هذا النص القرآني الكريم جاء في خواتيم النصف الأول من سورة " النمل " ، وهي سورة مكية ، وآياتها ثلاث وتسعون ( 93 ) بعد البسملة ، وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلى وادي النمل الذي مر به النبي الصالح سليمان وجنوده ، فنطقت نملة بلغتها الخاصة بها آمرة بقية أفراد مستعمرتها من النمل بالدخول إلى مساكنهم ، محذرة إياهم من إمكانية أن يطأهم سليمان وجنوده بأقدامهم أو بحوافز خليهم فيحطمونهم
(وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ)وفي ذلك ما يثبت أن النمل – كغيره من مخلوقات الله له قدر من الوعي والإدراك ، والشعور والانفعال ، وله لغة وقدره على التخاطب والفهم, والعلوم المكتسبة ، قد بدأت بالفعل في التوصل إلى إثبات ذلك فيما يعرف اليوم باسم " علم سلوك الحيوان " أو " علم ذكاء الحيوان " .

وسورة " النمل " كغيرها من سور القرآن الكريم من مَثل سورة " الشعراء" السابقة عليها ، وسورة " القصص" ، اللاحقة بها في ترتيب سور المصحف الشريف – تستعرض قصص عدد من الأمم الهالكة من أجل استخلاص الدروس والعبر من مواقف الظالمين من تلك الأمم تجاه أنبيائهم حتى نفهم مواقف الكفار والمشركين من الرسالة الخاتمة من زمن الوحي وإلى زماننا وحتي قيام الساعة ، ونفهم موقف أهل الباطل من الحق وأهله فنتعلم كيفية التعامل مع الباطل وجنده .

ويدور المحور الرئيسي لسورة النمل حول قضية العقيدة الإسلامية – شأنها في ذلك بشأن كل السور المكية .

هذا وقد سبق لنا استعراض سورة " النمل " وما جاء فيها من ركائز العقيدة والتشريعات الإسلامية، والإشارات الكونية ، ونركز هنا على وقضية الإعجازالإنبائي والتاريخي في عرض القرآن الكريم قصة إحدي ملكات مملكة " سبأ " مع عبد الله ونبيه سلميان بن داود – عليهما السلام .



من أوجه الإعجاز الإنبائي والتاريخي في عرض القرآن الكريم



لقصة عبد الله ونبيه سليمان بن داود – عليهما السلام –



مع إحدي ملكات مملكة " سبأ "


يشير القرآن الكريم إلى أن الله – تعالى - سخر الطير لعبده ونبيه سليمان بن داود - عليهما السلام – فيما سخر له من الخلق ، وكان من تلك الطيور المسخرة ، الهدهد ، وفي يوم من الأيام تفقده سليمان فلم يجده ، فتوعده بعقاب منه إن لم يأته بعذر مقبول عن تغيبه ، وفي ذلك يقول القرآن الكريم،(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لاَ أَرَى الهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِوَجِئْتُكَ مِن سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ * إِنِّيوَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْوَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍوَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَاوَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِوَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِوَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَوَمَا تُعْلِنُونَ* اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ *) ( النمل : 20 – 26 ) .

وهذه الواقعة ترجع إلى القرن العاشر قبل الميلاد لأن فترة حكم سليمان امتدت بين (961 ، 922 ق . م ) ، وتاريخ " سبأ " يعود إلى منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد ( في حدود 2500 ق . م ) لأنهم عاصروا ملوك " أور" ، ثم الآشوريين. وأمتد حكم خلفائهم من بني حِمْيِر " ( ملوك سبأ وبني ريدان ) من القرن الثاني قبل الميلاد إلى ما بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – ووصول دعوته إلى اليمن ، وبدء الصراع بين اليهودية التي كان قد اعتنقها عدد من حكام " حِمْيِر " ، والنصرانية التي كانت قد بدأت تنتشر بين أهل اليمن ، وخاصة في " نجران " حيث وقعت قصة " أصحاب الأخدود ": وتعذيب مؤمني النصاري بواسطة" ذي نواس " مما أدي إلى تدخل نصاري الأحباش ، وتلي ذلك قصة سيف بن ذي يزن الحميري الذي حارب الأحباش بمساعدة الفرس حتي طردهم من اليمن .


