منذ عدة أيام بدأنا عاما هجريا جديدا.. وطوينا صفحات عاما هجريا آخر أصبح الآن بالنسبة لنا ذكرى وماضي.. لنا ما لنا وعلينا ما علينا .. لانستطيع أن نركب آلة الزمن ونعود للوراء ونغير أفعال خاطئة وذنوب ارتكبناها.. لكن ما الحل ؟!
هل سنبدأ عامنا الجديد بذنوب جديدة ؟!.. هل توبنا عن ذنوبنا وأخطائنا التي فعلنها في عامنا السابق؟!
عزيزي القارىء.. استبشر إن لنا رب كريم عظيم يهيأ لنا الفرص من حين لآخر ويرزقنا من المنح والعطايا ما يساعدنا على تجديد إيماننا والتقرب منه – عز وجل -، فهنيئا لنا !!
والآن .. هل تريد أن تكفر ذنوب عامك الماضي ؟!.. لقد جاء لك هذا اليوم يوم عاشوراء – العاشر من شهر محرم - بمثابة هدية غالية ومنحة ربانية عظيمة.. فاغتنماها ..
فعن أبي قتادة – رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل عن يوم عاشوراء، فقال : (يكفر السنة الماضية).. رواه مسلم. أصيام يوم واحد يكفر سنة كاملة ؟!
نعم. هذا ما قاله لنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وحثنا عليه.. فهل تغفل وتتكاسل عن هذه المنحة العظيمة ؟!
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه . – متفق عليه.
لكن.. ما هو السبب وراء صيام يوم عاشوراء ؟
يوم عاشوراء .. هذا اليوم الذي أنجى الله تعالى فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فكان اليهود يصومونه شكرا لله على هذه النعمة العظيمة ؛ أن الله أنجى جنده، وهزم جند الشيطان.
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتاب (شرح رياض الصالحين من كتاب سيد المرسلين) للإمام النووي: أنه لما قدم الرسول – صلى الله عليه وسلم – المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن ذلك، فقالوا: هذا يوم نجا الله موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه فنصومه شكرا لله، فقال: (نحن أولى بموسى منكم)، فلذلك صام الرسول صلوات الله عليه يوم عاشوراء وأمر الناس بصيامه، إلا أنه أمر أن يخالفوا اليهود الذين لايصومون إلا يوم العاشر، كأن نصوم التاسع أو الحادي عشر مع العاشر أو الثلاثة.
فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – : (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) – رواه مسلم.
لقد جاء كلام رسولنا الكريم وحثنا على صيام التاسع من محرم مع اليوم العاشر مخالفة لما كان يفعله اليهود.
وأخيرا.. استعد لهذا اليوم العظيم .. صم كما أمرنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه .. لاتتكاسل .. فأجرك عظيم .. وهنيئا لك فوزك بالهدية الربانية العظيمة .. وهنيئا لك تكفير عامك الماضي – بإذن الله تعالى - ..