كشفت أبحاث طبية، استمرت سنوات فى إحدى أهم الجامعات بالعالم، نتائج صادمة ومفاجئة، واحتلت عناوينها المساحات البارزة فى وسائل الإعلام العالمية أمس واليوم الأربعاء، أن الحليب عكس ما كنا نظن تماماً، فهو سم قاتل وإرهابى يحمل الموت باكراً لمن يبالغ بالعيار ويتناول منه 3 أكواب يومياً كمعدل، أى لتر وربع اللتر كل 48 ساعة تقريباً.

وأثبت التجارب والأبحاث المكثفة فى قسم علوم الجراحة بجامعة تم تأسيسها فى 1477 بالسويد، هى "أوبسالا" المعتبرة الأقدم فى الدول الاسكاندنافية، وحصل 8 متخرجين منها على جوائز نوبل فى كافة الحقول العلمية، وفق ما كتبوا عنها، ومن أساتذتها الكبار شارك فى الأبحاث والتجارب التى شملت أكثر من 106 آلاف شخص، طوال 20 سنة للنساء و11 للرجال.

وأكدت النتائج أن "القاتل" فى السائل الأبيض، هو "الغالكتوز" المعروف كنوع من السكر يؤدى تناوله إلى ما يسميه العلماء oxidative stress الإجهادى التأكسدى، والمسبب بالتهاب يختل معه نظام التوازن بالقدرة على إزالة السموم، طبقا لما نشر فى صحيفة "بريتيش ميديكال جورنال" البريطانية الأسبوعية، أو BMJ اختصارا، وشرحه البروفسور السويدى كارل ميكالسون، وهو واحد ممن شاركوا بالتجارب، حيث أجريت الأبحاث والتجارب، واحتلت العام الماضى المرتبة 73 بين أفضل 100 جامعة فى العالم.

خطر الوفاة يرتفع 15% مع كل كوب قال ميكالسون إن الحيوانات التى خضعت للتجارب والأبحاث العلمية فى المختبرات ماتت قبل غيرها حين تم حقنها بمادة "الغالكتوز"، وأن التجارب شملت 61433 امرأة، أعمارهن كانت من 39 إلى 74 سنة حين البدء بالأبحاث عليهن، إضافة إلى 45339 رجلا، أعمارهم من 45 إلى 79 سنة، وجميعهم كانوا يدونون كمية الحليب التى يتناولونها يوميا طوال 20 سنة للنساء و11 للرجال "وأثناءها توفيت 15541 منهن، فيما تعرضت 17252 لكسور وتشققات فى العظام، بينها 4259 كسرا فى عظام الورك" فى إشارة منه إلى أن الحليب لا يساعد على تقوية العظام كما كنا نظن.

ووجد الباحثون أيضا أن النساء اللاتى تناولن 3 أكواب من الحليب، أو أكثر يوميا، كن 1.93 مرة أكثر قابلية للوفاة ممن تناولن أقل من كوب واحد يوميا، أى أن خطر الموت الباكر ارتفع 15% مع كل كوب يومى من الحليب فى العشرين سنة.

أما الرجال فلوحظ ظهور ما يسميه الأطباء interleukin 6 لديهم، جراء تناولهم للسائل الأبيض، مع عدم ظهوره لدى النساء، و"الانترلوكن" عموما هى بروتينات مفرزة توجد فى خلايا الدم البيضاء وتحفز جهاز المناعة فى الجسم ليقاوم المرض والاحتقان، فى حين أن "الانترلوكن 6" مقاوم أكثر للالتهاب، بحسب ما طالعت "العربية.نت" فى موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، أى أن ظهوره لدى الرجال يؤكد ظهور التهابات جراء تناولهم للحليب.

كما أكدت الدراسة أن شرب اللبن أو أكل الجبن أو اللبنة، ليس ضارا كتناول الحليب، السائل الأبيض ينقل المبالغ بتناوله إلى مصير أسود - الحليب وسرطان الثدى للنساء وكان موقع علمى فرنسى، مختص بالغذاء، نشر أيضا قبل أسبوع أن 70 % من سكان العالم تقريبا "لا يتمكنون من هضم الـ galactose السكرى وإذابته.

وهو ما قد يكون تنبيهاً طبيعياً بأن الحليب لم يعد صالحا للاستهلاك، خصوصا أن ما نتناوله منه لم يعد منذ 1960 كما كان فى السابق "فمربو الأبقار توقفوا منذ زمن عن علفها بالأعشاب" وفق تعبير "سونتي- نيتريسيون" الذى طلب من الراغبين بالتأكد مما قال أن يتوقفوا عن شرب الحليب لبعض الأسابيع "وسيلاحظون الآثار الإيجابية على الصحة".


كما قال الموقع المختص بالصحة والتغذية حذر أيضا من أن استهلاك الحليب "يساهم فى الإصابة بسرطان الثدي، لأن منتجاته التى لم توجد ليستهلكها الإنسان، تحتوى على مكوّنات سرطانية" بحسب ما نقل عن دراسة خاصة بعلم الأوبئة، وفيها ورد تساؤل مهم: ما سبب إصابة واحدة من أصل 10 نساء بسرطان الثدى فى الغرب، مقارنة بواحدة من كل 100 ألف فى الصين؟ وأجاب الموقع أن الصينيين لا يستهلكون الحليب ومشتقاته، وهو ما يجعل من سرطان الثدى خاصاً بالنساء الصينيات الغنيات، المستهلكات للمثلجات الحليبية، خصوصا فى رحلاتهن إلى الخارج،

وفق ما قرأت "العربية.نت" مما نقلته الوكالات عن الموقع الذى أكد أن دراسات علم الأوبئة أظهرت وجود علاقة بين تناول الحليب وبين سرطان الثدى منذ عقدين من الزمن، حيث بدأ الباحثون يكتشفون أن خطر الإصابة بهذا السرطان يرتفع عند النساء كلما ارتفع استهلاكهن من السائل الأبيض.

وأكد "سونتي- نيتريسيون" فى الوقت نفسه أن حليب الأم هو الغذاء المثالى للرضيع، لأنه لا يستطيع تناول الأغذية الخاصة بالكبار. إلاّ أن الخطر فى نظره، هو الحليب الذى يستهلكه الكبار، والذى يصل تناوله فى بعض الدول إلى نسبة 40 % من النظام الغذائي.