بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربّ العالمين .

اللهمّ صلّ على سيدّنا محمّد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه

وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين

والشُّهداء والصَّالحين وعلى أهل الجنّة وعلى الملائكة

وباركْ عليه وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين.

نفحات إيمانية من سورة النمل



قال أحد العلماء رحمه الله تعالى : إنها سورة العجائب ، لما ورد فيها من أعاجيب .

1- تكليم موسى عليه السلام ، من قبل الله تعالى .

2- إعطاء موسى عليه السلام ، تسع آيات أي معجزات وهي : اليد ، العصا ، والسنون ، ونقص الثمرات ، والطوفان ، والجراد ، والقُمَّل ، والضفادع ، والدم.

3- تفضيل داود وسليمان عليهما السلام ، ( بالعلم الرباني ، كالقضاء بين الناس ومنطق الطير وتسخير الجن والإنس والشياطين وغير ذلك ) ، دون كثير من عباده المؤمنين.

4- كان جيش سليمان عليه السلام : من الجن والإنس والطير.

5- ذكر الله تعالى أنَّ للنمل وادياً ، وقد أكتشف العلماء في القرن الحادي والعشرين ، هذا الوادي ، وأنه يتكون من مساكن بديعة التصميم وعجيبة في توزيع غرفها وطرقها .

6- كلام ملكة النمل ، وتحذيرها لقومها ، من الهلاك والسحق تحت أقدام جيش سليمان عليه السلام ، وقد ثبت أنَّ النمل : يكسر عند سحقه كالزجاج ، وفي هذا جاء الإعجاز في قوله تعالى : (يَحْطِمَنَّكُمْ ) .

وقد جاء في تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى وغفر لهما وللمسلمين آمين : يحطمنكم : يكسرنكم.

7- سماع قول ملكة النمل ، من قبل سيدنا سليمان عليه السلام ، ( وقد سمعه من ثلاثة أميال ، حملته إليه الريح ، فحبس جنده حين أشرف على واديهم ، حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركبانا ومشاة في هذا السير ) 1*.

8- النبي سليمان عليه السلام ، يدعوا الله تعالى : وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، إن منزلة الصالحين ، منزلة سامية ورفيعة والله تعالى أعلم وأحكم.

9- النَّبيّ الملك : يقوم بجولة ، يتفقد بها من يشاء من جنده ، إنها العدالة ، ( وتعرف الطير ، فلم يجد فيها الهدهد ، كأنه لما لم يره : ظن أنه حاضر ولا يراه لساتر أو غيره ، فقال : ما لي لا أراه ، ثم احتاط ، فلاح له أنه غائب ، فأضرب عن ذلك ، وأخذ يقول أهو غائب : كأنه يسأل عن صحة ما لاح له ) 2*.

10- الهدهد ينقل الى سليمان عليه السلام ، حال مملكة سبأ ، وفساد معتقدهم بشركهم بالله العظيم ، ( وفي مخاطبته إياه بذلك تنبيه له على أن في أدنى خلق الله تعالى من أحاط علماً بما لم يحط به لتتحاقر إليه نفسه ويتصاغر لديه علمه )3*.













ــــــــــــــــ

1* [ تفسير الجلالين رحمها الله تعالى ].

2* [ تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى ].

3* [ تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى ].

11- بين القرآن العظيم ، أن في أمّة الطير ، كاذب و صادق ، كما هو في عالم الإنس والجنّ ، وهذا مؤيد بقوله تعالى : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } الأنعام 38

12- العجيب في كتاب سيدنا سليمان عليه السلام ، والذي قام بحمله الهدهد :

· أنه كتاب يبدا ، بتعريف المُرسل .

· وفيه : إنه من سليمان ، ما يفيد التوكيد كونه منه عليه السلام.

· وفيه بيان : تواضع الملك النّبيّ عليه السلام .

· ثم إفتتاحه بالبسملة ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، لبيان عظيم شأنها ، وعظيم بركتها ، وعظيم ما أودع فيها من أسرار ربانية ، فقد ثبت عن سيدّنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم : انه كان يستفتح بها كتبه المُرسلة الى ملوك وأمراء الامصار.

· إختصار الكتاب بشكل عجيب ، الا أنَّ مضمونه متكامل ومفهوم : أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ، ({ أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ } أن مفسرة أو مصدرية فتكون بصلتها خبر محذوف أي هو أو المقصود أن لا تعلوا أو بدل من { كِتَابٌ } ، { وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ } مؤمنين أو منقادين ، وهذا كلام في غاية الوجازة مع كمال الدلالة على المقصود ، لاشتماله على البسملة الدالة على ذات الصانع تعالى وصفاته صريحاً أو التزاماً ، والنهي عن الترفع الذي هو أم الرذائل والأمر بالإِسلام الجامع لأمهات الفضائل ، وليس الأمر فيه بالانقياد قبل إقامة الحجة على رسالته حتى يكون استدعاء للتقليد فإن إلقاء الكتاب إليها على تلك الحالة من أعظم الدلالة )4*.

· في الكتاب : بيان لقوّة تمكن المُرسِل.







ــــــــــــــــــ

4* [ تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى ].

13- بينت السورة الكريمة ، عدم إستبداد ملكة سبأ برأيها ، وحسن تصرفها مع كتاب سيدنا سليمان عليه السلام ، كما بينت السورة فطنت الملكة وذكائها.

14- مطالبة سيدنا سليمان عليه السلام ، من أهل التمكين من جنوده جميعا ، بأحضار عرش ملكة سبأ وفيه :

· ( أراد بذلك أن يريها بعض ما خصّه الله تعالى به من العجائب الدالة على عظم القدرة وصدقه في دعوى النبوة ) 5*.

· ( يختبر عقلها : بأن ينكِّر عرشها فينظر أتعرفه أم تنكره ؟ ) 6*.

· (فإنها إذا أتت مسلمة لم يحل أخذه إلا برضاها ) 7*.

· بيان : أنَّ أمكانيات الجنّ ، دون أمكانيات الإنس ، [ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) ] ، أي : ( من مجلسك للحكومة وكان يجلس إلى نصف النهار ، { وَإِنِّي عَلَيْهِ } على حمله ، { لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } لا أختزل منه شيئاً ولا أبدله ) 8* ، أما غير الجنّ ، من هم ، من أهلّ طاعة الله تعالى ، فكانوا أكثر تفوقا من الجنّ : [ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ] ، (آصف بن برخيا وزيره ، أو الخضر ، أو جبريل عليهما السلام ، أو ملك أيده الله به ، أو سليمان عليه السلام نفسه ، فيكون التعبير عنه بذلك : للدلالة على شرف العلم ، وأن هذه الكرامة كانت بسببه والخطاب في : { أَنَاْ ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } للعفريت : كأنه استبطأه !!! فقال له ذلك ، أو أراد إظهار معجزة ، في نقله فتحداهم أولاً : ... يتبع رجاءا : التكملة للبيضاوي.





ــــــــــــــــ

5* ، 6* ، 7* ، 8* [ تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى ].

ثم : أراهم أنه يتأتى له ، مالا يتأتى لعفاريت الجنّ ، فضلاً عن غيرهم ، والمراد بــ { الكتاب } جنس الكتب المنزلة أو اللوح ، و { ءَاتِيكَ} في الموضعين صالح للفعلية والاسمية ، «والطرف» تحريك الأجفان للنظر فوضع موضعه ولما كان الناظر يوصف بإرسال الطرف كما في قوله : وَكُنْت إِذَا أَرْسَلْت طَرْفَكَ رَائِدا ... لِقَلْبِكَ يَوْماً أَتْعَبَتْكَ المَنَاظِرُ وصف برد الطرف والطرف بالارتداد ، والمعنى أنك ترسل طرفك نحو شيء فقبل أن ترده أحضر عرشها بين يديك ، وهذا غاية في الإِسراع ومثل فيه ، { فَلَمَّا رَءَاهُ } أي العرش : { مُسْتَقِرّاً عِندَهُ } حاصلاً بين يديه ، { قَالَ } تلقياً للنعمة بالشكر على شاكلة المخلصين من عباد الله تعالى : { هذا مِن فَضْلِ رَبّي } تفضل به عليَّ من غير استحقاق ، والإِشارة إلى التمكن من إحضار العرش في مدة إرتداد الطرف من مسيرة شهرين بنفسه أو غيره ، والكلام في إمكان مثله قد مر في آية «الإِسراء» ، { لِيَبْلُوَنِى ءَأَشْكُرُ } بأن أراه فضلاً من الله تعالى بلا حول مني ولا قوّة وأقوم بحقه ، { أَمْ أَكْفُرُ } بأن أجد نفسي في البين ، أو أقصر في أداء مواجبه ومحلها النصب على البدل من الياء ، { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } لأنه به يستجلب لها دوام النعمة ومزيدها ويحط عنها عبء الواجب ويحفظها عن وصمة الكفران . { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبّي غَنِيٌّ } عن شكره ، { كَرِيمٌ } بالإنعام عليه ثانياً ) 9*.

