نشرت "ديلي ميل" دراسة أجرتها "مسوحات القيم العالمية" استغرقت 3 عقود في 80 دولة، حيث طلب في هذه الدراسة الى مختلف شرائح الناس عبر أجوبة متعددة الاختيارات تحديد اولئك الذين يرفضون العيش جنبا الى جنب معهم. وكان بين الأجوبة الاختيارية المطروحة عليهم "الناس من عرق مختلف". واتخذت الدراسة من النسب المئوية لاولئك الذين أخذوا بهذا الخيار تحديدا معيارا لرسم "خارطة العنصرية" في العالم.




والمفاجأة التي خرجت بها الدراسة هي أن الشعوب صاحبة القدر الأدنى من التسامح إزاء الآخرين والأكثر عنصرية بالتالي هي تلك التي تعيش في دول العالم النامي. وتأتي ثلاثة من هذه على رأس هذه الدول وهي الأردن بنغلاديش والهند.



في الجهة المقابلة وفي شق آخر من المفاجأة وجدت الدراسة أن شعوب الدول الغربية الغنية، المتهمة ابدا بالعنصرية ورفض الآخرين، هي التي تبدي القدر الأكبر من التسامح في العالم. وتأتي في هذه القائمة الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واستراليا وقلة أخرى. وكانت فرنسا هي الاستثناء الوحيد بين القوى الاقتصادية العالمية تلك.



وبحسب الدراسة بأن هونغ كونغ هي المكان الأشد عنصرية بنسبة 71.8 في المئة من سكانها يقرّون بأنهم لا يحبون العيش بجوار شخص من عرق آخر.



وبتجاوز هونغ كونغ الى الدول الأكثر عنصرية تبعا لدرجة غياب التسامح العرقي، فإن بنغلاديش تتصدر القائمة العالمية بنسبة 71.7 في المئة، يليها الأردن بنسبة 51.4 في المئة، فالهند بنسبة 43.5 في المئة.



أما الدول التي تأتي في الفئة الثانية حيث تبلغ نسب السكان ذوي الميول العنصرية ما بين 30 و39.9 في المئة، فتتألف من دولتين عربيتين هما مصر والمملكة العربية السعودية، وأخريين إسلاميتين هما إندونيسيا وإيران، إضافة الى فيتنام.



وحتى في الفئة الثالثة حيث مستوى العنصرية يبلغ ما بين 20 و29.9، تجد من الدول العربية الجزائر والمغرب، ومن الإسلامية تركيا وماليزيا، على قدم المساواة مع فرنسا (الغربية الوحيدة في الفئات الثلاث الأولى الأسوأ). وتنضوي تحت هذه الفئة أيضا بلغاريا وزامبيا وتايلاند والفلبين.



في المقابل توجد الدول التي وصفتها المؤسسة بأنها الأكثر تسامحا تجاه الآخرين لأن مستويات العنصرية تقل فيها عن 19.9 في المئة. وهذه نفسها تنقسم الى أربع فئات أفضلها على الإطلاق بنسب بين صفر و4.9 في المئة هي: الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا وغواتيمالا وبريطانيا والسويد والنروج ولاتفيا واستراليا ونيوزيلندا.



وتأتي الفئة التالية لهذه (5 إلى 9.9 في المئة) شاملة باكستان التي تصبح بذلك الإسلامية الوحيدة التي تسجل أثرا إيجابيا عندما يتعلق الأمر بالسلوك العنصري. أما البقية في هذه الفئة فهي تشيلي وبيرو والمكسيك والمانيا وبلجيكا وبيلاروس (روسيا البيضاء) وكرواتيا واليابان وجنوب افريقيا.



أما الفئة الثالثة (10 – 14.9 في المئة) فتضم كلاً من فنلندا وبولندا واوكرانيا وايطاليا واليونان وجمهورية التشيك وسلوفاكيا. وتأتي في الرابعة (15 – 19.9 في المئة) فنزويلا والمجر وصربيا ورومانيا ومقدونيا واثيوبيا واوغندا وتنزانيا وزيمبابوي وروسيا والصين.