سيطرت القوات الفدرالية المكسيكية (جيش ودرك) على مدينة إيجوالا ونزعت سلاح الشرطة البلدية في هذه المدينة الجنوبية التي فقد فيها 43 طالبا بعدما هاجمهم عناصر من الشرطة البلدية ومهربو مخدرات، كما اعلنت السلطات، الاثنين.
وتنفيذا لأوامر الرئيس إنريكي بيينا نييتو بنشر القوات الفدرالية، انتشر الجيش في المدينة ونزع سلاح الشرطة البلدية تمهيدا لاجراء تحقيق في حادثة اختفاء الطلاب الذين يعتقد أنهم قتلوا بعدما عثر في نهاية الأسبوع على مقابر جماعية فيها جثث يعتقد أنها جثثهم.
وقال مفوض الامن مونتي اليخاندرو روبيدو للصحافيين إن «أمانة الدفاع الوطني نزعت أسلحة عناصر الشرطة البلدية».
وأوضح ان هؤلاء العناصر سينقلون إلى قاعدة عسكرية في وسط البلاد ريثما يتم الانتهاء من الفحوصات التي ستجري على أسلحتهم للتحقق مما اذا كانت قد استخدمت في ارتكاب جرائم.
وأضاف أن جهاز الدرك الجديد الخاص مدعوما من الجيش أصبح منذ الإثنين مسؤولا عن «مهام حفظ الأمن العام» في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 140 الفا.
وفي المجموع اعتقلت السلطات 22 شرطيا، وهم متهمون بالتعاون مع عصابة إجرامية محلية لأسباب لا تزال مجهولة.
ومساء الأحد، بدأت الشكوك المحيطة بمصير 43 طالبا مكسيكيا فقدوا في 29 سبتمبر في إيجوالا تتبدد بشكل مأسوي مع اعتراف شخصين يعتقد أنهما عضوان في عصابة إجرامية بقتل 17 من الطلاب.
وأعلن ايناكي بلانكو مدعي عام ولاية غيريرو خلال مؤتمر صحافي، أن السلطات انتشلت من المقبرة الجماعية التي اكتشفت السبت خارج مدينة ايغوالا حيث اختفى الطلاب، 28 جثة حتى الان، محذرا في الوقت نفسه من ان الامر سيستغرق اسبوعين على الأقل لتحديد ما اذا كانت هذه الجثث تعود للطلاب المفقودين.
والطلاب ال43 الذين فقدوا في 26 سبتمبر هم طلاب في مدرسة قريبة من شيلباسينغو عاصمة ولاية غيريرو.
وقد توجهوا في ذلك اليوم مع عشرات آخرين من المدرسة نفسها إلى ايغوالا التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن مدرستهم لجمع تبرعات والتظاهر. واستولوا بعد ذلك على ثلاث حافلات للنقل العام للعودة إلى مدينتهم.
وبعدها أطلق عناصر من الشرطة البلدية ومسلحون لم تعرف هوياتهم النار على تلك الحافلات مما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، بينما قتل ثلاثة آخرون في حوادث اطلاق نار وقعت في مساء اليوم نفسه. ولم تعرف بعدها أية أخبار عن الطلاب الـ43.
واكد شهود انهم رأوا عشرات الطلاب يتم اقتيادهم في سيارات الشرطة بعد ذلك إلى وجهة غير معروفة.
وبحسب المدعي العام فقد اعترف اثنان من الموقوفين بانهما عنصران في عصابة «غيريروس اونيدوس» وانهما «شاركا مباشرة في قتل الطلاب».
واضاف ان القاتلين انزلا الطلاب من احدى الحافلات «واقتادا 17 منهم إلى اعلى هضبة بويبلو فييخو (تابعة لمنطقة ايغوالا) حيث لديهما حفر سرية وهناك قاما بقتلهم بحسب ما قالا».
وقد لاذ مدير الأمن العام ورئيس بلدية إيجوالا خوسيه لويس الباركا بالفرار بعد إطلاق النار وهما ملاحقان حاليا أمام القضاء.