وكان الفيلسوف اليوناني ثيوفراسطس ( حوالى 287 ق . م . =Theophrastus ) أول من كتب عن قوم " سبأ " – فيما نعلم – ووصفهم في تاريخه بأنهم من سكان المنطقة الجبلية في جنوب غرب الجزيرة العربية والتي كانت تنتج الطيب واللبان والمر والقرفة وتصدرها إلى مختلف بلدان العالم ، وتحدث عن " معبد الشمس " الذي كان مقدسا ًفي أرض مملكة " سبأ " ، وقد اكتشف حديثا في منطقة مأرب آثار وصفت بأنها من عجائب الدنيا ومن ضمنها معبد كبير لعبادة الشمس . ومن المعروف أن كلا من الشمس ، والقمر ، والزهرة ( عشتروت ) كانت تعبد في أزمنة الجاهلية في اليمن وفي غيرها من البلاد المجاورة .


وإثبات الكشوف الأثرية لأكثر من معبد من معابد الشمس في أرض مملكة سبأ مما يؤكد صدق خبر الهدهد الذي أوردته الآيات الكريمة في سورة " النمل " بقول ربنا – تبارك وتعالى– على لسانه
( وَجَدتُّهَاوَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِوَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِوَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَوَمَا تُعْلِنُونَ* اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ *) ( النمل : 25 ، 26 ) .


وتؤكد هذه الآيات أيضا إيمان الهدهد بالله – تعالى - ، وتوحيده التوحيد الخالص ، ومعرفة شيء من صفات هذا الخالق العظيم الذي أحاط علمه بكل شيء ،فلا يخفي على علمه شيء في الأرض ولا في السماء ، والذي لا شريك له في ملكه ، ولا شبيه له من خلقه ، ولا منازع له في سلطانه ، مما يثبت أن لجميع المخلوقات غير المكلفة قدر من الوعي والإدراك والذكاء ، وقدر من الشعور والتأثر والانفعال كما يثبت لها إيمانا راسخا بالله – تعالى – قد يعجز عن الوصول إلى مثله كثير من الخلق المكلفين الذين وكلوا إلى إرادتهم الحرة فاستذلتهم الشيطاطين وأخرجتهم من دائرة الإيمان إلى الكفر ، وما دائرة التوحيد إلى الشرك ، ومن دائرة الاستقامة على منهج الله إلى دوائر الانفلات والضياع والخروج على أوامر الله كما حدث مع غالبية قوم " سبأ ".
وقد انزعج النبي الصالح سليمان - عليه السلام – من شرك أهل " سبأ " وهو حامل لواء الدعوة إلى الإسلام القائم على التوحيد الخالص لله في أرض فلسطين وفي الممالك المجاورة لها ، فقال للهدهد :
(قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْكُنتَ مِنَ الكَاذِبِينَ * اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ * ) ( النمل : 27 ، 28) .
وأطاع الهدهد أمر سيده سليمان وطار إلى بلاد اليمن ، وألقي ما حمله من كتاب إلى ملكة سبأ فتعجبت الملكة من ذلك الخطاب الذي القي إليها والذي يقول:
(إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَوَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّوَأْتُونِي مُسْلِمِينَ*)


( النمل : 30 ، 31 )


وتستمر الآيات في سورة " النمل " واصفة تفاعل ملكة " سبأ " مع خطاب سليمان – عليه السلام - وقد دعت أهل الحل والعقد في بلادها للتشاور معهم :
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍوَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍوَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ المُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَاوَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةًوَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ*) ( النمل : 32 – 35 ) .

والقرآن الكريم لم يذكر اسم هذه الملكة ، ولكنها اشتهرت لدي المؤرخين باسم " بلقيس " وهو اسم أطلق على أحدي ملكات التبابعة ( 330 – 345 م ) ، بينما عاشت ملكة سبأ التي عاصرت نبي الله سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد،وقد يكون اسما ًعلى مسمي، وقد لا يكون .

ويذكر القرآن الكريم رد سليمان على النحو التالى :(فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهَُم بِهَاوَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةًوَهُمْ صَاغِرُونَ * ) ( النمل : 36 ، 37 ) .

فأقبلت الملكة مع وفد كبير من مملكة سبأ في طريقها إلى بيت المقدس للتفاوض مع سليمان – عليه السلام – وقبل وصولها أراد هذا النبي الصالح أن يعد لها مفاجأة فناشد الملأ من أهل حاشيته بما ذكره القرآن الكريم في الآيات التالية :
(قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَوَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِراًّ عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُوَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِوَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ *) ( النمل : 38 – 40 *)

وبعد وصول عرش ملكة " سبا " إلى القدس أمر النبي سليمان صناعه المهرة أن يغيروا شيئا من ملامح ذلك العرش ليري هل ستهتدي الملكة إلى عرشها الذي تركته وراءها في مملكة " سبا " أم لا ؟ ،وهل ستفزع إذا تأكدت أنه هو من سرعه نقلة إلى القدس أم لا ؟ وهل ستدرك شيئاً من النعم والمواهب التي مَنَّ الله – تعالى – بها على عبده ونبيه سليمان فتؤمن معه أم لا ؟ وفي ذلك يسجل القرآن الكريم ما يلي :
(قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَوَأُوتِينَا العِلْمَ مِن قَبْلِهَاوَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ * ) ( النمل : 41 – 43 )

