كشفت دراسة طبية حديثة أن سويسرا تعتبر وجهة المقبلين على الانتحار بشكل قانوني، مضيفة أن البيانات الصحية تشير إلى رغبة نحو 600 شخص على الانتحار في سويسرا سنويا، منهم حوالي 200 شخص من خارج البلاد.
وتوصلت الدراسة، التي نشرتها مجلة «ذا آتلانتك» الأمريكية نقلا عن «مجلة الأخلاقيات الطبية»، الأربعاء، إلى أن أغلب الدول حول العالم تطبق قانون «الحق في الموت» أو الانتحار على مواطنيها أو حاملي جنسية البلد نفسه فقط، إلا أن سويسرا هي الدولة الوحيدة التي تمنح هذا الحق لأي مواطن حول العالم.
وذكرت الدراسة أن أغلب زائري سويسرا يتجهون إلى منطقة «كانتون زيورخ» للذهاب إلى المنظمات التي تمنح «حق الموت»، لرغبتهم في الانتحار قانونا.
ووصفت الدراسة تلك الظاهرة بـ«سياحة الانتحار»، التي تواجه خبراء الطب الشرعي في سويسرا يوميا، وهو ما دفع الباحثون إلى التحقيق العلمي في هذه الظاهرة، لتحديد سمات المقبلين عليها من حيث العمر، الجنس وبلد الإقامة للزائرين، والمنظمة المعنية، والمادة التي تناولها كي تؤدي إلى الموت أو المرض الذي دفعه إلى الإقدام على الانتحار، وذلك بالعمل على عينة تضمنت 611 حالة من 31 دولة.
وأشارت مجلة «ذا آتلانتك» إلى أن سويسرا بها 6 منظمات تمنح الحق في الموت في البلاد، ولكل منها معايير خاصة بهم، و4 منهم تقدم خدمات لسكان البلدان الأخرى.
وتوصل الباحثون إلى أن المنظمات تمنح «حق الموت» لحوالي 600 شخص سنويا، ونحو 150-200 حالة من الأجانب، وذلك وفقا لبيانات معدلات السياحة التي اعتمدت عليها الدراسة بين عامي 2008 و 2012.
وطبقا للبيانات، يتم الانتحار عن طريق تناول مادة «بنتوباربيتال الصوديوم»، باستثناء 4 حالات في عام 2008 ماتت باستنشاق الهيليوم.
وجاء ما يقرب من نصف «سياح الانتحار» من ألمانيا، بينما احتلت كل من المملكة المتحدة، وفرنسا المراتب التالية.
ووصل متوسط عمر المقبلين على الانتحار بين 23 و 97 سنة، ونحو 60% من الحالات نساء.
وكانت الأسباب الأكثر شيوعا للرغبة في الانتحار بسبب مرض عصبي 47%، بينما دفع السرطان 37% من مرضاه إلى إنهاء حياتهم بأيديهم.