من وسط البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا بجزيرة كريت، ولدت حضارة "المينوسية"، وهي من أقدم الحضارات الإنسانية، وعثر بين أنقاض آثار يونانية على أقدم قرص طباعة في التاريخ صنع قبل 4 آلاف عام على اختراع الطباعة، ينتمي لتلك الحضارة.

عثر على أقدم "سي دي" في التاريخ وفقما يطلق عليه العلماء، عام 1908، إلا إنهم لم يتمكنوا من فك شفرته طوال ما يزيد عن 100 عام، ويتألف القرص الذي يحمل كذلك اسم "قرص فستوس" من 45 رمزا، بينما يبلغ قطره 15 مترا، وعلى كلا جانبيه أختام رمزية مجهولة، ما جعله القطعة الأثرية الأكثر غموضاً في علم الآثار.

وعلى الرغم من ذلك تم تصنيع أقدم قرص مدمج في التاريخ، بتقنية تشبه تقنية آلة الطباعة، إلا أن هذه التقنية اختفت في العام 1700 قبل الميلاد، إلى أن عادت إلى الظهور في أوروبا في القرن الخامس عشر الميلادي، وكانت تقنية سابقة لعصرها ووجدت في الوقت الخطأ من التاريخ، ولهذا السبب سرعان ما اختفت.

وفي العام 2014، تمكن الخبراء أخيراً من فك شفرة بعض الرموز من قرص فستوس، ويعتقد أنه كان شكلاً من أشكال "الصلاة الحلزونية" لإحدى إلاهات الإغريق القدماء.

وبعد أن أمضى غاريث أوينز، الأستاذ في المعهد التعليمي التكنولوجي بكريت، 6 سنوات في محاولة لفك رموز القرص، تمكن أخيرا من معرفة رمز "الأم"، ويعتقد أوينز أن إحدى واجهات القرص تتعلق بـ"الحمل"، بينما تتعلق الفكرة على الجانب الآخر من القرص بـ"الولادة".

وأكد أوينز أن الفكرة الرئيسية للقرص تتعلق بقيمة "الأم"، وتحديدا "الآلهة الأم" في العصر المينوسي.