آليات عبور المراهق الی بر الامان.....

فترة المراهقة أخطر المراحل في عمر الأبناء ، إنها أيضا تسبب قلقاً شديداً لدي الآباء، وغالباً ما تكون هناك أسئلة كثيرة تدور في فكر الآباء عن طريقة التعامل السليمة مع هذه المرحلة وكيفية الوصول بالأبناء إلي بر الأمان ؟
في هذه المرحلة يمر المراهق بثورة عاطفية ونمائية وفكرية وأخلاقية واجتماعية ونزعة قوية للاستقلال بالذات وهي تكون مدخل لحياة الرشد وبالتالي يجب علي كل أب وأم استيعاب هذه المرحلة جيداً حتي تمر هذه المرحلة بسلام.
ويعرف علماء النفس المراهقة بأنها المرحلة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بدخول المراهق في مرحلة الرشد وفق المحكات التي يحددها المجتمع ، والتي تحدث فيها مجموعة من التغيرات في نمو المراهق الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ومن ضمنها التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية، وهي فترة خصبة في حياة الإنسان إذ تنمو فيها القدرات البدنية والعقلية وتأخذ صفات المراهق في الظهور وتستمر في التطور إلى أن تصل إلى مرحلة الرشد حيث يباشر دوره في الحياة العملية باستقلال كامل وحرية مطلقة.
ويترك النمو الجسدي أثرا نفسيا على المراهق فيشتد اهتمامه بمظهره وصحة جسمه ورشاقته ومحاولة جذب انتباه الآخرين إليه،أما في النمو العقلي للمراهق فيتضمن التغيير في القدرات العقلية العامة والخاصة وصولا به إلى مرحلة الاستعداد الوظيفي المتكامل، واهم ما يميز النمو العقلي في هذه المرحلة هو نمو القدرات والمواهب، كما تمتاز بتطور على صعيد الآراء والمواقف،ويمر المراهق بمرحلة نمو الانفعالات حتى يصل إلى مرحلة الرشد التي تتزن وتنضبط فيها انفعالاته.
وتتميز فترة المراهقة بأنها قد تكون عنيفة منطلقة لا تتناسب مع مثيراتها ولا يستطيع المراهق التحكم بها كما أن المراهق يسعى إلى الاستقلالية عن الكبار وتكوين شخصيته المستقلة وقد يلاحظ عليه انطواءه وتمركزه حول ذاته وخجله وإحساسه بالذنب أو الخطيئة، كما تتميز هذه المرحلة بفيض غزير من العاطفة والحماس.
كما استولت هذه المرحلة على اهتمام علماء النفس، وكذلك الآباء والأمهات حول كيفية الخروج منها بسلام ؟
يعتقد البعض من الآباء والأمهات أن الأسلوب التربوي المستخدم من قبلهم كاف لجيل يتسم بالحكمة والعقلانية والسلوك القويم،والحقيقة أن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء ما يسلكه المراهق أو المراهقة من سلوكيات تتعارض قيم وعادات المجتمع ومنها:
* ثقافة المسلسلات وما تبثه بعض القنوات الفضائية من أفكار مسمومة ، وما يدور في ساحات الانترنت من محادثات ساهم في هدم ما تم بناؤه من قبل الوالدين في سنوات وساهم في تبني برمجة فكرية خاطئة قادت إلى سلوكيات شاذة يعتقد من يتبناها أنها صحيحة ومنطقية وتمثل التقدم الحضاري والانفتاحية ويدعو لها مما جعل بعض الشباب والشابات يعتقد أن ما يسلكونه هو السلوك الصحيح ويصارعون من أجل حقوق الحصول عليه.
* الصحبة والرفقة السيئة سواء في المدرسة أو الشارع أو الكلية ، لأن يلعب دوراً الصديق دوراً لا يقل أهمية عن دور المسلسلات في نشوء بعض السلوكيات الغريبة لانه يأخذ الصديق كقدوة بالنسبة له ، وبالتالي يتشرب الصديق أفكار صديقه بسرعة أو بالتدريج حتى تصبح ديدنه بغض النظر عما تم اكتسابه مع العلم أن التنشئة الصالحة تشكل الأساس للسلوك القويم ولكن هذا لا يكفي حيث قد يقول القائل أبنائي تربوا بطريقة صحيحة ويقفل عينيه عما يدور حوله اعتقادا أن ما قام به كاف رغم أهميته وأنه مطلب شرعي وتربوي ،كما ذكرت جريدة اليوم .
* الآباء والأمهات قد يسعون بطريق غير مباشر لإكساب من يحبون سلوكيات شاذة وهم لا شك لا يقصدون ذلك ولكن أحياناً تحت مظلة زرع الثقة في النفس أو التحصين الذاتي أو لإنتاج جيل يتسم بالقوة أو الخوف على مشاعر من يحبون إلى ما هناك من التبريرات وهم لا يعلمون أنهم يدمرون فلذات أكبادهم.
* انعدام أو ضعف الرقيب من قبل الوالدين وما تحتويه البيوت من تقنية استغلت بطريقة خاطئة من قبل الأبناء ومنها التلفاز والنت والمحمول والتليفون الخ.
ونظراً لأن مرحلة المراهقة مرحلة حرجة لأنها تعتبر مرحلة انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الاعتماد على النفس فالمراهق بحاجة إلى رعاية وعناية خاصة لذا يجب علي كل أب وأم أن يتعاملا مع هذه المرحلة بحذر وعلينا أن نحقق له احتياجاته والتي تتضمن :
1- الحاجة إلى الحب والأمان
2- الحاجة إلى الاحترام
3- الحاجة لإثبات الذات
4- الحاجة للمكانة الاجتماعية
5- الحاجة للتوجيه الإيجابي
6- يجب شرح مفهوم النشاط الجنسي للمراهق من منطلق الشريعة الإسلامية و شرح خطورة الممارسة الجنسية غير الشرعية من الناحية الأخلاقية و الصحية و الشرعية و تعريف المراهق بالأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس و خاصة الآيدز و إمكانية حدوث الحمل غير الشرعي و أن مفاهيم المجتمع الغربي حول الجنس لا تنطبق على المجتمع العربي و الإسلامي
وهذا لا يتحقق إلا إذا تعاملنا مع المراهق بالحوار والمنطق وتجنبنا عدم إحراجه أمام أقرانه بأن نقلل من أهميته أو نطلق عليه بعض الصفات غير المرغوب فيها أو تعريضه للعقاب الجسدي وجرح مشاعره أو الاستهزاء بتفاعله السلبي داخل الفصل،والتعامل مع المراهق بهذه الطريقة تجعله يسلك سلوكا متزنا ويتعامل مع المجتمع حوله بثقة مما يدفعه للتقدم والنجاح.