نسعى دائما على أن نكون على مقربة وصلة مع من نحب ؟! ونحاول مرارا وتكرارا على أن نقترب منهم ولا نفترق عنهم أبدا .. فماذا لو كان ما نريد أن نقترب منه هو الله - عز وجل - ؟!
هل تريد أن تكون دائم الصلة بربك ؟!
الحل سهل وسريع.. يأتي إليك في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم –
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله) – متفق عليه.
نعم .. إنها صلة الرحم .. لاتتعجب ولاتستغرب.. فالرحم معلقة بعرش الرحمن، فمن المؤكد أننا جميعا نريد أن نكون في صلة دائمة مع الله – سحانه وتعالى – ولانحب قطعيته والبعد عنه، فهنيئا لمن كان دائم الصلة بربه.
فمن أسباب ووسائل القرب من الرحمن - عز وجل – صلة الأرحام، يقول الله تعالى في سورة الرعد آية (21): {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل}.
ويقول أيضا – جلا وعلا - في سورة النساء آية (1): " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، فالحرص على صلة الرحم والبعد عن قطعيتها صورة من صور تقوى الله – عز وجل -.
فاستبشر واسعد .. أيها الحريص على صلة رحمك .
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) – رواه البخاري.
فقد جاء في شرح الشيخ بن العثيمين لكتاب شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام النووي أن الإنسان الواصل ليس المكافىء الذي إذا وصله أقاربه وصلهم، ولكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها، فتكون صلته لله لا مكافأة لعباد الله.
وكذلك يقول عنها الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى اله وسلم أنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر.. فليصل رحمه.
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت) – متفق عليه.
وقال عنها أيضا عليه أفضل الصلاة والتسليم أنها من الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة وتباعده عن النار.
فعن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري – رضي الله عنه – أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم) – متفق عليه.
كما أن صلتك بأرحامك تكون سببا في الرزق الوفير:
فعن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه) – متفق عليه.
وأخيرا .. أيها الواصل لرحمك هنيئا لك رزقك الوفير.. وصلتك بالله عز وجل.. ودخولك الجنة وبعدك عن النار بإذن الرحمن..
فإذا كنت قاطع للرحم وغير مهتم بصلتها.. فكر قليلا وانتبه.. فالأجر عظيم .. لاتردد .. فنحن الآن في أيام عظيمة.. أيام العشر من ذي الحجة.. أيام أقسم الله بها في القرآن، أيام العمل الصالح فيها خير من الجهاد في سبيل الله.. هذه الأيام يأتي معها عيد الأضحى المبارك.. جدد نيتك وأبدأ .. صل من قطعك ..