أكد الخبراء ومسؤولو الشركات المتخصصة في أمن المعلومات، أن التطور التكنولوجي الهائل، الذي تشهده مختلف البلدان صاحبه زيادة أطماع القراصنة في اختراق أكبر قدر ممكن من البيانات، ما يتطلب أن تقوم المؤسسات والشركات بضخ المزيد من الاستثمارات في مجال تأمين البيانات.

جاء ذلك خلال ندوة «أمن المعلومات والخصوصية»، المنعقدة خلال فاعليات اليوم الثاني لمعرض ومؤتمر Cairo ICT2014، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشارك بها مجموعة من مسؤولي الشركات المتخصصة في أمن البيانات، وأدارها الدكتور شريف هاشم رئيس مركز الاستجابة لطوارئ الإنترنت «السيرت».
في البداية أكد حامد دياب، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط بشركة إنتل، أن هناك العديد من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، ووفقا للدراسات والمؤشرات فإنه بحلول عام ٢٠١٨ سيكون لدينا ٢٠ مليار جهاز متصل بالإنترنت، وتلك الأجهزة تتطلب حلول أمنية متطورة لحماية بيانات المستخدمين، مشيرا إلى أن الحلول الأمنية الموجودة حاليا تتطلب المزيد من التطوير لمواكبة الهجمات المتطورة من القراصنة.
ومن جانبه أكد سامح إمام، استشاري تأمين نظم المعلومات بشركة سيسكو، أن السنوات الخمسة الماضية شهدت تطورًا هائلا في مجال تأمين البيانات، لافتا إلى أن طبيعة المبرمجين القائمين على تطوير الحلول الأمنية يجب أن تتطور بشكل يواكب تطور عقلية المخترقين.
وتطرق إمام إلى أن البيانات حاليا يتم وضعها على السحابة، وهو ما يتطلب وجود حلول أمنية عالية لحماية تلك البيانات، مشيرًا إلى الحلول التي تقدمها سيسكو في هذا المجال، موضحًا أن تأهيل وتدريب المتخصصين في مجال أمن المعلومات هو فرس الرهان خلال الفترة المقبلة.
وحول تأمين البيانات على الهواتف أكد أن نسبة اختراق البيانات الموجودة على الموبايل تفوق بكثير ما يتم اختراقه من بيانات لدى المؤسسات، مرجعا ذلك إلى غياب الوعي لدى المستخدمين، وهو أحد الادوار، التي يجب أن نقوم بها كمتخصصين في أمن المعلومات.
وأوضح خالد نجم، مدير مركز التنافسية بشركة IBM، أن الشركات والمؤسسات كانت تفضل الاعتماد على الـ "داتا سنتر" للحفاظ على بياناتها اعتقادا منهم بأنها أفضل الوسائل لتأمين البيانات، ولكن خلال السنوات الخمسة الأخيرة اختلف هذا المفهوم خاصة مع ظهور خدمات الحوسبة السحابية.
وأكد «نجم» أن مصر من أكثر الدول بالمنطقة تعرضا للهجمات المتعلقة باختراق البيانات، وهو ما يتطلب أن نبذل المزيد من الجهود واكتساب خبرات عالمية في مجال تأمين البيانات.
وشدد مصطفى مازن، المدير الإقليمي للاستشارات الأمنية بشركة EMC، على ضرورة اهتمام المؤسسات بالاستثمار في تحديث بنيتها الأمنية، من أجل الحفاظ على سرية بياناتها، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الاستثمار يبدو مكلفا في البداية إلى أنه لا يقارن بحجم الخسائر، التي تتكبدها الشركات إذا تعرضت بياناتها للاختراق.
وأكد محمد نبيل استشاري تأمين مراكز البيانات بشركة أوراكل، أن البيانات التي تتمتلكها الشركات تكون بالأساس مملوكة للعملاء، واذا تعرضت للاختراق فإن ذلك يعني وجود مشاكل متعددة، لذلك يجب أن تهتم الشركات بالحفاظ على تلك البيانات.
وتطرق وليد فؤاد، المدير الإقليمي بشركة مورفو، إلى أن تأمين الهوية يعد من الأمور الهامة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن المواطن يسعى للتعامل عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة، وعلى رأسها الكروت الذكية، وهو مايتطلب تأمينها بشكل كبير حتى لا تتعرض بيانات المواطن للاختراق.
وأشار للحلول المتخصصة بتأمين الهوية، التي تقدمها الشركة مثل أجهزة مسح البصمات والتعرف على هوية المواطن عن طريق بصمة الوجه، لافتا إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة يضمن تقليل احتمالات تعرض البيانات للاختراق.
وأوضح أن التوجّه نحو تعميم خدمات الحكومة الإلكترونية داخل مصر يتطلب الاعتماد على الوسائل التكنولوجية عالية التأمين والتي يسهل التعامل معها.
وقال هشام بدر، أخصائي الحلول الأمنية بشركة أفايا، إن غالبية الموظفين يفضلون الاعتماد على أجهزتهم الشخصية لإنجاز أعمالهم وهو الأمر، الذي رفضه مديرو الشركات في البداية، إلا أن وسائل تأمين البيانات والاعتماد على الحوسبة السحابية ساهمت في تغيير ذلك المفهوم لدى المديرين حاليا.
وشدد على أهمية التكامل بين كافة الشركات المتخصصة في تقديم الحلول الأمنية من أجل تطوير وابتكار المزيد من الحلول الأمنية.