النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: بأي عين ترى الدنيا
- 12-09-2014, 09:55 AM #1
بأي عين ترى الدنيا
هل الكوب نصفه فارغ أم نصفه مليء
حقيقة إن الأمر لا يتعلق بالكوب أساسا وليس الكوب محور القضية بل بطريقة نظرك له هي الأساس وهي المحور القضية والمهم في الأمر أنه يتعلق بك أنت بأي عين تراه .
تندهش أحيانا من رؤية بعض الناس للدنيا وللعالم فهو لا يرى إلاالشرور والمصائب والفساد وكل أمر سلبي كأن ليس هناك أمر واحد جميل .إذا تحدثت معه عن الطبيعة وجمالها فتح لك ملفات فساد البيئة ودمار تسونامي وظاهرة النينووالاحتباس الحراري والتصحر والقضاء على الغابات وتلوث الأنهار وزيادة ملوحة مياهالبحر وغيرها . وإذا تحدثت معه عن الخير والصلاح الذي في الناس كأنك قلت محرما أوأسأت له وانطلق بحماس يتحدث عن الفساد المنتشر والانحلال الأخلاقي والرشاوى والتعري الفجور وإتباع الغرب في سوء الأخلاق والمنكرات والمحرمات يسألك باندهاش يا أخي أنت ما ترى ؟ أنت أين تعيش ؟
وتتساءل في نفسك بل أنت أين تعيش ؟
وإذاتحدثت معه عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية . كبرت كلمة قلتها فينفسه تكاد عينيه تخرج من مكانه ويرتفع ضغطه ويندفع يهاجمك أي تقدم علمي الذي خدمالبشرية هذه التكنولوجيا كلها شر وفساد , في الإنترنت كم مليون موقع إباحي ينشرالرذيلة والفساد الصور الخليعة , وكم ألف موقع ينشر الأفكار الضالة والفرق المنحرفةوتعرف ما جرته على المجتمع من فساد وإرهاب وغيرها .والجوال وأضراره المعروفة علىالمجتمع انتشار الصور الفاسدة وانتهاك الأعراض وتصوير الناس والتعدي على حرماتالبيوت .
قد ينعقد لسانك عن الرد على مثل هذا الكلام وتعرف انك مهماحاولت أن تحدثه عن نصف الكوب الممتلئ وما في الدنيا من خير وجمال فانه لا يمكن أنيراه لان المشكلة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عينيه كأنها متخصصة في رؤيةالفساد والسوء فقط ولا يمكن أن ترى غيره ومثل هذه العين كعين الذبابة التي لا ترىإلا القاذورات والأوساخ وكل ما هو فاسد وتعمى أن ترى الأشياء الجميلة التي تملأالمكان من الأشجار والأزهار والمناظر المختلفة و وتستطيع أن تقول أن هذا الشخص يرىالدنيا بعين ذبابة
ويصح فيه قول الشاعر
ترى الورود فترى الأشواك حولها
و تعمى أن ترى الندى فوقها إكليلا
وعلى الطرف الأخرهناك أشخاص يدهشونك بروعتهم ورؤيتهم فهم لا يرون إلا النصف الممتلئ من الكوب فهم يرون الخير والجمال وكل ما هو ممتع ومفيد في الدنيا والعالم أن حدثتهم عن البيئة , ينساب الحديث من أفواههم كشعر يحدثونك عن روعة شروق الشمس وكيف أن الناس لا تقدرونه حق قدره أنه منظر لا يقدر بثمن ويحدثونك عن بهاء الأرض وحسنها في الربيع وقد اكتست بأجمل وأحلى الألوان وإن نظروا إلى الصحراء وجدوا فيها جمالا خلابا فرمالها صفراءكالذهب وسماؤها واسعة متلألئة بالنجوم ورمالها الناعمة المرتسمة على الأرض بتشكيل فني رائع . إن حدثتهم عن الناس يقولون أخي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة, الناس فيها خير ما ترى حملات التبرعات وكيف يتسابق الناس للخير وعمل المعروف و الجمعيات الخيرية في كل مكان . و إن حدثتهم عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية رد عليك : الحمد لله نحن في نعمة عظيمة التقدم التكنولوجي قدم خدمات جليلة للبشرية بفضل الله تعالى الآن بضغطة زر على جهاز الهاتف تطمئن على أخبار أي إنسان في أي مكان و الإنترنت أكبر مكتبة معلوماتية في العالم أي معلومة تريدها بضغطة زر وإذا هي عندك والجوال معك في أي مكان لا تفقد الاتصال في أيوقت وزودوه بالكاميرا تصور أجمل الذكريات بكل سهولة لو كنت في أي مكان ورأيت منظرجميل أو غريب تصوره من خلال الجوال شيء لا يصدق كأننا في خيال لا في حقيقة . وتتعجب مرة أخرى من روعة هذا الكلام وهذه الرؤيا وتعرف أن هناك عيون متخصصة في رؤية الجمال والخير والفضيلة ,مثل هذه العين كعين النحلة لا ترى إلا الأزهار والأشجار ولا تقع إلا على كل ما هو جميل مفيد فقط كأن ليس هناك شيء حولها فاسد أو خبيث تستطيع أنتقول أن هذا الشخص يرى الدنيا بعين نحلة
وقال الشاعر في مثل هذاالشخص
كن جميلا ترى الوجود جميلا .
وأخيرا هناك مقولة رائعةفي مدارس التفكير تقول (( إن الإدراك هو الإسقاط )) بمعنى أن ما تراه في الدنيا من حولك هو جزء من تكوينك الداخلي أو هو إسقاط من تكوينك الداخلي عليه .