كشفت دراسة أثرية حديثة للدكتور عبد الرحيم خلف أستاذ الآثار الإسلامية بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة حلوان عن وجود أكبر وأصغر وأندر مصاحف أثرية فى العالم بمصر.

وقال خلف إن دراسته تناولت أكبر مصاحف العالم وهو المصحف المنسوب إلى سيدنا عثمان وكان محفوظاً بالمشهد الحسينى قبل نقله إلى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بالقاهرة ، ويزن 80 كيلو جراما، فيما يوجد المصحف الصغير، الذى يبلغ طول ضلعه 1.5سم على شكل قبة الصخرة، بدار الكتب المصرية.
وأضاف أن من بين المصاحف النادرة التى كشفت عنها الدراسة غلاف مصحف من الفضة يزن 150كيلو جراما، ومصحف مكتوب على لوحة خشبية طولها 88سم وعرضها 58سم، عبارة عن برواز من الخشب المذهب بداخله ورقة مخطوطة فى شكل مربعات مكتوب بها القرآن الكريم كاملا، تاريخها 1730م ومحفوظة بالمكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية، بالاضافة الى حبة قمح موجودة بدار الكتب المصرية عليها البسملة وسورة قريش والإخلاص تاريخها 1938م.
من جانبه، عرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان معالم هذه الدراسة المتميزة، موضحا أن المصحف المنسوب إلى سيدنا عثمان طوله 68سم وعرضه 57سم وارتفاعه 40سم وعدد صفحاته 1087 ورقة من الـرق من القطع الكبير مدون بالخط الكوفى بمـداد بنى داكن وبخط مكى يناسب القرن الأول الهجرى.
والمصحف الشريف يحوى 114 سورة وثلاثون جزءا وستون حزبا و240ربعا و6236 آية تشمل77439 كلمة و321670 حرفا.
وأشار الى ان أصغر المصاحف يعود لعام 1628م ويعد تحفة بالغة الجمال مكتوب بالخط الدقيق والمعروف بخط الغبار (الصغير جدا) والمداد الأسود ويصعب قراءة النص بالعين المجردة ومثمن الشكل على هيئة قبة الصخرة ومحلى من الداخل والخارج بصفائح من الذهب والفضة ومرصع بالفصوص الثمينة والأحجار الكريمة كالياقوت والفيروز والزمرد.
وأكد ريحان أن فنانى الخط العربى فى العصر الإسلامى ابتكروا نماذج بديعة من المصاحف تعتمد على تصغير الخط للدرجة التى لا يمكن قراءتها بالعين المجردة منها مصحفان كتبهما محمد روح الله اللاهورى (الهندى الجنسية) كل منهما ثلاثون ورقة وهما من غرائب المصاحف وقد كتب على أفندى لطفى (كان مهندسا بديوان الأشغال) مصحفا بقلم النسخ فى 16 ورقة عام (1313هـ/ 1896م) فى ثلاث سنوات وقدمه هدية لخديوى مصر عباس باشا الثانى والذى أهداه لمكتبة الأزهر ، كما ان هناك مصحفا آخر بالخط المغربى الدقيق موجود بدار الكتب المصرية.
وتابع أن هناك نماذج غير تقليدية للمصاحف عبارة عن لوحة واحدة على هيئة صفحة واحدة تحتوى على القرآن الكريم بكامله من العصر العثمانى فى مصر وبعضها من عصر أسرة محمد على ومنها لوحة من الخشب مقسمة إلى 350 مربع ومستطيل موضوعة بالتبادل مرة بالطول وأخرى بالعرض بالإضافة إلى وجود أدعية حول تلك المربعات.
ونوه الى وجود كتابة غير تقليدية لآيات القرآن الكريم على حبات القمح والأرز منها حبة من القمح محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 1037 تنسب إلى الخطاط محمد الكردى المكى بتاريخ 1357هـ/ 1938م وهناك نموذج آخر عبارة عن حبة قمح بدار الكتب المصرية كتب عليها بالخط العربى تاريخ من تولوا حكم مصر من عهد عمرو بن العاص (20هـ / 640م) إلى عهد الملك فؤاد ( 1340هـ / 1921م) بخط حسن عبدالجواد كتبت فى القرن العشرين.