وجملة (أُوتِينَا العِلْمَ مِن قَبْلِهَا) هي من قول سليمان ، وقالها ثناء على الله – تعالى – وتحدثا بنعمه وأولها نعمة الإسلام. والكلام يوحي بأن ملكه" سبا " أسلمت في هذا الموقف لأن من معانيه : أنها وإن هديت إلى دين الله الحق ، لكن سليمان وقومه كانوا قد أوتوا العلم من قبلها وكانوا مسلمين من قبل أن تعلن هي إسلامها .

ومع انبهارها بمعجزه الإتيان بعرشها من أرض سبأ إلى القدس في زمن قياسي ، أراد سليمان أن يبرهن لها على نبوته ، وكان قد اعد لاستقبالها ساحة خاصة لقصره ، صنعتأرضيتها من الزجاج الأملس الصافي كالبلور والذي يغطي بركة من ماء يري من تحته وفي ذلك تقول الآيات: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةًوَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِيوَأَسْلَمْتُمَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * ). ( النمل ؛: 44 )

و( الصرح ) هو الصحن والساحة ، وهو مقدمة القصر ، و(ممرد) أي أملس و(القوارير)هنا معناها الزجاج الصافي كالبلور الذي يشف عما تحته ، و ( اللجة ) هي الماء الغزير العميق كالبحر وبذلك يختتم هذا الموقف بين النبي الصالح سليمان بن داود – عليهما السلام – وملكه " سبأ " في زمانه ، دون أن يدخل القرآن الكريم في تفاصيل اسمها ، أو فيما روجته الإسرائيليات عن زواجه منها ، وهل أنجب منها أم لا ؟
لأن العبرة من هذا الموقف كله هو إرشادنا إلى من ضرورة الدعوة إلى دين الله بكل أسلوب ممكن ، وهو واجب المسلم في كل زمان ومكان آيا كان شانه ومقامة وأيا كانت منزلته وإمكاناته.


واستعراض القرآن الكريم لقصة عبد الله ونبيه سليمان مع ملكة مملكة " سبأ " في زمانه يمثل وجها من أوجه الأعجاز الإنبائي والتاريخي في كتاب الله ، وذلك لأن كتب الأوليين المتوافرة بين أيدي الناس اليوم لا تحمل شيئا من تلك التفاصيل التي جاء بها القرآن الكريم ، والمقارنة الموضوعية تثبت ذلك بمنتهي الوضوح .


فقد جاء في الإصحاح العاشر من " سفر ملوك الأول " وهو أحد إسفار " العهد القديم " أن ملكة " سبأ " هي التي سمعت بخبر سليمان وليس العكس ، فأتت إلى القدس بموكب أفاض هذا " السفر " في وصفه ، وفي وصف الهدايا المتبادلة بين الجانبين دون عبرة واحدة يمكن أن تستقي من هذا السرد الركيك الذي لم يقصد منه سوي التعظيم الباطل لشان اليهود فوق جميع خلق الله وهي النغمة المفتعلة والمستمرة في جميع أسفار ذلك " العهد " .


ثم تفاجأ في الإصحاح الحادي عشر من " سفر ملوك الأول " باتهام النبي الصالح سليمان بأنه كفر بالله ، وأشرك به ، وعبد مع زوجاته وسراريه ( الذين بلغ عددهم ألف امرأة ) عبد النجوم والشمس والقمر والكواكب مثل الزهرة ( عمشتروت " معبودة أهل صيدا ،" وملكوم " رجس العمونيين ،" وكموش " رجس المؤابيين ، و"ولملوك " رجس بني عمون ) ، وهو كلام لا يقبله العقل ، ولا يرتضيه المنقط السوي.


ومن هنا كان في عرض القرآن الكريم لتلك الواقعة شهادة لهذا الكتاب العزيز بأنه كلام الله الخالق ، الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله ، وحفظه بعهده الذي قطعة على ذاته العلية ، في نفس لغة وجيه ( اللغة العربية ) وحقق هذا العهد على مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد ،وتعهد بهذل الحفظ تعهدا مطلقا حتي يبقي القرآن الكريمً شاهداً على الخلق أجمعين إلى ما شاء الله ، ويبقي حجته البالغة على جميع عباده كما يبقي شاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبة ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين ، واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .