التوتر وضغوط العمل هما التحدي البشري ووقود النجاح



أسباب التوتر:
"ليس هناك توتر فى العالم، لكن هناك أناس يفكرون فى أشياء تدعو للقلق"
د. واين داير


إذا الأسباب التي تدفع إلى التوتر تختلف باختلاف المواقف والظروف، ويمكن أن يكمن السبب فى حياتك الخاصة وظروف عملك، أو صحتك، أو ظروفك المالية. وفى دراسة أجريت على 300 من المدراء فى 12 شركة مختلفة، قرر د. جون ه. هوارد "أن هناك 4 خصائص رئيسية يمكن أن تؤدي إلى التوتر عند المسؤولين التنفيذيين" وهى:
1) العجز:
قد يشعر أحد المدراء بالعجز، وأنه لا حول له ولا قوة عندما لا يستطيع أن يجد الحل المناسب لمشكلة ما، وذلك يرجع إلى سياسات الشركة التى تمنعه أن يتخذ قرارا بنفسه، بل تفرض عليه أن ينتظر حتى يصدر رؤساؤه القرار، مما يخلق بداخله الشعور بالإحباط والعجز، وبالتالى التوتر.

2) الشك وعدم التأكد:
عادة ما تكون المشاكل التى تصادف العمل غير محددة مما قد يسبب نوعا من الشك، فعندما يكون على المدير أن يتخذ قراراً بناء على معلومة غير أكيدة، أو سياسة عمل غير واضحة، فإن الأمر يكون صعبا أمامه لأن يتخذ القرار الملائم والصحيح مما يتسبب فى توتره.

3) الإجهاد فى العمل:
من الطبيعى أن تتراوح ساعات عمل المدير بين 55 إلى 65 ساعة فى الأسبوع، ومعظم الرؤساء يركزون فقط على النتائج بغض النظر عن عدد ساعات العمل التى يعملها المدير، وهذا الإجهاد فى العمل يخلق التوتر، وقد يسبب أيضا بعض المشاكل والصعوبات فى حياة المدير الشخصية.

4) الإلحاح:
يذكر د. هوارد "أن المدير يقوم بعمل مختلف كل سبع دقائق فى المتوسط" .. فالمشروعات أو التقارير الملحة تتسبب فى الكثير من الضغوط على المدير، مما يؤدي إلى شعوره بالتوتر. ويقول د. هوارد أيضا "إن الإدارة السيئة هي السبب الرئيسي للتوتر في حياة المدير، إذا كان رئيسه يفتقد إلى المهارات اللازمة والقدرة على التخطيط، كما أنه لا يستقر على رأي، ولا يستطيع التعامل مع الآخرين"

بالإضافة إلى الأسباب الأربعة السابقة الى ذكرها د. هوارد فإننى أرى أن هناك سبعة أسباب أخرى:

1) افتقاد السلطة:
عندما يشعر المدير بأن على عاتقه الكثير من المسؤوليات، لكنه مع ذلك لا يملك اتخاذ القرار لإجراء أي تعديلات أو تغييرات، فإن هذا من شأنه أن يصيبه بالتوتر.

2) الترقية:
إن المدير يشعر بالتوتر إذا كان غير واثق من حصوله على ترقية، وأنه لا يشعر بالاطمئنان على مستقبله الوظيفي.

3) الوحدة:
قد يحاول أحد المدراء أن يحتفظ بكل مشاكل العمل لنفسه لكي لا يحمل زوجته أو أصدقاءه المزيد من الأعباء، فكل ما يريده بعد يوم عمل شاق وطويل أن يجد فرصة للراحة بعيدا عن مكان العمل، لكنه على العكس يواجه المزيد من المشكلات الشخصية لأن كتمان مشاكل العمل يدفع الآخرين أن يشركوه فى مشاكلهم مما يزيد من توتره.

4) عدم التنظيم:
عندما يكون المدير غير منظم فإنه دائما ما يبحث عن ملفاته، وتقاريره، وأشيائه الخاصة، مما يدفعه إلى اتهام من حوله بالتسبب فى ضياع الأشياء أو أخذها، وهو ما يشعره بالتوتر.

5) المظهر:
مظهر المدير له تأثير مباشر على شعوره، فإذا كانت عاداته الغذائية سيئة ويعاني من البدانة، فإنه يشعر بأن مظهره غير ملائم، فيشعر بالتوتر والإحباط.

6) الآلام الجسمية:
قد يشعر المدير بالتوتر إذا كان يعانى من أي أمراض عضوية تسبب آلاما في جسمه، مثلا آلام المعدة، أو الصداع.

7) الآلام النفسية (العاطفية):
يصاب المدير بالتوتر عندما يفقد عزيزاً لديه، أو يمر بتجربة طلاق أو انفصال عن شخص يحبه.

هل تمر بأحد هذه المواقف؟
هل أنت السبب في توتر مرؤوسيك؟

يتسبب بعض الرؤساء التنفيذيون فى توتر مرؤوسيهم، لأنهم يركزون على الأخطاء ويبرزونها، ونادرا ما يمتدحون الأداء المتميز، كما يعتقدون أنهم يستحقون الشكر لإعطائهم الفرصة لمرؤوسيهم فى العمل لديهم .. وبهذا السلوك يجعلون مرؤوسيهم يعملون بجد دون توقف فيصيبهم التوتر مما يؤثر على أدائهم. ونوع آخر من الرؤساء يكون لطيفا، ويكثر من الابتسام، لكنه يتسبب فى توتر مرؤوسيه لأنه كثيرا ما يرسل بالملاحظات، ولا يستقر على رأي كما أنه لا يستطيع أن يتخذ أي قرار بنفسه.
لذلك كن حريصا كي لا تكون السبب فى توتر مرؤوسيك. وحاول ألا تعطي المشكلة حجما أكبر من حجمها الطبيعي، وتذكر دائما أخطاءك السابقة عندما تتحدث مع أي شخص.

علامات التوتر:
وحيث أنك تعرفت على بعض الأسباب الرئيسية التى تدفع إلى التوتر .. دعنا الآن نتعرف معا على علامات التوتر:
- فقد الشهية.
- ارتفاع صوت ضربات القلب.
- الإفراط فى الطعام.
- العدوانية.
- صداع وآلام فى الرأس.
- الإحباط.
- عدم الاهتمام بالأنشطة المختلفة.
- النسيان.
- الغضب.
- الأرق.
- الاستغراق (الانهماك).
- مشاكل بالرقبة والظهر.

ويمكن أن تطول هذه القائمة بمزيد من الأعراض، لكن عليك أن تستطيع أن تتبع العلامات وأن تعالجها بسرعة .. فعندما تشعر أنك غير قادر على الاسترخاء، وتغضب بسرعة، ولا تسير الأمور على هواك، وتشعر بالتعب لأقل مجهود، كما أنك تجد صعوبة فى التركيز، وكثيرا ما تنسى الأشياء، وتعمل كثيرا حتى بدون نتائج، وينتابك القلق بشكل ملحوظ .. فهذه كلها علامات تشير إلى أنك تقع تحت طائلة التوتر، وأنه أصبح لزاما عليك أن تفعل شيئا حيال ذلك.