النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: مساجد القبور فى القرآن
- 13-11-2014, 07:20 PM #1
مساجد القبور فى القرآن
المساجد فى القرآن على نوعين :
الأول المساجد المبنية على التقوى والمراد المبنية لذكر اسم الله وفيها قال تعالى بسورة التوبة :
"لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"
الثانى المساجد المبنية على الضرار وهو عصيان الله بإضرار دينه وأهل دينه وفيها قال تعالى بنفس السورة :
"وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا"
ومن ضمن مساجد الضرار مساجد القبور فهى مساجد بنيت تعظيما للبشر وليس تعظيما لله والمسجد القبورى الوحيد هو الذى أنشأته الجماعة المتغلبة فى أمر أهل الكهف بعد موتهم مرة ثانية وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف :
" قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (21)"
بينما المفترض فى الموتى هو ادخالهم القبر كما قالت الجماعة المغلوبة فى سورة الكهف :
"وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ "
وكلمة البنيان لا تعنى دوما بناء من الحجر أو الآجر فهى تعنى أشياء معدة مجهزة لغرض ما مثل المحرقة التى أحرق فيها إبراهيم (ص) فقد سماها قومه البنيان فى قوله تعالى بسورة الصافات :
"قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)"
ومن ثم فالجماعة الغالبة اتخذت على أهل الكهف مسجد مثلهم فى ذلك مثل جماعات الكفر الأخرى التى اتخذت مقابر الملوك والجبابرة مساجد لتعظيم ذكرهم بدلا من ذكر الله
ولو كان المطلوب هو اقامة المساجد على القبور ما سماها الله بيوتا فقال فى سورة النور :
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ
والمقابر ليست مكان للسكن كما وصف الله البيوت بكونها سكن فى قوله تعالى بسورة النحل :
"وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا"
ولم نجد الله يأمر ابن آدم القاتل بإقامة مسجد على جثة أخيه وإنما أمره فقط بموارة الجثة عن طريق الغراب الذى حفر ليعلمه كيفية الدفن وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)"
والسؤال :
ماهى الفائدة من إقامة مسجد على الميت أو للميت ؟
الميت لا ينفع أحد لكونه غير موجود فى الدنيا والمسجد لا ينفع الميت بعد وفاته لأنه ليس من عمله ومن ثم لا توجد فائدة للميت ولا للحى من تلك العملية والملاحظ هو ان تلك المساجد القبورية تبنى لشخصيات كبرى سواء صالحة أو طالحة
وأفضل من عبر عن المساجد القبورية هو المثل القائل " لقد دفناه سويا "فيحكى أن لصين من اللصوص ضاق بهما الحال فهربا من الشرطة للصحراء وبينما هما يسيران وجدا كلبا ميتا بجوار حجارة مبنى متهدم قديم فاتفقا على بناء قبر دفنا فيه الكلب الميت وأقاما من حجارة المبنى المتهدم مسجد به ضريح للكلب ثم اتفقا على أن تسميته مسجد الشيخ فلان وانطلق كل واحد منهما يسافر للقرى والنجوع والمدن يذكران الناس بكرامات الشيخ الكلبى ومعجزاته وأن مسجده فى المكان الفلانى وصدقهم العامة وأتوا من كل حدب وصوب ووضعا اللصان صندوق النذور الذى امتلأ وبعد ذلك قاما بفتحه وأخذا المال واتفقا على أن يدفناه عند شجرة فى الصحراء ولا يذهب واحد منهما لأخذ شىء من المال إلا برفقة صاحبه ولكن أحدهما طمع فى المال فأخذه وأخفاه ولما أراد الأخر مالا أخذه معه ليستخرجا المال فلم يجده فحلف اللص آخذ المال وحياة سيدنا الشيخ ما أخذت شىء فقال له لقد دفناه سويا
إذا فالمسألة كلها مبنية على المنفعة وهى التفاف على تحريم الكهانة ومن يفكر فى أمور تلك المساجد يجدها مرتبطة بمنافع لفئات معينة فالمولد الذى يقام للشيخ يستفيد منه البعض من باعة البخور والأحجبة والمغنيين وزاد بعضهم الراقصات والسيرك وأحيانا عمليات محرمة من قبل شيوخ الطريقة عن طريق تحبيلهم النساء المخرفات الجاهلات بصوفة يقذفون فيها منيهم ويوصون النساء بوضعها فى مهابلهم لكى يحبلن وأحيانا كانت تتم عملية الختان فى الموالد كما يستفيد منها باعة الحلوى ......فالغرض من تلك المساجد وموالدها هو الاستفادة من صناديق النذور وتنشيط اقتصاد بعض أتباع الطريقة من الباعة وأحيانا القيام بالزنى أوغيره من الجرائم
المسألة من جهة أخرى حيث أصبحت زيارة تلك المساجد فرضا عند البعض والزيارة هى الحج أو العمرة لا تجوز سوى لمسجد واحد هو البيت الحرام بمكة كما قال تعالى بسورة آل عمران :
" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"
ومن ثم لا يجوز السفر من بلد لأخرى بغرض زيارة مسجد سوى المسجد الحرام .
ومن ثم فالمسألة ليست سوى مخالفات لأحكام من أحكام الله ومسألة عبادة الأولياء كما يظنها البعض لا تخطر على بال العامة والسبب هو الفهم الخاطىء للعبادة فالعبادة هى طاعة الله فى كل ما حكم به ومن ثم فعبادة العامة للأولياء ليست الظن فقط فى قدرتهم على النفع رغم موتهم وهى مسألة يقينية عند بعض العامة والأغانى الصوفية مليئة بدعاء الموتى والطلب منهم وإنما هو المخالفة بعدم دفن الموتى فى المقابر العامة وزيارة المساجد فى أوقات مخصوصة ..
.