المهارات ال5 للحياة السعيدة
مقدمة :تشير بعض الدراسات المتاخّرة أنّ الإنسان يملك في داخله عملاق لوأحسن استخدامه ، هل تعلم أخي المستمع وأختي المستمعة أنّ كثيرا من الناس لايعرفون مايريدون وهل تعرف أنّ كثيرا من الناس لايعرفون قدراتهم وإمكاناتهم المتاحة لهم تعرّف على نفسك على إمكاناتك وقدراتك هناك فرضية في علم Nlpالبرمجة اللغوية للأعصاب تقول : أنت تستطيع تحقيق ماحققه الآخرون من النجاح والسّؤال كيف ؟كثير منّا يريد أن يتغيّر ويتطوّر ويتقدّم ولكن القليل من هؤلاء من يخطو نحو النجاح خطوة ، الذي نعلمه يقينا أنّ لله عزّ وجل سننا كونيّة لاتتغيّر ولا تتبدّل ومن هذه السّنن أن التغيير منشؤه النفس التغيير في الداخل وليس في الخارج (( إن الله لايغيّر مابقوم حتى يغيّروا مابأنفسهم )) أي حتى يعوا ويعلموا يمارسوا ويطبقوا عندها وعندها فقط تكون الإنطلاقة ويحصل التغييرتحتاج ابتداء أن تشخّص واقعك الحالي بكل سلبياته وإيجابياته ثم تسأل نفسك هل أناراض تماما عن حياتي ؟ ثم حدد طموحك ماالذي تود تحقيقه في هذه الحياة ثم ضع خطة استراتيجية انتقالية محكمة ومتدرجة للوصول لما تريد هذه هي استراتيجية التغيير الصحيحة العلم والوعي جيد لكنه وحده لايكفي تذكر دائما أن المعرفة من غير عمل لاتنفع أبدا والتطبيق والممارسة بدون علم ووعي سيوصلك إلى نتائج لكنها حتما خاطئة ماالذي يجعل البعض يصلون لما يريدون وآخرون لايحسنون سوى التنديد والمسكنة والإسقاطات على الظروف والآخرين وما الذي يجعل سعداء وآخرون تعساء وماالذي يجعل البعض متفائلون وأكثرهم متشائمون وما الذي يدغع البعض لأن يكونوا شجعان وآخرون في قمة الخوف تذكر أن الحياة مغامرة جريئة أو لاشيء ، هل فعلا ماتظنه يأتي ؟ الدراسات المتخصصة في الطاقة والباراسيكلوجي وعلم Nlpتشيرأن الإنسان يجذب به الأحداث سلبية كانت أم إيجابية وقد سألوا عشرات الناجحين فوجدوا أن في أعماق أنفسهم قناعات جاذبة وظنون مثبّتة (( أنا عند ظن



المهارات ال5 للحياة السعيده 2 ( الاستاذ خالد المدني)

عبدي بي فليظن بي ماشاء )) ماتظنّه يقع ، أنت حر في اختيار مستقبلك قدّره في خيالك كيفما شئت لك أن تشتكي وتسقط على الظروف والآخرين ولك أن تمسك بزمام حياتك وتصنع مستقبلك والبداية في نفسك ومن هنا كانت هذه المادة وسائل علميّة وتطبيقات يوميّة لصناعة حياة متوجّهة نحو الايجابية والدافعيّة والبذل والعطاء وعندها سوف تشعر وترى أن لحياتك معنى ولأيامك مغنى أريدك فقط أن تعدني أنك ستطبق ماتسمعه في هذه المادة وفي غيرهاالسماع بدون تطبيق يبقى بلا فائدة طبّق وسوف تلاحظ كيف ستنتقل حياتك إلى الأفضل بإذن الله ضع أي قناعات مسبقة وأنت تستمع لهذه المادة جانبا أو في المقعد الخلفي في السيّارة وبعد أن تنتهي من سماع هذه المادة بإمكانك أن تسترجع قناعاتك والتي أنا واثق بإذن الله أنها ستتغيّر كن كصفحة بيضاء، إسأل نفسك ماذا أضفت لهذه الحياة؟ لاتقبل أن تكون رقما صفرا لاترضى أن تكون على هامش الحياة تأمل إذا لم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائدا على الدنيا استقبل هذه الأفكار بصدر رحب وبقلب متفتّح وبعين فاحصة وتذكر دائما أنك إذا استقبلت العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق السرور تزيد وتتسع وحقائق الهموم تصغر وتضيق وأدركت أن دنياك إن ضاقت فأنت لاتضيق ، والآن دعنا ننطلق على بركة الله ولنصنع الحياة معا .. وفقك الله
