النتائج 1 إلى 1 من 1
- 25-09-2014, 07:25 AM #1
اعرفي شخصية زوجك .. لتحسني التعامل معها
من الطبيعي أن تمر الحياة الزوجية بمشكلات عديدة، فلكل من الزوجين شخصية مستقلة، ومن مجتمع له عاداته وتقاليده وظروف حياتية غير التي عاشها الطرف الآخر.
ويزيد جهل الزوجة بشخصية الزوج ونمط تفكيره في زيادة حدة المشكلة كما أوضحت الدكتورة أريج داغستاني استشارية علاقات زوجية والعكس، كلما فهمت الزوجة شخصية زوجها وتدربت على الطريقة المناسبة للتعامل معه؛ كلما قلت حدة المشكلات تم حلها، وقد نستطيع تلافيها.
ومن الشخصيات التي تظهر بوضوح أثناء المشكلات كما عددتها الدكتورة أريج داغستاني
شخصية سمك القرش: وهو الإنسان الذي يحاول أن يهزم الطرف الآخر، وهو هجومي دائما، دون أن يدرك الخلاف ولكن هدفه الوحيد الهجوم خير وسيلة للدفاع، هذا النوع من الرجال لا يكتفي بالحوار، وإنما يلجأ للشتم والضرب والعتب، وهنا يجب على الزوجة ألا تتعامل بنفس الطريقة الهجومية؛ بل عليها التهدئة والبعد عن الألفاظ التي تشعل الحرب، واستبدالها بكلمات أكثر لباقة لتوصيل نفس المعنى، ويفضل استخدام تحويل العبارات إلى أسئلة وهذا يدل على ذكاء المرأة ولباقتها.
شخصية السلحفاة: وهي الشخصية المنعزلة والمنسحبة من المشكلات ما تلبث أن تختفي وتنسحب من الموقف من وجهة نظرها، وهذه وسيلة الهروب مناسبة حتى تهدأ العاصفة، أما من وجهة نظر الطرف الآخر فيعتبر الهروب موقفا سلبيا، فعلى الزوجة في هذه الحالة أن تبادر بالنقاش، إلا إذا كانت هي من تفضل هذا النوع من الرجال، وتفضل هي الانسحاب أيضا، عندها تكون العائلة السلحفاة وهي التي ينسحب فيها الطرفان خوفاً من أي صراع في المناقشة، فينقطع الاتصال بين الطرفين في أي لحظة يحدث فيها الخلاف، ويكون ذلك عن طريق الانسحاب أو الصمت والذي يتجسد من خلال الجلوس الطويل على الكمبيوتر أو التلفزيون أو الخروج من المنزل.
شخصية الدب الوديع الهادئ: الذي يهدف دائماً لحل الخلاف مهما كلف الأمر، دون الرجوع إلى الأسباب والنتائج؛ لأنه يركز على العلاقة بين الطرفين أكثر من الصراع والقبول والحب، ولا يرغب في جرح مشاعر الطرف الآخر، وهذا في الغالب يسمح لروح الصداقة تعيش بين الطرفين، والرأي الآخر لشخصية الدب يقول رغم حسن النية؛ إلا أنه قد يؤدي للمزيد من المشاكل إن لم تحل أسباب الخلاف، ودور الزوجة هنا طرح أسباب المشكلة وإبداء رأيها في علاج المسببات.
شخصية الثعلب: وهو رمز المراوغة والمكر والخديعة، فهو عند حدوث أي مشكلة يراوغ ويحاول أن يخرج بنتيجة أنت مخطئ، وهنا يجب على الزوجة التعامل بفطنة وذكاء شديد، وتحاول أن تعتمد على الأدلة والحقائق ولا تسمح بالخروج من الموضوع إلى موضوعات أخرى، وإلا ستجد نفسها في متاهة لا تعرف الخروج منها، وفي النهاية ستصبح هي المخطئة، فالثعلب لديه من الحيل الكثير للتشويش على الموضوع الأصلي، ولديه قدرة هائلة على فتح الملفات القديمة. والمرأة الذكية هي التي تستطيع العودة به إلى الموضوع الأساسي.
شخصية الحمامة: وهي الشخصية الحكيمة العاقلة التي تدرك كيفية احتواء المشكلات، والتواصل مع الطرف الآخر بقاعدة مشتركة، وهي من أفضل الشخصيات خاصة عند حدوث مشكلات.
وأضافت الدكتورة أريج قائلة:"المشاكل نحن الذين نصنعها ونجسدها؛ بدليل أن ما يعتبر مشكلة عند أسرة لا يكون كذلك عند الأخرى، وكلما تزودنا بدروع لعلاج المشكلات واحتوائها؛ كلما ساعدنا أنفسنا على تخطيها، فمن هذه الدروع تعلم فن احتواء المشكلات، وفن إدارة الحوار وفهم نفسية كل طرف للآخر.
و أحب أن أضيف أن في المشاكل الزوجية تقع الزوجات والأزواج في أخطاء تزيد من المشكلة، بدلا من حلها فبعض الأزواج لا يعبر عما يضايقه إلا في وقت الخلاف والأزمات الأسرية، فتتفرع المشاكل. ومن الأفضل جعلها فرصة للتعبير عما يدور في ذهن كلا منهما ويبدآ بالتكلم عن الأسرار والحاجات التي يشعران بها؛ ولذلك فإنه قد يفاجأ الزوجان في كثير من الأحيان بما يسمع من الطرف الآخر عند حدوث الخلاف أو الحوار بينهما في جلسة خاصة أثناء الخلاف أو بعد زواله، وهكذا فإن فتح الحوار في مواضيع لم يفكر أحد منهما في طرحها يعتبر من إيجابيات الخلافات الزوجية ومنافعها.
أما عن أسباب الخلافات الزوجية فكثيرة وتختلف من شخصية لأخرى، ولكن الشائع منها: الفروق الفردية بين الطرفين، و تضارب المصالح، و الحوارات النفسية السلبية التي تدور في ذهن كل طرف عن الآخر والصراع بين الحريتين، و الملفات المغلقة السابقة.
كلمتي الأخيرة للزوجين: أشير إلى أنه لا يوجد شخص حكيم يستخدم أسلوب واحد فقط في التعامل؛ بل الأفضل للزوجين أن يختارا أحد هذه الأساليب على أساس ما يتطلبه الموقف، فهناك مواقف من الأفضل فيها الانسحاب لإنقاذ العلاقة، وهناك مواقف تتطلب القوة لحماية الحياة الأسرية، ولكن مع استخدام كل هذه الأنواع إلا أنه من الضروري أن نتعلم أن ننظر إلى طريقتنا في حل النزاع؛ بحيث نستخدمها في إيجاد الحلول وليس المشكلات، وبحيث تصبح مجرد خلافات لا مشكلات وكما هو معروف الخلاف لا يفسد للود قضية.