وعن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولد العبد قال الله تعالي لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع, فيقول الله تعالي: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد).. [رواه الترمذي وقال: حديث حسن].

(قال الله تعالي لملائكته: قبضتم) أي أقبضتم وهو استفهام تقديري لينبههم على عظم فضل ثواب الصابر وإلا فهو غني عن الأسئلة لإحاطة علمه بكل شئ .

(فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده) هو كناية عن الولد لكونه بمنزلة خلاصة الخلاصة إذ القلب خلاصة البدن وخلاصته اللطيفة المودعة فيه من كمال الإدراكات والعلوم التي خلق لها وشرف بشرفها, فلشدة شغف هذه اللطيفة بالولد صار كأنه ثمرتها المقصودة منها, وهو ترق بين به وجه عظمة هذا المصاب وعظم الصبر عليه من ذلك, بل ترقي عن مقام الصبر لمقام الحمد.

(فيقولون: نعم, فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع) أي قال {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

(فيقول الله تعالي: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد) ففيه كمال فضل الصبر على فقد الصفي .