الغاية من الصيام هى الوصول إلى التقوى، والتى تنعكس بشكل مباشر على طبائع المسلم وأخلاقه، فيتخلص من العادات والأخلاق الذميمة التى تفسد الناس والمجتمعات.



لذا كانت التحذيرات النبوية للصائمين واضحة وجلية بأن من لا يحاول أن يغير تلك الأخلاق السيئة التى ينهى عنها الشرع، فإنه لا يحصل أجر الصيام، ولن يجد من صيامه إلا الجوع والعطش.



ومن بين تلك الأخلاق التى تضيع الصيام قول الزور، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه».



وفى الحديث الشريف تحذير من قول الزور والكذب للصائم حتى يحصل أجر صومه، وليس معناه أن يدع الإنسان صيامه إذا لم يدع قول الزور.



ومن الأفعال التى تضيع ثواب الصيام النظر إلى المحرمات، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نغض من أبصارنا يقول تعالى: “قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ” [النور:30]، وقال أيضا: {وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}.].



فهو أمرٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرّم عليهم فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم، ف للعين كذلك صيام وهو غضها عن الحرام.



ومما يضيع أجر الصيام كذلك الغيبة والنميمة، فعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “أتدرون ما الغيبة؟”، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: “ذكرك أخاك بما يكره”، قيل: أفرأيت إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: “إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته”



فالغيبة والنميمة محرمة شرعًا وهى فى رمضان أشد حرمة وتضر بالصيام وتضيع ثوابه.كذلك فحش القول والكلام المحرم يضيع أجر الصيام، وكثير من الصائمين لا تجد فيهم وقار الصوم ولا أخلاق الصائمين، فيتحدثون بالكلام المحرم والفاحش دون مراعاة لحرمة هذا الشهر الكريم، غير آبهين لصيامهم، فضلًا عن السباب والشتائم التى لا تترك ألسنتهم، وقد حذرنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك فقال: «الصيام جُنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إنى صائم – مرتين».