ان تختار المنظمة العالمية لدورات المياه شعار " لا يمكننا الانتظار أكثر " لاطلاق حملتها للعام 2014 لم يتأت عن عبث خاصة ان الانتظار بات مستحيلا مع موت 1.8 مليون طفل سنويا من جراء التلوث الناتج عن عدم توفر المراحيض الخاصة لهم.

كشفت منظمة المراحيض العالمية عن أرقام تدعو الى القلق وضرورة التحرك، في اليوم العالمي للمراحيض (19 تشرين الثاني) إذ أعلنت ان 2.5 مليار إنسان لا يتوفر لديهم مرافق الصرف الصحي اللازمة، بما فيها دورات المياه والمراحيض، مما يتسبب في عواقب وخيمة على صحة الإنسان وكرامته وأمنه ويهدد البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

خاصة وان تلك الطبقة المهمشة تلجأ الى الطبيعة وضفاف الأنهر لقضاء حاجاتها وهو ما يتسبب في ضرر مضاعف على البشر والبيئية في آن.

وانطلق اليوم العالمي لدورات المياه بموضوع " المساواة والكرامة وهو موضوع يستهدف المرأة الطفل خاصة وانهما الأكثر تضررا من عدم توفر تلك المرافق الحيوية في أماكن سكنهم ويراد باختيار هذا الموضوع تسليط الضوء على العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء والفتيات بسبب غياب الخصوصية.

فدورات المياه لم تزل غير ملائمة لفئات السكان من ذوي الاحتياجات الخاصة , مثل ذوي الإعاقة والمسنين , والنساء والفتيات اللواتي يتطلبن توافر مرافق صحية خاصة في مرحلة الحيض.

وتشير تقديرات المنظمة العالمية لدورات المياه إلى أن 1.8 مليون شخص، معظمهم من الأطفال، يموتون أو يعانون من الأمراض ذات الصلة بالأغذية والأمراض التي تنقلها المياه.

وأعلنت المنظمة بأنه لا بد من الاحتفال بيوم 19 تشرين الثاني (نوفمبر)من كل عام بوصفه اليوم العالمي للمراحيض من أجل إبراز المشاكل التي يواجهها نحو 2.5 مليار نسمة في العالم الذين ليس لديهم مرافق صحية مناسبة.

أمراض تناسلية

ومما لا شك فيه ان المرأة هي أكثر حساسية في التقاط الأمراض من جراء الحمامات الملوثة، فمن السهل الاصابة بأمراض تناسلية في حال استخدمت المراحيض المتسخة او قضت حاجتها في العراء .

ويشير خبراء الصحة إلى أن حتى الحمامات التى تبدو نظيفة أيضاً تشكل خطراً بسبب عدم التعامل معها بشكل جيد من مستخدميها ، وقد تنقل بكتيريا مسببة لالتهاب القولون أو الإسهال.

ضرورة إقفال كرسي الحمام

وشددت دراسة حديثة على ضرورة إقفال كرسي الحمام أثناء تدفق المياه لان رذاذا المياه يساعد في انتشار البكتيريا الى غرفة دورة المياه.

ولمجرّد الكبس على الزرّ الخاصّ بتدفّق المياه من دون إغلاق غطاء المرحاض، سيؤدي إلى انتشار المواد والميكروبات في الجوّ لتصل إلى 25 سنتيمتراً فوق المرحاض. كما ينتشر الفيروس على الزرّ الخاصّ بتدفّق المياه، الجدران، مقعد المرحاض وغيرها من الزوايا المحيطة بالحمّام طبقاً لتكوين الغرفة.

تلوث البيئة كارثة أكبر

وعندما تلجأ المجتمعات الفقيرة الى طبيعية كملاذ لقضاء حاجتها يواجه العام معضلة كبيرة متمثلة بتلوث الثروات الطبيعية بمياه الصرف الصحي البشري، إذ تختلط بقايا الانسان في التربة مياه الأنهر والبحار وهو ما يرفع من نسبة تلوثها ويسهل انتقالها الى المزروعات.

وفي حين أن هذه المياه تحتوي على كمية أكبر من المغذيات، فإنها تحتوي أيضاً على الأملاح، والمضادات الحيوية، ومواد تعطل عمل الغدد الصماء، وعناصر مسببة للأمراض مثل الكوليرا والإسهال الذي يتسبب ً بوفاة 1.1 مليون إنسان سنويا، كما يشكل السبب الثاني الأكثر شيوعاً لوفيات الأطفال في العالم.

وفي أماكن مثل الهند، حيث يسبق الازدهار الصناعي السريع القوانين اللازمة للصرف الصحي وحماية البيئة، يحتمل أن تترافق مسببات الأمراض مع تلوث بالمعادن الثقيلة.

جهود دولية لوقف التغوط في العراء

ولإن الصرف الصحي يدخل في إطار أضعف الإهداف الإنمائية تحقيقا، دشن يان إلياسون نائب الأمين العام حملة في بداية هذه السنة لوضع حد للصمت عن مسألة التغوط في العراء ولتحفيز الحوار في وقت تدعو أجهزة في الأمم المتحدة إلى العمل في ما يتصل بقضايا الصرف الصحي.

الهدف حمامات عامة تراعي معايير النظافة

وبما ان الدول الأفريقية الأشد فقرا هي الأكثر تضررا فقد اختيرت القارة في عام 2002، لاستضافة الاحتفال على مستوى العالم، تحت شعار " الارتقاء بالنظام الصحي الأفريقي - والكرامة للجميع ".

ففي الوقت الذي تحتفل حوالي 60 بلداً بالمناسبة، تسعى المنظمة منذ إطلاقها في العام 2001 الى الارتقاء بالدول نحو دورات مياه نظيفة ومعمة لما تعكسه من صورة إيجابية صحية على المواطن والسائح أيضا.

تعد دورات المياه العامة الهدف الأساسي للحملة والمعني هنا في أماكن الطعام، ومجمّعات التسوق، ومحطات البنزين، ودور العبادة، والمطارات، ومحطات السكك الحديد، ومحطات الحافلات، والحدائق، والفنادق، والأرصفة البحرية دون إغفال دورات المياه في المدارس والجامعات.

دورات مياه تصنف بالنجوم كما الفنادق

وكانت ماليزيا على سبيل المثال صنفت مستوى النظافة في دورات الممياه لديها وفق النجوم فمن بين الـ 19338 مرحاضاً عاماً التي جرى فحصها في البلاد ، فإنه تم تصنيف ما مجموعه 13215 أو 68.4 % بين ثلاث وخمس نجوم.

مع ذلك، أعطيت 6123 مرحاضاً أو 31.6 % نجمتين في حين لم يتأهل 468 مرحاضاً أو 2.4 في المائة لأي تصنيف.