1 التخطيط نقطة حاسمة في الحياة : ولكن قبل ذلك اسمح لي أن أروي علىسمعك هذه القصّة:
(كان هناك حصان يدور في ساقيةيدور ويدور ويدور منذ عرف نفسه ويدير معه خشبة السّاقيّة وكان لايعرف سوى هذه الخطوات كان قد ملّ في أوّل الأمر ثم ألفه وتعود عليه ثم أحبه وربما ملّ هذه الحركة يوما لكنه لم يفكر قط كيف سيكون الحال لو تركها ربما وجد بعض الماء أو الطّعام في طريقه كان يرى الطّريق دائما نظيفا في نظره رغم أنه قد يتّسخ ، فجأة لاحظ أنه بدأ يضع أقدامه في أماكن غير نظيفة ليست كما اعتاد ، فسأل نفسه ماالذي جعل
الأوساخ تتواجد في طريقي استاء لكنه استمر يدور ويدور ويدور في الساقية ، ارتفعت القاذورات وازدادت النجاسات ، أين الراعي لماذا لاينظّف مكاني ؟ ولكنه بقي يدور ويدور ، أصبح الحصان يجد صعوبة في إيجاد العشب ليأكله وبدأ يضعف يريد طعاما يريد ماء وفي كل يوم يزداد ضعفا وغوصا في القاذورات سأل نفسه هل سأخرج يوما ما ؟ هل سأترك هذا الدوران لماذا الوضع حولي يزداد سوء ؟ أيّ واقع أعيش ؟ايّ حياة أحيا ؟ أكاد أختنق حتى متى يبقى هذا الحال ؟ لكنه لم يفكر لحظة أن يتوقف عن هذا الدوران ، وفي يوم ما وفجأة انكسرت العصا التي تربطه بمحور السّاقية ففرح وقال لنفسه : لقد جاء الفرج .. سأخرج من هذا السّجن سأعيش حياتي لابدّ أن أتوقّف سأتوقف عن الدوران سوف أخرج .. سوف أتوقف .. سوف أخرج .. سوف أتوقف .. سوف أخرج حدّث نفسه كثيرا وهو مايزال يدور ويدور ويدور ، ماذا أتوقف ؟ سأموت لو توقفت لأني لم أتعوّد أن أخرج لاأستطيع أن أخرج وبقي يدور ويدور ويدور)، والآن:
@ كم من الناس يعيش في نفس الدائرة التي عاش فيها الحصان ؟
@ كم من الناس يسقط تقصيره على الظّروف والآخرين ؟
@ كم من الناس يودّ أن يتغيّر بدون أدنى مجهود أو تعب يريد عصا موسى أو خاتم سليمان
حطّم البرادايم الذي تعيش فيه والصناديق التي قيّدت نفسك وإمكاناتك وطاقاتك بها يجب أن تكون شخصا غير عادي شخصا منجزا فعالا من لايتغيّر يصاب بالمقالق والأحزان والمخاوف والأمراض النفسية كن عمليا لاتسوّف كثير من الناس من يعيش في دائرة الارتياح يظن أنه سيعاني إذا خرج منها لكنه بمجرد خروجه سيعرف كم خسر ببقائه في هذه الدائرة وكم ضيّع من حياته وأمكاناته وقدراته عندما حصر نفسه في حدود ضيقة ومقيّدة)
1) التخطيط نقطة انطلاق في هذه الحياة ، كثير من الناس لا يخططون ، هل تعلم أخي القارئ أختي القارئة أن كثيراً من المؤسسات الكبيرة وكثير من رجال الأعمال لا يخططون؟ ولا يضعون لهم خططا، كثير من الأسر لاتخطط لذا لانستغرب عندما تنشأ أمم بلاأهداف ولا رسالة في الحياة( هناك قاعدة إداريّة تقول : إخفاقك في التخطيط تخطيط



المهارات ال5 للحياة السعيده 3

للإخفاق) ، ويقول د.هشام الموصلي : إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل حكمة يجب أن تحفظها، إذن أول مهارة من مهارات الحياة هي التخطيط ، الذي يخطط فقط هو الذي يحصل على النتائج . من لا يخطط لن يحصل على نتائج " الذي يخطط كل يوم يمر عليه محسوب له والذي لا يخطط كل يوم يمر عليه محسوب عليه "?1? .
