يحذر الله تعالى الناس من اتباع وساوس الشيطان لأنه لا يأمر بخير أبداً بل يغوى الناس بارتكاب الفواحش والمعاصي، فإن الله تعالى يرزق من يشاء من عباده التوبه ويزكى نفوسهم من الأخلاق الرديئة، وذلك مصداقاً لقوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” سورة النور: آية 21 : مدنية .



وورد فى تفسير الوسيط لمعنى هذه الآية : أى يا أيها الذين تجملوا بحلية الإيمان لاتسلكوا مسالك الشيطان فيما يسعى إليه من الشر فيما بينكم ولا تعملوا بوساوسه فإنه لايسعى إلى خير ولا يوسوس إلا بفتنه ومن يتبع خطوات الشيطان فيسلك سبيله ويعمل بوسوسته ارتكب الفحشاء والمنكر فإن الشيطان لا يأمر ولا يحض إلا عليهما ، لذلك فلا يجوز اتباعه وطاعته فى وسوسته .



وقال الإمام الطبرى فى تفسيره لقوله تعالى ” وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ” أى ولولا تفضل الله عليكم ورحمته لكم ما تطهر منكم من أحد أبداً من دنس ذنوبه وشركه ولكن الله يطهر من يشاء من خلقه ، وقوله تعالى ” وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ” اى والله سميع لما تقولون بأفواهكم وتلقونه بألسنتكم وغير ذلك من كلامكم عليم بذلك كله وغيره من أموركم محيط به محسوبه عليكم ليجازيكم بكل ذلك .