النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: ثقافة الاعتذار
- 08-09-2014, 05:13 PM #1
ثقافة الاعتذار
كلنا يخطئ هذه طبيعة البشر
لايوجد انسان معصوم من الخطا والزلل ومن يظن
انه لايخطئ فقد جانب الصواب وحاد عن طريق الحق
ولكن للاسف خاصة في مجتمعاتنا العربية لدينا ثقافة الاعتذارغائبة
لدى كثير من الناس تراه يعاند ويتجبر وهو يعلم في قرارة نفسه
انه مخطئ
الاعتذار ثقافة راقية لايجيدها الا الكبار اما من اتبع هواه واخلد
الى الارض فقد نال غيا واصبحت افعاله عليه حسرات الى
يوم الدين
كانت محتمعاتنا العربية في السابق مثال كبير لتقبل ثقافة الاعتذار
لم يكن عيبا ان الرجل يعتذر اذا اخطأ
انظر لهذه القصة العجيبة التي حدثت في زمن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
اجتمع الصحابة رضوان عليهم جميعا في مجلس لم يكن معهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجلس خالد بن الوليد رضي الله عنه وجلس عبدالرحمن بن عوف
وبلال بن رباح وابي ذر رضوان الله جميعا
فتكلموا في موضوع ما بشان الحرب فقال ابوذر رضي الله عنه
انا اقترح ان يفعل الجيش كذا وكذا
وكان لبلال رضي الله عنه راي اخر يخالف اباذر
فقال له ابوذر رضي الله عنه
حتى انت ياابن السوداء تخطئني
يعيره بلونه الاسود
فقام بلال غضبانا اسفا وقال لابي ذر
والله لارفعنك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واندفع ماضيا
الى النبي عليه السلام يشكو ابا ذر
وصل بلال رضي الله عند النبي عليه السلام وقال
يارسول الله اما سمعت اباذر ماذا يقول في ؟
قال عليه السلام ماذا يقول فيك ؟
قال بلال رضي الله عنه ان يعيرني بامي
فتغير وجه النبي عليه السلام من الغضب
وسمع ابو ذر الخبر وشكوى بلال لرسول الله عليه السلام
فاتى المسجد مسرعا خائفا من غضب النبي عليه السلام
وخائفا من غضب ربه عليه فقال ابوذر
يارسول الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال عليه السلام
يااباذر: اعيرته بامه
انك امرؤ فيك جاهلية
فبكى ابوذر واتى الرسول عليه السلام وجلس امامه
وقال يارسول الله استغفر لي سل الله لي المغفرة
ثم خرج باكيا من المسجد واقبل بلال ماشيا
فطرح ابو ذر راسه في طريق بلال ووضع خده على التراب
وقال والله يابلال لاارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك
انت الكريم وانا المهان
فاخذ بلال يبكي واقترب وقبل خد ابي رضي الله عنه
ثم رفعه من على الارض ثم قاما وتعانقا وتباكيا
هؤلاء هم الكبار حقا هؤلاء هم الاهزة حقا
انظر الى تصرف ابو ذر واعتذاره وانظر الى
الى سماحة بلال وقبوله الاعتذار
الاعتذار ثقافة عالية لايجيدها الا الكبار
واليوم وللاسف الشديد
ان بعضنا يسئ للبعض عشرات المرات فلايقول
عفوا اخي عفوا اختي
ان بعضنا يجرح بعضنا جرحا عطيما في عقيدته وعرضه
ومبادئه واغلى شئ في حياته ولايقول له سامحني
ان البعض قد يتعدى بيده او بلسانه على زميله او اخوه او اخته
ويخجل من كلمة اسف
ان بعضنا للاسف تطلب منه ان يغير كلمة تقول له
هذه الكلمة تؤذيني ولكنه يعاند ظنا منه انه بهذا التصرف
يكون رجلا ولايدري انه اساء لنفسه اولا وحط
من قيمته ولم يسئ للاخر بل هو من يخسر في النهاية لكنها
ثقافة الاعتذار الغائبة عنا
وانا من هنا اقدم اعتذاري لكل من اخطات بحقه
فانا بشر واقول لمن اخطات بحقه سامحني يااخي
سامحيني يااختي
وانا من جهتي سامحت كل من اخطا بحقي واقول
لاتثريب عليكم يغفر الله لي ولكم انه الغفور الرحيم
حافظوا على اصدقائكم واحبابكم فالدنيا قصيرة
ولايدري احدنا متى يجيب داعي ربه