المخطط يعرف اتجاهه وطريقه بدقة ووضوح أما الذي لا يخطط فهو تائه مشرد ، لا يدري أين يذهب ولماذا يذهب ؟ ، إذن أول خطوة وأول مهارة تكتسبها في حياتك أن تضع لنفسك خطة ، كن مخططاً فعالاً هذه حياتك يجدر بك أن تعتني بها في( كتابه قدرات غير محدودة ذكر انتوني روبنز دراسة رائعة عملت عام 1953م على خريجي جامعة ييل فقد سئل الخريجون عما إذا كانت لديهم أهداف واضحة محددة ومدونة في خطط أظهر 3% فقط منهم أن لديهم أهداف واضحة ومحددة و97% ليس لديهم أهداف وبعد عشرين عاما أي في عام 1973م اكتشف الباحثون أن ال3% الذين كانت لديهم أهداف محددة كانوا يملكون من المال أكثر مما يملكه مجموعة النسبة الباقية منهم مجتمعين والذين يبلغون 97% اكتشفوا أيضا في الدراسة أن مستوى السعادة والفرح لدى ال3% أكثر بكثير من ال97% وهذه هي قوة تحديد الأهداف ان التخطيط كالبوصلة متى ماوجهتها توجيها صحيحا أوصلتك لما تريد إذن وكالمغناطيس الذي يجتذب إليه الشحنات الموجبة ، إذا كان هناك وضع لست راضيا في علاقاتك في صحتك في مستقبلك الوظيفي فاتخذ قرارا الآن بتغيير هذا الوضع فورا ولا تماطل لكن تأكد أنك راغب فعلا بهذا الهدف ولا يمكن أن تنازل عنه ، صدقني بمجرد ماتضع أهدافك يصبح عقلك الباطن مثل المغناطيس يعمل على اجتذاب أي معلومة وينتهز أيّ فرصة لمساعدتك في تحقيق أهدافك بسرعة أكبر) . خطط وخطط على المدى البعيد ، عشر ، عشرين ، خمسين ، مئة سنة ستعجب عندما تقرأ خطتك بعد حين كيف أن كثيرا منها قد تحقّق الذي يخطط على المدى البعيد عادة ما يحصل على أكثر مما خطط ، والذي يخطط على المدى القصير عادة ما يحصل على أقل مما خطط ، إذا كان أمر التخطيط يهمك ، وإذا كان تحديد طموحاتك يؤرقك فابدأ وامسك بزمام حياتك وقدها لما تريد .



المهارات ال5 للحياة السعيده4

تمرين (1) : ابحث عن مادة في التخطيط ، أحضر دورة في التخطيط ، ابحث عن شخص ناجح و مخطط وتعلم منه .
تمرين (2) : أجب عن هذه الأسئلة ؟
(1) هل لديك خطة مستقبلية ؟
(2) هل لديك خطة مكتوبة ؟
(3) هل لديك أهدافاً واضحة تود تحقيقها ؟
(2) هل تعرف ما تريد ؟ أجب عن هذه الأسئلة أيضا :
تكلمنا في المهارة الأولى من مهارات صناعة الحياة عن التخطيط فإذا كنت راغباً فعلاً في التخطيط لحياتك فالخطوة الثانية نحو صناعة حياة جادّة ومتميّزة أن تعرف ما تريد أجب عن هذه الأسئلة .
