لقد رفع رسول الله - عليه أزكى الصلاة والسلام - من شأن هذه الأضحية وعظَّمها؛ لأنها من شعائر الله، كان - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى يوم النحر دعا بكبشَين أملحَين أقرنين، قال أنس: فرأيتُه واضعًا قدمه على صفاحهما يسمي ويكبر، ثم ذبحهما بيده - صلى الله عليه وآله وسلم.


والأضحية لا تكون إلا من الإبل –الجمال- والبقر والضأن –الخراف- والماعز، لقوله تعالى {مَنسَكًا وَلِكُلِّ أُمَّة جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الاَنْعَـمِ}، فلا تصح الأضحية في الطيور أو الحيوانات الصغيرة كالأرانب وغيرها.

وقد وضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مواصفات وشروط عند اختيار وشراء الأضحية، وكان يدقق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عند اختيار اضحيته لأنها تقدم لله سبحانه وتعالى، لذا يجب أن تكون على أحسن ما يكون.
ومن بين تلك الشروط والمواصفات التي وضعها حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند شراء واختيار الأضحية أن تكون سليمة من العيوب خاصة عيوب أربعة وردت في الحديث الذي رواه البراء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أربع لا تجوز في الأضاحي العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والعجفاء التي لا تنقي".


وكذلك من العيوب التي يجب تجنبها عن شراء واختيار الأضحية الشرعية ألا تكون مكسورة القرن أو مقطوعة الأذن، فقد ورد عن الإمام علي بن أبي طالب أنه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحي بعوراء ولا جدعاء".

وقد كان الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم يختار أضحيته بعناية فائقة حتى في مظهرها الخارجي، ويذكر ذلك الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه فيقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين –لهما قرون- أملحين –جميلي الهيئة والشكل- موجوءين، فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد والآخر عن أمته من شهد لله بالتوحيد وله بالبلاغ".
كما ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها صفة أضحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : "إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بكبشٍ أقرنَ يَطأُ في سوادٍ ويبرك في سواد ، وينظر في سواد، فأتي به ليضحّي به"
أما عن سن الأضحية فقد اتفق جمهور الفقهاء على أنه لا يجزئ من الإبل والبقر والمعز إلا الثَّنِي فما فوقه، ويجزئ من الضأن- الخراف- الـجَذَع فما فوقه، والـجَذَعة ما بلغ سنة، والثَّنِي من الإبل ما بلغ خمس سنين، ومن المعز والبقر ما بلغ سنتين.

والأفضل في الأضحية أن تكون من الإبل، ثم البقر إن ضحى بها كاملة، ثم الضأن –الخراف-، ثم الماعز، ويجوز أن يشترك سبعة أفراد في البقر والإبل.


وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذبح أضحيته عقب صلاة العيد، وأجاز أن تمتد لبعد ذلك فتبدأ بعد صلاة العيد يوم عيد الأضحى إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده، ويفضل أن تكون بداية وقت الذبح بعد صلاة العيد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة".