إذ ضربه قومه حتى أدموه وهو يقول ((اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)) كيف في هذه الكلمات أربع مقامات من الإحسان ،قابل بها إساءتهم العظيمة
أحدهما: عفوه عنهم
والثاني: إستغفاره لهم
والثالث:إعتذاره عنهم بأنهم لايعلمون
والرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال: (اغفر لقومي)
الأمر العاشر:تجريد التوحيد لله عزوجل
وبه يعلم المبتلي أن كل شيء في هذه الحياة بيد الله عزوجل فلا ضر ولا نفع إلا بإذنه. وهو الذي يصرفها عنه وحده لا أحد سواه
قال تعالى (( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس رضي الله عنه: وإعلم أن الأمة لو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء كتبه الله عليك)) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ماسواه، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله عزوجل، بالمخافه والمحبه والخشيه والإنابه والتوكل، والرجاء، فلا يخاف مع غيره ولايرجو إلا إياه والله يتولى حفظه والدفع عنه، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا
فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين
قال بعض السلف:من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخاف الله أخافه من كل شيء
أخي::
هذه عشرة أمور يدفع بها البلايا والشرور، وليس له أنفع من التوجه إلى الله عزوجل وإقباله عليه وتوكله عليه، وثقته به وأن لا يخاف معه غيره بل يكون خوفه منه وحده ولا يرجو إلا سواه

هذا والله أعلم