(أ‌) هل تعرف بالضبط ما تريد ؟
هل أهدافك معروفة لديك بدقة . هل أهدافك واضحة ومحددة ؟(اسمع المخططون الناجحون هم الذين يعرفون وبوضوح مايريدون وكيف يصلون لما يريدون فهل تعرف بالضبط ماتريد )؟ (هناك أشخاص يبدون دائما مرتبكين مترددين يمشون في طريق ثم يتركونه ويسلكون طريقا آخر يجربون شيئا ثم يتحولون إلى غيره إنهم ببساطة لايعرفون مايريدون باختصار لايمكنك التصويب تجاه هدف مالم تعرف أين هو بالضّبط) .
(ب‌) هل أهدافك مصاغة بطريقة إيجابية ؟
بمعنى أريد لا ما لا أريد مثال : لا أريد أن أكون فاشلاً هذا ليس هدفاً لأنه مصاغ بطريقة سلبية ينبغي عليك أن تقول : أريد أن أكون ناجحاً صح هذا هدف. إذن تأكد أن أهدافك مصاغة بطريقة إيجابية هذه النقطة في غاية الأهمية كثير من الناس يصوغون أهدافهم بطريقة سلبية وبالتالي فهم يحققون ما لا يريدون ، فالأب يقول لابنائه لا أريدكم أن تكونوا فاشلين والمعلم يقول لطلابه لا أريد أن تكونوا مهملين، والمدير يقول لموظفيه لا أريدكم أن تتأخروا عن العمل والنتيجة أنهم يفشلون ويهملون ويتأخرون ، لأن العقل الباطن يلتقط العبارة ولا يستطيع أن يميز . الأم تقول لابنها : لا تلعب ولا تشاغب ولا تكسر ولا تخَّرب( إذن ماذا يفعل ؟ ماذا تريدين منه أخبريه بما تريدين لا ما تريدين (هناك نظرية تقول : إنّ الذي يدفع الإنسان إلى التغيير الألم أو المتعة أي أنّ بعض الناس يخافون مثلا من الخسارة أكثر مما يرغبون في المكسب ولذلك يقعون في الخسارة ، الكثير من الناس يخشون التعاسة أكثر مما يرغبون في السّعادة ولذلك فهم يقعون في التعاسة) .
(مثال :
عندما تريد أن تشعر بالسّرور ماذا تفعل ؟
1 هل تشاهد التلفاز أم تشعل سيجارة ؟
2 هل تذهب للنوم أن تمارس الرياضة ؟ماهي الوسائل الأكثر ايجابيّة للخروج من حالات الألم إلى حالات السعادة . اكتبها الآن .
النظرة للمشكلة التي مرّ بها الانسان ترتبط برغبته في الألم أو المتعة يعني كم سأخسر لو لم أتغير وكم سأربح لو تغيّرت) ؟
دائما فكر بماتريد تحصل عليه وليكن شعارك في الحياة فكّر بالنجاح وكن متفائلا ) .

(ج) هل أهدافك تخصك ؟ تحت تأثيرك انت ؟
تأكد أن أهدافك تخصك أنت ولا تخص غيرك أي تستطيع تحقيقها أنت لا مانع أن يشترك في الهدف معك غيرك ، المهم أن يكون الهدف يخصك أن أغيّر العالم هذا الهدف ليس من خصوصيتك أنت وحدك أذن هذه شروط ثلاثة وأسئلة ثلاثة نحو التخطيط السليم إذن حدد ماتريده بالضبط من هذه الحياة وتأكد أنها ايجابية وليست سلبية وتأكد أيضا أنها تخصك تحت تأثيرك واختر لها الإجراءات المناسبة وتأكد أن الإجراءات توصلك للهدف المراد تحقيقه .
( د ) راعي التأثيرات والعواقب على جميع جوانب حياتك المختلفة (الايجابيات والسلبيات) بمعنى الهدف الذي تريد تحقيقه هل له تأثير على جوانب أخرى في حياتك( هل له أضرار وهل له فوائد ) كيف تحافظ على الإيجابيات وتحسن من السلبيات .مرة أخرى موضوع الأهداف موضوع طويل ويحتاج إلى بسط
( ه ) ( كن مرنا في الوصول إلى أهدافك لاتكن خياليا) .
أكثر في غير هذا الموضع .
تمرين (3) :
1 اكتب خمسة أهداف بعيدة المدى تود تحقيقها وطبق عليها ماتعلمته
مثال : أريد أن أحفظ القرآن الكريم الحصول على درجة الدكتوراه في التربية
- هل هو إيجابي ؟ نعم إيجابي .
- هل هو يخصك ؟ نعم يخصك .
- هل راعيت الجوانب المختلفة في حياتك ؟
- مثال : الحصول على درجة الدكتوراه في التربية
- إيجابيات : درجة علمية أكبر مكانة أكبر ثقافة أكبر
- سلبيات : الانتقال من منطقتك الى منطقة أخرى ترك الأهل والأولاد... الخ .
- ماهي اجراءاتك لهذه السنة للوصول الى هدفك الاستراتيجي ؟
- حفظ جزأي 1 ، 2
- التسجيل في حلقة تحفيظ أو مع صديق
- مراسلة الجامعات لأخذ درجة الماجستير
- تقديم الأوراق الى الجامعة
- بداية الدراسة في درجة الماجستير تخصص تربية .... الخ
(3) لا يوجد إخفاق في هذه الحياة بل خبرات وتجارب :
من مهارات الحياة أنه لا يوجد فشل في هذه الحياة بل خبرات وتجارب ، فنحن نتعلم من أخطائنا من آلامنا ، من مصائبنا دائماً في أي حدث أو مشكلة قل : ماذا استفدت من هذه الحادثة ؟ وماذا أخذت من هذا المصاب هناك فرضية في علم Nlp " البرمجة اللغوية العصبية تقول : ليس المهم ما يحدث لك إنما المهم كيف تفسر ما يحدث ، نعم المهم كيف نفسر ما يحدث أو الحدث ، يصاب اثنان بحادثة مؤلمة( خسارة مادية طلاق موت عزيز ) فالأول يفسرها على أنها نهاية العالم فيصاب بالاكتئاب والحزن المستمر والآخر يراها تجربة وخبرة استفاد منها الكثير وتعلم منها الكثير ثم ينطلق في الحياة ، كن كذلك ابحث دائماً عن الفوائد عن العطايا ، أما الذي ينظر للمشاكل والآلام على أنها النهاية فهذا الذي لا يسعد ولا يتعلم من أخطائه كثير من الناجحين والمبدعين في الحياة كانت بداياتهم آلام ومصاعب ومصائب لكنهم تغلبوا على آلامهم وصنعوا من الفشل نجاحاً ومن الآلام آمالاً ومن العذاب عذوبة ، المهم كيف تجعل من المنعطفات فرصاً للنجاح والتطور والانطلاق في الحياة ؟ هكذا يجب أن نتعامل مع أحداث الحياة حتى تستطيع أن تسعد وتُسعد من حولك إجعل الفشل ، أول طريق النجاح ، ضع لكل حدث سلبي معنى إيجابي " القدر لا يأتي إلا بخير " "ما ضاقت إلا وفرجت " .( تعلم أن تقول ربما كلما داهمك أمر لاتحبّه ربما تخفّف الآلام الإنسان لايعلم في أحيان كثيرة أين الخيرة ؟ القدر لايأتي إلاّبخير والشرّ ليس إليك )
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
( بعض الناس إذا وقع في المشكلة يظنّ أنّها سوف تستمرّ إلى الأبد بدلا من الاستسلام لهذا الشّعور المحبط كن متفائلا ومتأكّدا أنّ الحياة لها فصولها وإنّي فط في فصل الشّتاء منها وتذكّر أنّ بعض النّاس يستسلمون للتجمّد في الشّتاء بينما يذهب البعض الآخر للتزحلق على الجليد والاستمتاع بالثّلج )



المهارات ال5 للحياة السعيده 5 ( الاستاذ خالد المدني)

التجارب هي التي تميّز شخص عن آخر والنظرة للتجربة هي التي تميز أيضا انسان عن آخر وبناء على تفسيرك للأحداث تتشكّل حياتك وترسم تذكر ذلك جيدا )
تمرين (4) :
أ تذكر خمس حوادث مؤلمة مرّت بك في حياتك
ب صف التجربة ( اكتب شرحا مبسطا لها )
ج كيف أثّرت فيك ؟
د كيف كانت مشاعرك وقتئذ ؟
ه ماالذي عاقك هذه المشكلة عن فعله ؟
و كيف تجاوزتها لو تجاوزتها
ي أعد تفسير التجربة مرة أخرى وأضف لها خمس معان ايجابيّة .
(4) فن التعامل مع المشاعر السلبية :
من منا لا يحزن أو يقلق أو يكتئب أو حتى يتشاءم هذه مشاعر إنسانية تمر علينا جميعاً والناس في التعامل مع هذه المشاعر صنفين :
الصنف الأول :
من يتشنج ويتصلّب إزاء هذه المشاعر ولا يتقبلها ويحاول كبتها ولا يسمح لها بالتعبير( وهذا الصّنف هو الذي يعاني من المشاعر السلبيّة والمشاكل النفسيّة كثير من مرضانا النفسانييّن تزول همومهم وغمومهم بمجرد الحديث معهم فكثير من هؤلاء يحتاجون فقط لمستمع لبق )
الصنف الثاني :
الذي يحسن التعامل مع هذه المشاعر فيعلم ابتداءً أنها مشاعر مقبولة لا بأس بقليل من الحزن والبكاء والقلق والضيق لأنها مشاعر إنسانية ثم هو بعد ذلك يتقبلها لأنها مشاعره هو وليست مشاعر أحد ، غيره ثم هو بعد أن يتقبلها يتركها تعبر عن نفسها والتعبير يكون بأساليب ، قد يبكي وهذا تعبير ، قد يذهب لشخص إيجابي فيخبره بمشاعره وهذا أيضاً تعبير ، قد يكتب المشاعر ويناقشها وهذا أيضاً تعبير ، قد يزعجه خروجها أعني المشاعر لكنه يتركها تخرج وبعد ذلك تمضي ولن تعود .
كذلك الذي يحسن التعامل مع المشاعر السلبية يناقش هذه المشاعر لأن المشاعر عبارة عن أفكار( والفكرة تؤدي إلى شعور والشعور يؤدي الى سلوك فعندما تكون لديّ فكرة بأني ناجح كيف سيكون شعوري منسجما مع الفكرة بلا شك وبالتالي سيكون سلوكي منسجما مع الفكرة والشعور) ، إذن ناقش الفكرة السلبية ، وهناك طرق أخرى لضبط المشاعر السلبية منها :
(1) انفصل عن المشاعر السلبية لا تتعمق فيها لاحظها فقط تخيلها كأنها طيور أو عصافير أو أوراق الشجر أو كالسّحاب يمر ثم يذهب ويختفي .
(2) الاسترخاء من الطرق الفعالة للتعامل مع المشاعر السلبية وسيأتي الكلام عنه لاحقاً إن شاء الله .
(3) التنفس العميق مارس التنفس العميق والمريح .
( 4 ) التأمل العميق( مارس التأمل في مكان هاديء أخرج الى البحر البر منتزه مكان ترتاح فيه وقم بعمل جلسة تأمل رائعة )إذا كنت تعاني باستمرار من مشاعر سلبية إذن اطلب العلاج ولا تهمل نفسك فالاعتراف بالمشكلة أول طريق العلاج قد يكون في مشرط الطبيب ألماً لكن فيه بإذن الله الشفاء .
تمرين (5) : اكتب مشاعر سلبية تزعجك وطبق عليها طرق التعامل معها .
