أفادت دراسة حديثة قام بها باحثون في جامعة Northwestern للطب في شيكاغو عن التوصل إلى اختبار دم جديد يعتبر أول طريقة علمية موضوعية لتشخيص الاكتئاب لدى البالغين. ونشرت الدراسة في 16 أيلول 2014 بتمويل من المعهد الوطني الأميركي للصحة النفسية ومؤسسة Davee. وتمكَّن الباحثون في هذا الاختبار من قياس مستويات تسعة مؤشرات وراثية (المعروفة باسم "علامات RNA") في الدم. وحددوا مَن يستجيب للعلاجات السلوكية المعرفية من خلال فحص الدم، الذي يعتبر واحداً من أكثر الأساليب شيوعاً وفعالية لعلاج الاكتئاب.


وأُجري الاختبار على نحو 32 بالغاً ممن ظهرت لديهم عوارض إكتئاب و32 آخرين مِمن لا يعانون من الاكتئاب. وتفاوتت أعمار المشاركين في الدراسة بين 21 و 79 عاماً. وارتكز الاختبار على قياس الدم المركَّز في علامات الحمض النووي الريبي الذي يشكل جزيئات منه. وبعد أخذ عينة الدم، تمَّ عزل الحمض النووي الريبي وقياسه ومقارنة مستويات RNA المتوقعة في دم الشخص غير المكتئب.





ثمَّ أدار الباحثون فحص الدم لجميع المشاركين في الدراسة والذي بلغ عددهم 64، وبعد 18 أسبوعاً من العلاجات وجهاً لوجه أو عبر الهاتف للبالغين الذين يعانون من الاكتئاب، أُعيد تكرار الاختبار على 22 منهم. ومن بين المشاركين من تعافى من الاكتئاب بعد العلاج، ما مكَّن الباحثين من تحديد الاختلافات في علامات RNA، قبل العلاج وبعده. وفي الوقت نفسه، بقي الاختلاف واضحاً بينهم وبين المرضى الذين لم يعانوا مطلقاً من الاكتئاب.
ولاحظت الباحثة الدكتورة Eva Redei أستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية وعلم وظائف الأعضاء في كليةNorthwestern's أنَّ "ثلاثاً من علامات RNA لدى البالغين تعافت فيما بقيت مختلفة قليلاً عن أولئك الذين لم يعانوا من الاكتئاب أبداً، مما يشير إلى احتمال بروز قابلية لديهم للاكتئاب".
ولفتت Redei أنَّه "كلما تأخرت العوارض في الظهور وتأخر التشخيص يصبح الأمر صعباً على المريض والأسرة والبيئة". وأضافت: "إذا كان المريض غير قادر أو غير مستعد للتواصل مع الطبيب، يصبح تشخيصه صعباً، أما إذا تبين أن فحص دمه إيجابي، فهذا مؤشر يلفت انتباه الطبيب". وتابعت: "إنَّ دقة فحص الدم في تشخيص الاكتئاب مماثلة لتلك المقابلات التشخيصية القياسية النفسية، التي هي فعالة بنسبة 72 إلى 80%".



وأشارت الدراسة إلى أنَّ "الاكتئاب يصيب ما يقرب من 7% من البالغين في الولايات المتحدة كل عام، ولكنَّ التأخر بين بداية العوارض والتشخيص يمكن أن يراوح من شهرين إلى 40 شهراً".