في كل عام بين شهري مايو ويوليو، تهجر وفود هائلة من السردين شمالا من المحيطات الجنوبية الباردة قبالة كيب بوينت جنوب أفريقيا إلى المياه الدافئة في كوا زولو ناتال، وتمر عبر الشواطئ لتشق طريقها على طول السواحل، في ظاهرة تعرف عموما باسم الهجرة السنوية للسردين.

يهاجر السردين بأعداده الهائلة في كومة يصل طولها إلى خمسة عشر كيلو مترا، وعرضها ثلاث كيلومترات ونصف ويصل عمقها إلى حوالي أربعين مترا. هذا العدد الهائل من السردين يجذب المئات من الأسماك المفترسة التي تصل بشكل جماعي للمشاركة في "الوليمة الكبيرة".

تبدأ هجرة السردين خلال أشهر الشتاء، فتتبع هذه الأسماك التيار الدافئ من خلال المياه المعتدلة لتنتقل شمالا إلى ميناء إدوارد. وعندما تصل إلى الساحل حيث التيار البارد، تعرج شرقا الى المحيط الهندي.

أعداد أسماك السردين التي تشارك في الهجرة السنوية تختلف من سنة إلى أخرى، ويمكن القول أن عددها هائل عندما تكون مرئية على السطح. في بعض الأحيان، فإن السردين يؤجل أو يلغي هجرته. وقد يكون ذلك إما بسبب درجة حرارة المياه غير الطبيعية أو تغيرات أخرى في المياه، أو قد تحدث الهجرة بعيدة عن الشاطئ أو ربما أعمق حيث لا يمكن للمراقبين الساحليين اكتشافها.

هجرة السردين تنتظرها الحيوانات والأسماك المفترسة بفارغ الصبر، بما فيها أسماك القرش والحيتان والدلافين والطيور.

استراتيجية الصيد التي تستخدمها الدلافين هي خاصة تستحق المشاهدة اذ أنها تظهر وكأنها تقود قطيع الأسماك، ولكنها في الواقع تحاصرها لتسحبها نحو السطح، وفور وصولها، تنقض الدلافين على الأسماك الصغيرة وتشاركها الطيور في وليمتها الكبيرة. وأحيانا تستفيد أسماك القرش والحيتان أيضا من هذه الفرصة.

أما في المناطق التي يكون فيها السردين قريبا جدا من الساحل، يجتمع الصيادون بدورهم لتأمين حصتهم من الوليمة.