كشفت دراسة حديثة أن وضعية الوقوف التي نتخذها عند استخدام الهواتف والأجهزة الذكية تمثل مشكلة كبيرة للعنق والعمود الفقري.

تتشكل هذه الوضعية عند ميلان العنق أكثر نحو الهاتف أثناء قراءة الرسائل النصية أو القراءة والتحقق من مواقع التواصل الاجتماعي؛ ويمكنها أن تتسبب في الكثير من الألم لمستخدمي الأجهزة الذكية، وفقًا لدراسة نشرتها المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

يقول كينيث هانسراج، رئيس قسم جراحة العمود الفقري في مؤسسة نيويورك الطبية لإعادة التأهيل، إن سوء وضعية الوقوف يمكنه وضع ما يصل إلى 27 كيلوجرامًا من الضغط على أعلى العمود الفقري لعدة ساعات يوميًا في بعض الأحيان، اعتمادًا على المعدل الذي يتصفح به الناس هواتفهم المحمولة.

يقول نسراج لصحيفة واشنطن بوست: “إنه وباء، أو على الأقل، إنه أمر شائع جدًا. انظروا حولكم فحسب؛ كل الناس يميلون رؤوسهم إلى أسفل.”

تزن رأس الشخص البالغ بين 4 ونصف و5 ونصف من الكيلوجرامات. ووفقًا لبحث هانسراج، فإن إمالة الرأس إلى الأمام فقط 15 درجة يمكن أن يزيد من الضغط على العمود الفقري العنقي بـ 12 كيلوجرامًا تقريبًا. وعند إمالتها 60 درجة – وهي وضعية الوقوف الشائعة بين الناس لقراءة الرسائل النصية واستخدام الهواتف الذكية كما نراها في الشوارع والمواصلات وفي كل مكان – فإن الضغط على العمود الفقري يمكن أن يصل إلى 27 كيلوجرامًا، وهذا بسبب قوى الجاذبية.

توضح دراسة هانسراج بأنه “يقضي الناس في المتوسط بين ساعتين إلى أربع ساعات في اليوم ورؤوسهم مائلة إلى الأمام لقراءة الرسائل النصية التي تصلهم على الهواتف الذكية. وهذا تراكميًا يعني بين 700 إلى 1400 ساعة سنويًا من الضغط الزائد على العمود الفقري العنقي”.

وطبقًا للبحث فإن طالبًا بالمرحلة الثانوية يمكن أن يقضي أكثر من 5000 ساعة مائلَ الرأس بهذه الوضعية.

في حين أنه من المستحيل تقريبًا تجنب استخدام التكنولوجيا، يقول هانسراج في الدراسة إن الناس يجب أن يطالعوا هواتفهم و”عمودهم الفقري مستقيم” وأن يخفضوا من مستوى عيونهم إلى أسفل، وليس رؤوسهم.

ويختم هانسراج بحثه بأن وضعية الوقوف السليمة للعمود الفقري العلوي هي بمحاذاة الأذنين مع الكتفين مع الحفاظ على الكتف للخلف.