يلتقى منتخب الفراعنة مع نظيره البتسوانى يوم الجمعة فى مباراة تحديد المصير فى إطار الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس الامم الافريقية 2015 بالمغرب وسط ترقب الكثيرين لتلك المباراة التى ستكون الهزيمة فيها بمثابة رصاصة الرحمة لمنتخب الساجدين وإعلان الخروج المبكر من تلك التصفيات.



السؤال الذى يفرض نفسه هل ستقف الدولة وقتها مكتوفة الأيدى أم سنرى تدخل من الدولة ممثلة فى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء و هو موقف ليس بالجديد على الكرة المصرية حيث سبق أن اتخذه الرئيس الأسبق حسنى مبارك وكمال الجنزورى رئيس الوزراء آنذاك عندما أطاح بمجلس إدارة اتحاد الكرة المصرى برئاسة سمير زاهر والجهاز الفنى بقيادة محمود الجوهرى بناءً على تعليمات الرئيس الأسبق كرد فعل سريع على فضيحة السعودية فى كأس العالم للقارات 1999 رغم أن الكرة المصرية لم تشهد هذا الكم من التدهور والانحدار وقتها، وكان المنتخب يتواجد فى البطولة بصفته حاملا للقب بطولة الأمم الافريقية 1998.



ناقوس الخطر فى 99 دفع الدولة لثورة سريعة أتت بمثارها على صعيد منتخبات الناشئين والشباب فحصد منتخب الشباب 2001 برونزية كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم للشباب وحصد بعده منتخب الشباب 2003 بقيادة حسن شحاتة بطولة الأمم الافريقية للشباب ومن بعدها وجدت الكرة المصرية ضالتها فى جيل قاد الانتصارات المصرية فى ثلاثة أمم 2006 , 2008 , 2010 وكان على أبواب الوصول لمونديال جنوب افريقيا 2010 .



تدخل الرئيس ليس بجديد على الكرة المصرية فسبق للرئيس الراحل جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر التدخل لإنقاذ الاهلى بعد ما كان مهدداً بالهبوط موسم 1963 / 1964 عندما اهتزت نتائجه بشدة فى مجموعته وكان الدورى بنظام المجموعتين كل مجموعة تتكون من 12 فريقاً وظل الأهلى على نتائجه السيئة حتى وصل الى المركز العاشر.



الوضع الحالى لا يمكن أن يسر عدواً أو حبيباً فالفشل يلاحق كافة المنتخبات بقيادة اتحاد كرة الذى ليس له من الأمر فى شىء سوى أن يطيع الحاكم الحقيقى هانى أبوريدة فأتى بمدربين للمنتخبات غير مؤهلين لتلك المرحلة فخرج منتخب الناشئين من التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا ولحق به منتخب الشباب الذى لم يستطع بلوغ بطولة الأمم الأفريقية للشباب، وفى الطريق الآن المنتخب الأول و من قبلهم الفشل وراء الآخر فلم نجد منتخباً واحداً استطاع الفوز باللقب إلا منتخب ربيع ياسين ولم يتم الحفاظ على هيكله.



أما على مستوى الكبار فالفشل لمرتين متتاليتين فى بلوغ بطولة الأمم الأفريقية التى مازلنا نحتفظ رقمها القياسى كأكثر المنتخبات تحقيقا للقب والخروج المهين و المذل أمام منتخب النجوم السوداء فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 فمتى يتحرك الرئيس ومتى يتحرك رئيس الوزراء لإحداث ثورة للكرة المصرية ؟! .. الاخفاق ليس عيباً أو عاراً ولكن العار والخزى هو عدم إدراك الطريق الصحيح والتعلم من أخطاء الماضى.