ملخص أحكام الأضحية
يقول الله تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
الأضحية من أفضل الطاعات في أيام العشر، ومن تعظيم هذه العبادة المباركة معرفة أحكامها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا).
حكم الأضحية:
أكثر العلماء يرون أن الأضحية سنة مؤكدة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علق الأضحية على إرادة المضحي في حديثه الذي روته عنه أم سلمة الذي يقول فيه ( إذا دخل العشر – أي العشر الأوائل من ذي الحجة - وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي ) .والواجب لا يعلق على إرادة المكلف بأدائه. والأحناف يرون أنها واجبة على الموسر الغني القادر عليها.
والأضحية أفضل من التصدق بثمنها وهو رأي جمهور العلماء واختيار الأئمة الأربعة.
الأضحية تكفي لأهل البيت:
ويجزئ المضحي أن يذبح عن نفسه وأهل بيته بشاة واحدة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بشاة عن نفسه وآل بيته الأطهار. ويجزئ عند جمهور الفقهاء أن يشترك سبعة في جمل أو بقرة فيذبحونها عنهم.
آداب المضحي:
وجمهور العلماء المالكية والشافعية وبعض الحنابلة على أنه يكره لمن أراد أن يضحي أن يقص شعره أو يقلم أظفاره إذا دخل العشر الأوائل من ذي الحجة حتى يضحي
شروط الأضحية:
يجزئ في الأضحية من الماعز إذا أكملت سنة، والضأن ستة أشهر ودخل في السابع، ومن البقر ما كمل له سنتان، ودخل في الثالثة، ومن الإبل ما كمل له خمس سنين، ودخل في السادسة، ويستحب أن تكون الأضحية سمينة، عظيمة، حسنة، ويجب أن تكون خالية من العيوب التي تؤثر في وفرة لحمها، وجودته، ولهذا فلا يجزئ التضحية بالعوراء أو العرجاء، أو المريضة التي لا يرجى برؤها، أو العجفاء المهزولة، أو العضباء التي ذهب أكثر من نصف أذنها أو قرنها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربع لا يجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقى).
وقت ذبح الأضحية :
وقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخر) يعني من ذبح قبل صلاة العيد فعليه أن يضحي بأخرى.
حضور المضحي لأضحيته :
يستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها لقوله صلى الله عليه وسلم (واحضروها إذا ذبحتم، فإنه يغفر لكم عند أول قطرة من دمها) ويستحب أن يقول المضحي عند الذبح: (بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل مني أو من فلان).
كيفية توزيع الأضحية:
يستحب أن يطعم المضحي أهل بيته ثلثها، ويهدي ثلثها للفقراء من جيرانه وأقاربه، ويتصدق بالثلث على من يسألها، لقول الحق سبحانه (فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر) والقانع هو السائل والمعتر هو الذي يعتري الناس، أي يتعرض لهم ليطعموه، ولا يسألهم ذلك.
ولا يعطي المضحي الجزار شيئًا منها أجرة له على عمله، ولكن إذا دفع إليه شيئًا منه لفقره أو على سبيل الهدية فلا بأس كما لا يجوز للمضحي كذلك أن يبيع شيئًا من الأضحية لحمًا كان أو جلدًا أو غيرهما، وله أن ينتفع بجلدها وفضلاتها بلا خلاف .

(د. محمد هشـام راغب)