(4) استفد من برمجة عقلك الباطن :
العقل ينقسم إلى قسمين : عقل واعي ويسمى شعوري أيضاً( أو إدراكي ويسميه البعض العقل الظّاهر ) وعقل لا واعي ويسمى لاشعوري أو لا إدراكي أو العقل الباطن عقلك الواعي قدرته محدودة جداً فهو يستقبل في اللحظة الواحدة 7 معلومات +- 2 يعني قد تزيد قدرته لتصل إلى تسع معلومات وقد تنقص قدرته لتصبح خمس معلومات إذن أين تذهب آلاف المعلومات بل ملايين المعلومات التي نراها ونسمعها ونشعر بها كل يوم( بل كل لحظة ) ؟ أنها تذهب إلى عقلك اللاوعي أو الباطن هل تعلم أن عقلك الباطن يستقبل في اللحظة الواحدة 2 مليون معلومة إذن أنت تملك في داخلك طاقة فذة لو أحسنت استخدامها فستحقق الكثير من النجاحات والإنجازات ، وعقلك اللاواعي يتبرمج( من خلال البيئة التي تعيش فيها فإذا كانت البيئة سلبيّة نشأ الفرد سلبيا متشائماوإذا كانت البيئة إيجابية نشأ الفرد إيجابيا متفائلا والطريقة الثانية لبرمجة العقل الباطن الشخصية أو الشخصيّات المؤثّرة فالعقل الباطن يتبرمج من خلال الشخصيّات المؤثّرة التي مرّت به أو مرّبها فإذا كانت الشخصيات إيجابيّة كانت برمجته إيجابيّة وإذا كانت الشخصيّات سلبيّة كانت برمجته سلبيّةوالطريقة الثالثة من طرق برمجة العقل الباطن من خلال تقنيات البرمجة اللغوية العصبية القويّة والمؤثّرة والطريقة الرابعة لبرمجة العقل الباطن) بالتكرار فقد يكرر إنسان لنفسه أو على نفسه كلمات السّلب والتحبيط مثل : أنا فاشل – أنا لا أفهم – أنا غير واثق من نفسي ... إلخ – من عبارات التحبيط فيتبرمج عقله الباطن على ذلك ويبدأ يتصرف وكأنه فاشل ، ولا يفهم وغير واثق من نفسه ، وقد يكرر في المقابل إنسان على نفسه عبارات التحفيز والإيجاب كأن يقول مثلاً : أنا ناجح – أنا قوي – أنا واثق من نفسي فيبدأ يتصرف على أنه فعلاً ناجح وقوي وواثق من نفسه ، في مادته القيمة كن إيجابياً يذكر د. صلاح الراشد " أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الإنسان يتكلم مع نفسه في اليوم بحدود 5000 كلمة 80% منها سلبي ، تخيل معي 80% منها سلبي و20% فقط إيجابي لذا لا تستغرب عندما ما تنشأ الأسر محطمة سلبية وينشأ الأبناء وهم يرون الفشل أمام أعينهم لأنهم وببساطة تبرمجوا عليه ، أو قل لأن عقلهم الباطن تبرمج على ذلك ، اسأل نفسك هذا السؤال : هل الكلمات التي استعملتها ترفع من روحي المعنويّة أم تدمّرها ، هل تفتح لي هذه الكلمات الأمل أم تصيبني باليأس ، الكلمة لها فعل السّحر إيجابا أو سلبا والذي دفع الدكتور نورمان كوسينس أن يقول : لاتستغرب إنّ الكلمات قد تسبب المرض وهي تستطيع أن تقتل ولذلك فإن الأطباء الحكماء يكونون غاية في الحذر في الطريقة التي يتعاملون بها مع المرضى
اكتب الآن : 5 كلمات ترددها في نفسك عندما تشعر بالضيق ورددها على نفسك اكتب مشاعرك الآن اكتب 5 كلمات ترددها على نفسك عندما تشعر بالسعادة ورددها على نفسك اكتب مشاعرك .ماذا لاحظت الكلمة ترتبط بالشعور تنبّه لذلك
المطلوب الآن أن تتوقف عن ترديد العبارات السلبية والمحبطة، أعط لنفسك فرصة أن تسمع عبارات الإيجاب والتشجيع ، قد تحتاج لوقت لا بأس امنح نفسك ذلك الوقت لكي تتبرمج إيجابيا ( وكرر على نفسك عبارات إيجابيّة ومشجّعة التكرار أمّ المهارات ًوقديما قالوا في الأمثال العربية : التكرار يعلّم الشّطار)