ما المياه البيضاء أو الكتاركتا؟ وكيف يتم علاجها؟.....


يجيب الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب القصر العينى مدير مستشفى دنيا العيون قائلا: يحكم العين عدستين رئيستين لكل منهما وظيفة محددة وهى تجميع الصورة على مركز الإبصار بالشبكية ليتمكن من الرؤية بوضوح وتعتبر القرنية العدسة الأمامية عالية القوة فى مقدمة العين ودورها مهم فى تجميع الصورة القادمة من مسافة 6 أمتار أو أكثر إلى ما لا نهاية وقوة القرنية ثابتة ومستقرة طول فترة العمر أما العدسة البلورية داخل العين فهى على شكل بيضاوى، وهى متغيرة القوة لتسمح بتجميع الأشعة الساقطة لمسافات أقل من 6 متر إلى 30 سم على مركز الإبصار بالشبكية ليتمكن من القراءة بوضوح وتتمكن العدسة البلورية من أداء مهمتها بدقة شديدة نتيجة مرونتها المتناهية وهى تسبح داخل سوائل العين وفى حالات تقدم العمر فوق سن ال40 تفقد العدسة البلورية مرونتها مما يصاحبها عدم وضوح الرؤية القريبة، وإبعاد مصدر القراءة بمسافة أطول عن العين حتى نتمكن من رؤية الكتابة الدقيقة فى وضع غير مريح مما يضطر الشخص للجوء للطبيب المعالج لعمل نظارة للقراءة تعكس حالة فقدان المرونة وتصلب العدسة البلورية نتيجة التقدم فى العمر وفى بعض الحالات تفقد العدسة شفافيتها جزئيا أو كليا بما يعرف باسم الكتاركتا أو المياه البيضاء، ويؤدى ذلك إلى بهتان فى ألوان الصورة مع ضعف تدريجى فى الإبصار ينتهى بفقدان النظر تماما فى الحالات المتقدمة.

ويرى الدكتور إيهاب أنه من أشهر أسباب المياه البيضاء المياه البيضاء الخلقية، والتى يولد فيها الطفل بحدقة بيضاء وفى حالة عدم تنبه الأم أو الطبيب تظهر علية أعراض مثل الحول أو هزة العين "الراراة" أو الحول، وعادة ما تصيب الكتاركتا الخلقية العينين وقد تكون أكثر كثافة فى عين عن الأخرى.

ومن الأسباب الأخرى للمياه البيضاء إصابات العين المباشرة أو الغير مباشرة والاستخدام المزمن لبعض الأدوية مثل مشتقات الكورتيزون سواء عن طريق القطرات أو عن طريق الفم أو الحقن أو الاستنشاق فى بعض الأمراض المزمنة، وتحدث أيضا الكتاركتا نتيجة تقدم العمر.

أما بالنسبة للأعراض فيلاحظ المريض اختلاف درجة بريق الألوان مع ضعف تدريجى فى الإبصار لا يصاحبه الم أو احمرار بالعين ويتم تشخيص المرض بفحص المريض بجهاز المصباح الشقى عند طبيب العيون، ويتم عمل الفحوصات اللازمة وأخذ مقاس العدسة وتحضير المريض لجراحة المياه البيضاء وزرع عدسة شفافة مكان العدسة المعتمة، ويتم ذلك بوسائل العلاج الحديثة عن طريق فتحات جراحية ميكروسكوبية فى حدود 2 ملى ليتم شفط المياه البيضاء وتفتيتها بالموجات الصوتية وشفطها ثم زرع عدسة داخل العين للتمكن من إعادة الإبصار مرة أخرى ولا يأخذ الطبيب المعالج أى غرز جراحية ويترك الجرح ليلتئم على طبيعته وتعتبر الطفرة التكنولوجية الحديثة فى نوع العدسات المزروعة داخل العين فمنها ما يصلح المسافة البعيدة، فقط مع احتياج المريض للبس نظارة طبية للقراءة ومنها العدسات متعددة البؤرة والتى تصلح المسافات القريبة والبعيدة لتقليل الاعتماد على النظارة الطبية بدرجة كبيرة ومنها العدسات التى تصلح الاستجماتزم بدرجاته المختلفة.

وأصبح فى مقدرة طبيب العيون علاج وتلبية رغبات واحتياجات مرضى المياه البيضاء بكفاءة عالية لاسترجاع حدة الإبصار إلى طبيعتها.

والجدير بالذكر أن الجراحة تتم بمخدر موضعى عبارة عن قطرة، حيث تستغرق العملية من 5 : 7 دقائق حيث تتم بسهولة ويسر.