· إختبار عقل الملكة ، من خلال تغيير عرشها ، ({ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ } تشبيهاً عليها زيادة في امتحان عقلها ، إذ ذكرت عنده بسخافة العقل ؟؟ ، { قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ } ولم تقل هو : لاحتمال ، أن يكون مثله ، وذلك من كمال عقلها )10* .













ـــــــــــــــــ

9* ، 10*[ تفسير البيضاوي رحمه الله تعالى ].

15- بناء القصر العجيب ، ومدخله الأعجب والأغرب ، حيث الزّجاج الصَّافي ، ومن تحته الماء ، وما فيه من حيوانات مائية ؟!!! ،إنه من أوج فن العمارة ، ( روي أنه أمر قبل قدومها ببناء قصر ، صحنه من الزجاج ، أبيض وأجرى من تحته الماء ، وألقى فيه حيوانات البحر ، ووضع سريره في صدره فجلس عليه ، فلما أبصرته ظنته ماء راكداً ، فكشفت عن ساقيها ، وقرأ ابن كثير برواية قنبل : «سأقيها» بالهمز حملاً على جمعه سؤوق وأسؤق ، { قَالَ إِنَّهُ } إن ما تظنينه ماء ، { صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ } مملس ، { مّن قَوارِيرَ } من الزجاج . )11*.

16- إستفادة ملكة سبأ ، من المعجزات التي رأتها ، فكانت سببا لإسلامها ، على العكس من فرعون مصر ، حيث لم يستفيد من المعجزات ، وجحدها فكان هلاكه ومن معه.

17- من عجائب هذه السّورة ، بقاء ديار ثمود الى عصرنا هذا، ونحن في القرن الحادي والعشرين : قال تعالى : [ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) ] ، قال البيضاوي رحمه الله تعالى : (خالية من خوى البطن إذا خلا ).

18- بينت السورة : أبشع وأعجب الفواحش ، التي أرتكبت في تاريخ البشرية : إنها : اللواط : وهو إتيان الرجل الرجل جنسيا ، ( أما أتيان المرأة ألمرأة جنسيا فيدعى ألسحاق ) ، قال تعالى : [ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) ] ، وعاقبته المدمرة : [ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) ]. اللهم لطفك بنا وبالمسلمين آمين.

19- ومن عجيب لطف الله تعالى ، أن ّ أمر نبيه سيدّنا محمَّد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم ، بأن يحمده , وأن يُسلّم على عباده المصطفين ، جاء هذا الأمر بعد بيان قصص من قبله ، وقد يكون ألامر لسيدنا لوط عليه السلام ، قال تعالى : [ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) ] ، قال البيضاوي رحمه الله تعالى : ( أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، بعدما قص عليه القصص الدالة على كمال قدرته وعظم شأنه وما خص به رسله من الآيات الكبرى والانتصار من العدا بتحميده والسلام على المصطفين من عباده شكراً على ما أنعم عليهم ، أو علمه ما جهل من أحوالهم وعرفاناً لفضلهم وحق تقدمهم واجتهادهم في الدين ، أو لوطاً بأن يحمده على هلاك كفرة قومه ويسلم على من اصطفاه بالعصمة من الفواحش والنجاة من الهلاك ، { الله خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } إلزام لهم وتهكم بهم وتسفيه لرأيهم ، إذ من المعلوم أن لا خير فيما أشركوه رأساً ، حتى يوازن بينه وبين من هو مبدأ كل خير ، وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالتاء ).

20- بيان عجائب قدرة الله تعالى ، في خلق السموات والارض وإنزال الماء وإنبات الاشجار المختلفة واتخاذها بساتين تبهج الناظر ، فـ لا إله الا الله.

