نشبت معظم الحروب بسبب قضايا خطيرة مثل الأرض أو الموارد أو الحرية السياسية، وحشت الجيوش على مر السنين وسفكت الدماء بسبب سوء تفاهم، وصلت إلى منازعات حدودية بسيطة بسبب أحداث رياضية على سبيل المثال، وهنا نستعرض أشهر 8 حروب نشبت بسبب أسباب «كوميدية وغريبة»، ويمكن وصفها بأنها «أسباب تافهة» لم تكن تستدعي شن حرب.
1- حرب الخنزير

مواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمبراطورية البريطانية بسبب نزاع حدودي في جزر سان خوان، سميت حرب الخنزير لأنها بدأت بإطلاق النار على خنزير. كانت حرب غير آدامية لأن الخنزير كان القتيل الوحيد.
قامت معاهدة أوريجون في 15 يونيو 1846 على حل النزاع الحدودي على ولاية أوريجون بتقسيم ولاية أوريجون «مقاطعة كولومبيا» بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وفي 15 يونيو 1859 وبعد ثلاثة عشر عاما بالضبط على اعتماد معاهدة أوريجون، عثر مزارع أمريكي على خنزير أسود كبير الحجم يأكل النباتات في حديقة منزله وقام المزارع بإطلاق النار على الخنزير مما أدى إلى مقتله.
وأتضح أن الخنزير كان ملكًا لجار إيرلندي من سكان المقاطعة المملوكة لبريطانيا مما أدى إلى حدوث التوتر بين البلدين.
2- حرب الكلب الضال

كانت العلاقات متوترة بين اليونان وبلغاريا في عام 1925؛ حيث إن كلا الدولتين خاضتا الحرب العالمية الأولى ضد بعضهما وبعد الحرب استمرت حالة عدم الاستقرار والترقب تسود المناطق الحدودية بين الدولتين، إلا أن التوتر قد وصل إلى أَوجِّه في 22 أكتوبر عام 1925 في المدينة الحدودية بتريتش عندما قام جندي يوناني بمطاردة كلبه متجاوزًا الحدود إلى بلغاريا مما دفع دورية الحرس البلغارية إلى إطلاق النار عليه وقتله.
وقامت اليونان بغزو بتريتش في اليوم التالي واحتلالها، إلا أن عصبة الأمم آنذاك قامت بفرض عقوبات على اليونان وأمرتها بالتراجع ودفع تعويضات لبلغاريا، وسحبت اليونان قواتها بعد عشرة أيام ودفعت تعويضات لبلغاريا بعد أن أسقطت الحرب حوالي 52 قتيلاً.
3- حرب أذن جنكينز

حرب قامت بين بريطانيا العظمى والإمبراطورية الإسبانية دامت لمدة 9 سنوات بسبب أن القوات الإسبانية قطعت أذن قبطان إنجليزي يدعى جينكينز أثناء قيادته لسفينة قرب سواحل إسبانيا، وبدأت عام 1739 وانتهت عام 1748.
في عام 1731 صعد ضابط البحرية الإسبانية إلى السفينة البريطانية (ريبيكا) التي كان يقودها الكابتن الإنجليزي روبرت جينكنز ثم قام أحدهم ويدعى خوليو ليون فاندينو بربط الكابتن جينكنز في إحدى صواري السفينة ثم جز أذنه وقال له: خذها إلى ملكك وقل له سأفعل الشيء ذاته إذا لمحته عيناي هنا.
وضع الكابتن جينكنز أذنه في محلول ملحي بقارورة بعد أن تعرض للسب والإهانة والتعذيب الجسدي علاوة على استيلاء حراس الشواطئ الإسبان على الأشياء النفيسة من السفينة ريبيكا، وبعد احتجازه يوماً كاملاً، أمر هؤلاء، الكابتن جينكنز بالرحيل فوراً وإلا فإنهم سوف يحرقون السفينة، وأسرع جينكنز بالانطلاق ولدى وصوله إلى إنجلترا يوم 11 يونيو من العام نفسه (1731) توجه إلى الملك جورج الثاني ليعرض عليه شكواه وأدلى بشهادته التي تمت الموافقة عليها أمام دوق نيوكاسل بصفته سكرتيراً أميناً عاماً عن المستعمرات الجنوبية، وبعد ذلك أحيل التقرير إلى القائد العام البريطاني في جزر الهند الغربية الذي قدم بدوره شكوى رسمية إلى محافظ هافانا شاكياً له المعاملة السيئة التي تعرض إليها روبرت جينكنز.
والغريب أن هذه الحادثة على أهميتها لم تلق في البداية الاهتمام الكبير من قبل الملك لكنها وصلت بطريقة ما إلى إحدى المجلات التي كانت تصدر في تلك الآونة والمعروفة بمجلة الرجل المحترم حيث أفرد لها مدير تحريرها صفحة كاملة، وظل جينكنز يعرض قصته ويرويها بتفاصيل مثيرة أمام مجلس العموم البريطاني وفي المقاهي، حاملاً معه أذنه في قارورته تلك أينما ذهب، إلى أن لقيت قصته آذاناً صاغية نظراً لغرابتها.
تعالت صيحات الحرب والتعبئة وذكّر البرلمان البريطاني بالانتصارات التي حققتها البحرية الملكية في عام 1718 ضد الأسطول الإسباني في كاب باسارو خلال حرب التحالف الرباعي (1718-1720)، وأمام هذا الجو المشحون، لم يستطع رئيس الوزراء السير روبرت والبول الذي كان معروفاً بحبه للسلام، إيقاف نزعة الغضب والرغبة في الانتقام من الإسبان. وفي 23 أكتوبر 1739 تم إعلان الحرب رسمياً ضد إسبانيا واندلعت ما يسمى آنذاك بحرب أذن جينكنز.
وبعد عام واحد تورطت أوروبا برمتها في حرب أخرى واستمرت طويلاً إلى أن لجأ الجميع إلى السلم عام 1748 بتوقيع اتفاقية (إيكس لاشيل التي لم تدم بدورها سوى فترة قصيرة.
4- حرب الفطائر بين المكسيك وفرنسا

في عام 1828، دمرت الجماهير الغاضبة أجزاء كبيرة من مدينة مكسيكو خلال انقلاب عسكري. وكان أحد ضحايا أعمال الشغب طاهي معجنات فرنسي مغترب يدعى Remontel، تعرض مقهاه الصغير للحلويات للنهب. تجاهل المسؤولون المكسيكيون شكواه، عندها التمس Remontel مساعدة الحكومة الفرنسية للحصول على تعويض.
بقي طلبه في الأدراج دون اهتمام عقدا من الزمن، عندما لفت انتباه الملك لويس فيليب، وكان الملك غاضبا بالفعل من المكسيك التي فشلت في سداد قروض بالملايين، طالب الملك المكسيك بدفع 600000 بيزو لتعويض شيف المعجنات عن خسائره، وعندما أحجمت المكسيك عن تسليم مثل هذا المبلغ الفلكي، قام لويس فيليب بعمل غير متوقع، فقد أعلن الحرب.
في أكتوبر 1838، وصل الأسطول الفرنسي إلى المكسيك وحاصر مدينة فيراكروز. عندما واصل المكسيكيون رفض الدفع، بدأت السفن بقصف قلعة سان خوان دي أولوا، تبعتها بضعة معارك محدودة، وبحلول ديسمبر قتل 250 جندي.
بل إن القائد الشهير سانتا آنا عاد عن تقاعده وتسلم قيادة الجيش المكسيكي ضد الفرنسيين، وخلال ذلك فقد ساقه. انتهى القتال أخيرا في مارس 1839، عندما توسطت الحكومة البريطانية وأبرم اتفاق سلام. وكجزء من المعاهدة، أجبر المكسيكيون على دفع المبلغ وهو ما اعتبر أكبر مبلغ دفع لمتجر الحلويات في ذلك الوقت.
5- حرب الكلّة
في لبنان، عام 1860 نشبت حرب أهلية كثيرا ما كان بعض الكتاب يسمونها بحرب الكلة أو التيلة بالتعبير الخليجي. إذ بدأت الحرب الطائفية بحسب رواية تقليدية بعد نزاع بين طفلين درزي وماروني مندير القمر، فتدخلت عائلتاهما ومن ثم طائفتاهما. أشعلت هذه الخلافات سيلا من أعمال العنف اجتاحت لبنان ودمرت خلالها قرى بأكملها وبلغ عدد القتلى حوالي 20،000.
6- حرب الآيس كريم
حدثت في مقاطعة جلاسكو الأسكتلندية عام 1980 بين عائلات صناع الآيس كريم حول منطاق النفوذ وبيع السلع، وأدت لسقوط عدد كبير من القتلى عبر عمليات الحرق والعنف المتبادل.
7- حرب بسبب مباراة كرة قدم
عرفت بحرب المائة ساعة بين السلفادور وهندوراس، اندلعت في أعقاب مباراة في تصفيات كأس العالم عام 1969، والتي فازت فيها السلفادور وتأهلت، ومع نهاية اللقاء كانت الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود بينهما وفي 3 يوليو انتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت على كتيبة من السلفادور النيران داخل الأراضي السلفادورية مما أدى لقيام السلفادور بهجوم واسع النطاق ودخلت القوات السلفادورية إلى مسافة 40 كم ولم تتورع هندوراس بل أرسلت طائراتها لضرب مدينة سان سلفادور وأكابوتلا بالقنابل، وبعد أسبوعين وتدخل الواسطات من الدول توقفت الحرب بعد أن أدت إلى دمار كبير وخسائر في الأرواح بالآلاف.
8- حرب الدلو في إيطاليا

بدأت هذه الحرب في عام 1325 في إيطاليا بين مدينتين هما مودينا وبولونيا؛ حيث قامت فرقة صغيرة من جنود مدينة مودينا بسرقة دلو خشبي كبير من مدينة بولونيا، ولكن سكان الأخيرة لم يتغاضوا عن الحدث واعتبروه إهانة لهم وأصروا على استرجاع الدلو الخشبي فبدأت الحرب بين المدينتين واستمرت لمدة اثني عشر عامًا لم يفلح خلالها سكان بولونيا في إعادة دلوهم المسروق الذي لايزال محفوظًا في برج بمدينة مودين.