21- ومن عجائب قدرته ، أن جعل الارض مستقرة ، وأجرى فيها ألأنهار ، والبحار ، وجعل حاجزا مائيا بين البحر والآخر ، وهذا الحاجز المائي هو بمثابة فاصل بين البحرين ، ويختلف عنهما حتى في أصناف الكائنات التي تعيش فيه ، فـ لا إله الا الله.

22- ومن عجائب لطفه تعالى وكرمه وحلمه ، أنه يجيب من دعاه في الشِّدة ، مؤمنا كان أم كافرا ، واستخلف بني آدم ، في الارض جيلا بعد الآخر ، تكرما منه تعالى : ، فـ لا إله الا الله.

23- ومن عجائب قدرته تعالى ، ان هدانا للتنقل في الارض ليلا ونهارا وجعل لنا من بديع قدرته من العلامات للاستدلال بها في النهار كما جعل النجوم معالم للاستدلال بها ليلا ، فسبحان القائل : { وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } النحل 16 ، جاء في تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى : [(وعلامات) تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار (وبالنجم) بمعنى النجوم (هم يهتدون) إلى الطرق والقبلة بالليل ] .

ومن بديع قدرته :كيف يهيء الرياح لتكون بقدرته سببا لإنزال الغيث ، فـ لا إله الا الله.

24- ومن عجاب قدرته ، أنه وحده المتفرد في إبداء خلقه من العدم ، وهو وحده المتفرد بإعادتهم ، كما أنه تعالى المتفرد برزقهم فهو الرزاق ذو القوة المتين ،

فـ لا إله الا الله.

25- تفرد الله تعالى بعلم الغيب المُطلق .

26- ومن عجائب هذه السورة : ذكر الدابة : والتي هي من ضمن العلامات الكبرى ، لإقتراب يوم القيامة.

27- ومن عجائب قدرته الليل والنهار : قال تعالى : [ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا....].

جاء في تفسير الرازي رحمه تعالى آمين :

السؤال الأول : ما السبب في أن جعل الإبصار للنهار وهو لأهله ؟ جوابه : تنبيهاً على كمال هذه الصفة فيه .

السؤال الثاني : لما قال : { جَعَلَ لَكُمُ اليل لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } ؟؟؟ ، فلم لم يقل والنهار لتبصروا فيه ؟ جوابه : لأنَّ السكون في الليل هو المقصود من الليل ، وأما الإبصار في النهار : فليس هو المقصود ، بل هو وسيلة إلى جلب المنافع الدينية والدنيوية .

28- ومن عجائب قدرته : بيان حركة الجبال ، كونها تتحرك مع دوران الارض حول محورها ، وقد ثبت بالحقائق العلمية : أنَّ الجبال تتحرك في الاتجاهات الستة ، وهذا الإعجاز لا يمكن أثباته الا بعد تمكين الله تعالى للبشر من الخروج ، الى الفضاء ، وهو من بديع صنعه تعالى.

جاء في تفسير الرازي رحمه تعالى آمين :

والوجه في حسبانهم أنها جامدة فلأن الأجسام الكبار إذا تحركت حركة سريعة على نهج واحد في السمت والكيفية ظن الناظر إليها أنها واقفة مع أنها تمر مراً حثيثاً.

29- بينت السورة الكريمة ، أنَّ القرآن العظيم هو حجة الله تعالى ، على الثقلين ( جنا وإنسا ) ، فمن آمن به نجا ، ومن جحده هلك ، قال تعالى :

[ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ].

30- ختم الله تعالى ، هذه السورة الكريمة ، بقوله تعالى : [ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) ] ، فقد أرانا الله تعالى ، نحن معشر الجن والإنس ، الكثير من آياته ، الدالة على وحدانيته وتفرده بالخلق وعظمته تعالى ، فهناك جسد فرعون ، وديار الظالمين شاخصة ، وكيف أثبت العلم الحديث ، كثير من الحقائق العلمية التي ذكرها الله تعالى في كتابه العظيم ، فله الحمد والشكر كما هو أهله وله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجه ولعظيم سلطانه وله الحمد والشكر بعدد نعمائه ، وصلِّ يارب على سيدِّنا محمَّد وعلى آله وأزواجه وذريته وبارك وسلم ، كما تحبه وترضاه آمين.

رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً



رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ

رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً

رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً

آمين